شبرا التي تتشابه كثيرًا مع لوحات الموزاييك.
رواية تأخذنا لمصر التي لم تعد كما كانت، فالرواية كلها تدور حول بناية في شارع الزهور المتفرع من شارع جزيرة بدران في شبرا، شبرا الحياة فهي ليست فقط مجرد حي كباقي الأحياء!
شبرا التي تميزت بكوزموبوليتانيت
لذا فتجد في البناية القبطي والمسلم، الماروني، الأرمني، اليوناني، الفلسطيني.
أسرة مسلمة تعودت على الاصطياف في بيت تملكه عائلة يهودية.
بناية لن تستطيع بسهولة معرفة من منهم يدين بالمسيحية ومن يدين بالإسلام، فكلهم متشابهون، يحتفلون سويًا بكافة الأعياد والمناسبات، نساء البناية تخبز سويًا مخبوزات وحلوى العيد حتى أن المسلمات منهن يتذوقن المخبوزات لاختبار جودتها وظبط معاييرها لأن المسيحين مازالوا صائمين.
بناية يجتمع سكانها في وئام للاحتفال بقدوم العام الجديد في مشهد مهيب يغلفه الحب والمودة.
إلا أن وراء كل باب مغلق حكايا بعدد أفراد من يسكنون خلفه
رواية غنية بالشخصيات، لم يقتسموا الحب واللهو فقط فيما بينهم، فهناك حكايات انتهت بنجاح مبهر كما انتهى بعضها الآخر بدموع وفراق ولوعة واشتياق.
نكبات وأفراح تلحق بالأسر جراء تصرفات أبناءها، فبعضهم اتصف بالرزانة ورجوح العقل، والآخر اتصف بالأنانية.
❞ الإنسان هو الإنسان.. أمام الحب ينتفي كل شيء. ❝
نعم، فقد كان الحب العامل المحرك لقلوب أبطال الرواية، وكما كان عامل أساسي للبهجة والسعادة على البعض إلا أنه كان عامل أساسي للمذلة في حياة الآخرين.
بناية كانت بمثابة خلية أولية لمجتمع لم يعد موجودًا الآن فهي تتناول حياة المصريين في منتصف القرن العشرين
جاءت اللغة والمفردات سلسة بسيطة، فصحى غير مقعرة يشوبها القليل من العامية الممزوجة بمعايير لا تخيب كمعايير عمل كعك العيد الشهي.
الرواية ليست كرواية ذات عقدة لتنتظر حلًا لها، الرواية سردًا لأحوال مجتمع في فترة ما من تاريخه الاجتماعي من خلال عدة أسر جمعت بينهم بناية في شارع الزهور، إلا أنها في واقع الأمر لا تخلو من إثارة.
رغم أني وجدت في البداية تشتت بسبب كثرة الشخصيات إلا أن الكاتب أفرد تخطيطًا بسيطًا لسكان البناية وترتيب شققهم
ورغم هذا لم أعد لذلك التخطيط ثانيةً؛ لأني قد اعتدت على الأمر وكأني دخلت بيوتهم جميعًا.