إغاثة الأمة بكشف الغمة

رغم ضآلة عدد صفحات الكتاب إلا أنه دسم وزاخر بمعلومات مؤرِّخة، وراصدة، لفترات بعيدة عنّا، تناول فيها المقريزي تاريخ المجاعات منذ ملوك الفراعين القدماء (فرعان، نهراوس، أتريب)، مرورًا بحُكَّام المسلمين بمتنوع دولها (الطولونية، الإخشيدية، الفاطمية) حتى وشوك فترة المقريزي، وطرح أسبابها وتحليلها بشيء من التفصيل.

لغة الكتاب كانت صعبة استدعى مني تركيز عتيد لفهم بواطن الأمور، وخاصة المتعلقة بالموازين، وذلك أمر طبيعي لعتاقة الكتابة والذي يرجع إلى القرن الـ٩، لكن في المجمل استحسنت الكتاب، واستخلصت منه معلومات جزيلة.

كلما قل منسوب النيل كلما كان هناك شده يعاني منها الناس في المأكل والمشرب .نتيجة لذلك النيل هو الحياة وعدم المحافظة عليه هلاك للمصريين

ما أشبه اليوم بالبارحة

يستعرض المقريزي بشرح مفصل وتحليل دقيق المجاعات التي مرت بها مصر في العهود الغابرة حتي القرن التاسع الهجري وقت ان وضع كتابه وما افضت له من فوضي وصلت لان يأكل الآباء أطفالهم ويباع لحم البشر في الأسواق.

لو نظرنا فيما أورد المؤلف من أسباب خروج الكوارث عن السيطرة لوجدنا مصدرها فساد الحكام وتفشي الرشوة والسياسات النقدية الفاشلة وعدم الاهتمام بالرعية والحفاظ علي مصادر الدخل.

عافانا الله من تكرار الماضي ولو ان الكارثة تلوح في الافق القريب.