الشارع، ويخرج بمجموعة من الورود الصفراء الذابلة، ثم يغرز تلك الباقة في شعره على جانب رأسه. تبادرت إلى ذهني لوحة الفنان عبد الهادي الجزار «المجنون الأخضر» الذي يضع زهرة بجانب رأسه الأخضر. بالتأكيد هناك علاقة ما بين الزهور والجنون. بين الرأس كمكان يسكن به الجنون، وبين الطبيعة متعددة الأوجه والألوان. الجنون يتغذى مباشرة على التعدد الواسع والمخيف للطبيعة. ربما الجنون حديقة عشوائية مليئة بالأزهار. أتذكر نيتشة عند جنونه؛ لم يتحمل رؤية حصان يُعذب، فبعد أن ضرب صاحب الحصان، احتضن الحصان وأخذ يغمره بالقبلات. ليس الجنون حديقة فقط، بل غابة مليئة بالزهور والأشجار وسائر أنواع الحيوانات والرغبات، إنه حضور وت
وجوه سكندرية
نبذة عن الكتاب
عندما تُنطق أمامي كلمة « ذاكرة» أتحسس رأسي بحنان. أتخيل هذا المكان الصغير الذي يحوي كل هذه الذكريات والمذاقات والأحاسيس. هذا المكان المهدد دائمًا بالنسيان، أو المرض، ولكنه سيظل مكان التأويل المستمر للحياة، برغم هشاشته. وخارج تلك الأوضاع الطارئة كالمرض أو الدكتاتورية، واللذيْن يهددان الذاكرة، بالتأكيد ستكون لهذه الذاكرة قوة أكبر في التأثير والتبادل، فنحن حتى الآن لم نرَ ذاكرتنا خارج لحظة التهديد المستمرة. أشعر أنني بكتابتي هذا الكتاب، أقوم بالفكرة نفسها؛ ليكون هو الذاكرة البديلة للمدينة كما عرفتها وعشت فيها. لتاريخ نوعي، ستُقتص منه أجزاء وفترات، لا لشيء سوى إرادة النسيان.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 260 صفحة
- [ردمك 13] 9789770931479
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
91 مشاركة
اقتباسات من كتاب وجوه سكندرية
مشاركة من khaled
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أحمد عبد الحميد
وكأنه لا يريد لها أن تموت. وكأنه لا يريد لذاكرته أن تفنى بفناءه، فيستمرُ في الحكيّ والبحثِ عن المدينة الضائعة، وبائساً يحاول استحضارها من بين رُفات الأزمنة السحيقة.
ربما أنا لست سكندرياً، ولكن الكاتب، ولا أعرف كيف، يُوقظُ بداخلي إحساس الحنين لكلِ ما كان. أشتركُ مع الكاتب بالولع بسيرة المكان، وثقافة الشوارع، وهو سر احتفائي بهذا الكتاب. القراءة لعلاء خالد، لا إرادياً، تُجبرك على استحضار كلَ مخزونك من الحنين والنوستالجيا الحادة.