أتذكّر أن هؤلاء الفتيات شغلنني أكثر ممّا شغلتني الراقصة وبديعة مصابني. وحين أعود الآن بالذكرى إلى تلك السهرة، أحاول أن أبحث عمّا يكون قد دفع والدي إلى ذلك، أبي البروتستانتي المتدين الجدّي الرصين، والمحافظ إلى أقصى الحدود. أيكون قد رغب في الترفيه عن نفسه بعد قضاء سنين طويلة في مدينة «مقدسة» لا تعرف هذه الألوان من الترفيه، فصحبني كي لا يغري إحدى الغواني بالاقتراب منه؟ أم شعر أن من واجبه أن يفتح عينَيّ على ما يدور في مجتمع غير مجتمعنا المغلق الضيّق، وفي مدينة كبيرة كالقاهرة مفاسد لم يتسنَّ لي معرفتها في القدس، فاختار أسلوب الترفيه بدلاً من الوعظ الجاف المباشر؟ وأسأل نفسي أيضاً: هل خطر له أن مشهد هؤلاء الفتيات البائسات سيترك في نفس ابنة الستة عشر عاماً الساذجة صدمة لن تنساها مدى العمر؟ لا أظن. ولكني متأكدة أن هذه الصدمة التي هزّتني مراهقةً، هي السبب في نقمتي الآن على مجتمع يدفع بعض النساء إلى أن يكنّ ضحايا ذكوريته وعنفه وفقره.
ذكريات لم تكتمل > اقتباسات من كتاب ذكريات لم تكتمل
اقتباسات من كتاب ذكريات لم تكتمل
اقتباسات ومقتطفات من كتاب ذكريات لم تكتمل أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
ذكريات لم تكتمل
تحميل الكتاب
اقتباسات
-
مشاركة من Enas Al-Mansuri
-
تقول دوريس ليسنغ في سيرتها الذاتية «تحت جلدي» إن من يجلس ليكتب سيرته الذاتية لا بدّ أن يطرح على نفسه سؤالاً محوره الحقيقة. كم نبيّن من هذه الحقيقة وكم نخفي؟ هل نستطيع، أو نريد، أن نطلع الملأ على أمور حميمة تمسّنا في الصميم ولا تعني غيرنا؟ وإن أردنا أن نخفي بعض الحقائق، فإلى أيّ مدى تكون السيرة صادقة، ولماذا نكتبها، إذاً؟ ثم إن كان قول الحقيقة يشمل أناساً آخرين، فهل تزعجهم أو تؤذيهم هذه الحقيقة التي نقول؟ أسئلة راودت دوريس ليسنغ حين جلست لتكتب سيرتها الذاتية، وتراودني أنا أيضاً الآن حالما جلست لأكتب سيرتي الذاتية.
مشاركة من Enas Al-Mansuri
السابق | 1 | التالي |