ملحوظة : المراجعة أدناه تحرق حدث مفصلي وهام من احداث الرواية .
ملحوظة ثانية : مراجعتي هي لرواية الزوج الابدي منفردة ترجمه محمد الماتشي كما تشير الصورة اعلاه وعدد الصفحات المشار اليه في النبذه عنها وليست للمجلد السابع من الاعمال الكاملة ترجمة سامي الدروبي كما يشير الوصف المرفق .
ملحوظة ثالثة : اينما وردت عبارة الزوج الابدي في هذه المراجعة فهي تشير الى ذلك النوع من الرجال الذي لم يخلق ، ولم يتطور ، إلا ليتزوج ، ويصبح مكملا لزوجته رغم كونه يتميز بطبعه الخاص .
ملحوظة رابعة : العبارة في الملحوظة الثالثة لن ترد الا فيها ، كما ان التعريف المقابل لها هو على لسان السيد فلتشانينوف بطل الرواية .
" انها من النساء اللواتي أُ نجبن كي يكن خائنات لأزواجهن " هكذا يصف فلتشانينوف صديقته السابقة وزوجه صديقه بافل بافلوفيتش وذلك في سياق انحيازه لشيطانه في الصراع النفسي الدائر داخله و هكذا يدخل دوستويفسكي الى مجاله المحبب والذي طالما ابدع فيه "الصراعات النفسية" وما يرافقها من تحليل لسايكولوجيا الانسان وسبر اغوار نفسه وما ينتج عن هذه الصراعات من انفعالات وسلوكيات ظاهرة او من خلال الرؤى والاحلام التي يجعل شخصياته تمر بها وهذا ما تجلى في حلمين احدهما في بداية الاحداث والآخر مع نهايتها .
للوهلة الاولى تشعر ان تبريرا محكما يلوح بالأفق يتبناه الكاتب لفعلة فلتشانينوف قبل تسع سنوات من زمن الأحداث حيث الخيانة كانت نتيجة طبيعية و حتمية للطبيعة النفسية للزوج والزوجة ، شخصية الزوجة الخائنة بالفطرة وشخصية الزوج المتوافقة مع ذلك .
ثم تكتشف ان هذا مجرد عرض لوجهة نظر طرف في الصراع النفسي وليس تبني للتبرير الواهن بل تكتشف ان الاحداث تدور في سياق هذا الصراع وربما على مسرحه وليس في الحقيقة .
ثم تبدأ الكارما في الظهور لتنال من التبرير و صاحب التبرير فتموت ليزا الطفلة المعذبة ثمرة الخيانة بعد ان يكتشف وجودها ويتعلق بها ثم يأتي المرض الذي ينال منه ويعقبه محاولة القتل من قبل الزوج الغافل فور استيقاظ فلتشانينوف من حلمه الثاني هذا على اعتبار انه استيقظ من الاول اساسا .
محاولة القتل تؤدي الى نزيف فلتشانينوف وهذا يوحي بتطهر من الذنب على يد بافل بافلوفيتش نفسه و هنا تبدأ شخصية جديدة ل فلتشانينوف.
اختبار اول يعرض لفلتشانينوف قبل التحول عن طريق الفتاة مشروع الخطبة والتي يصر بافل بافلوفيتش على اصطحابه اليها والتي يشير فلتشانينوف صراحة في تحليله بعد محاولة القتل الا انه اصرار على اختبار .
بعد الحلم الثاني ومحاولة القتل يبدأ فلتشانينوف بالتحرر من عقدة الذنب تدريجيا حتى يأتي اللقاء الاخير مع الزوج ، وقد تزوج من اخرى يبدو انها تتمتع بالصفة او التبرير " انها من النساء اللواتي أُ نجبن كي يكن خائنات لأزواجهن " يُختبر صاحب التبرير بظروف مطابقة لتلك التي خلص بها الى تبريره ولكنه لا يستخدمه هذه المرة وليكون عدم استخدامه اسقاطا نهائيا له .
يعرج دوستويفوسكي كعادته على التغيير الذي كان يطرأ على روسيا في ذلك الوقت وتحدث على لسان بطله عن صروح تتهاوى واخرى تبنى داخل المجتمع الروسي وغيرها من الاسقاطات المعتادة في اعماله .
ملحوظة أخيرة : يجب قراءة دوستويفسكي بترجمة سامي الدروبي وليس الماتشي او غيره .