الذى يقرأ لدوستوفيسكى هذه الرواية ، لا يمكن أن يتصور أبداً أنه هو الذى كتب ( الجريمة والعقاب – الأخوة كرامازوف – الأبله – المراهق .. ) ، لم أستشعر فى هذه الرواية الروح التى كان كيتب بها دوستوفيسكى رواياته السابقة ، أين قدرته على تحليل النفوس ، وسبر أغوارها ، كل هذا افتقدته الرواية ، حتى الصراع الذى يعدُّ أهم عناصر الرواية افتقدته بشدة هنا ، الرواية إلى حد كبير كانت مملة ، من الممكن أن الكاتب قد كتبها فى أسوأ حالاته المزاجية ..
حتى فى فكرتها كانت ضحلة جداً ، عبارة عن صراع بين سيدة مجتمع مرموقة كان هدفها أن توزج ابتها من رجل بلغ من العمر أرذله ، وعليه فالرواية كلها تدور فى ذات النسق ، إلى أن مات الأمير – الرجل الذى كانت تريد الام أن تزوجه لابنتها – وبعدها تنتقل الأم من قرية مورداسوف إلى قرية أخرى ، حيث تتزوج الابنة من أحد الملوك ويصيرُ لها النفوذ والقوة ، وهنا تنتهى الرواية .
ما الفكرة إذاً ، ما القيمة التى يريد الكاتب أن يوصلها ، حتى الفكرة التى كانت الرواية تتمحور حولها تقليدية إلى حد كبير ، ربما عزاءى والمبرر الذى أجده للكتاب أن هذه الرواية ، ربما كانت من ضمن محاولاته الأولى فى الكتاب ، أما إذا كان العكس فهذا يعد إخفاقاً ذريعاً لدوستوفيسكى .