معضلة هذه الرواية الأساسية إنها تحمل في طياتها فكرة جيدة، ولكن تشعر أن "فيودور" ترفع أن يكتبها بجدية وحرص كعادته، فملأها بتفاصيل لا طائل منها، وأحداث أقل من مستوى الفكرة، مما قد يُصيبك بالإرتباك والتشوش، ولكن على الرغم من ذلك، تخرج من الرواية بفكرة متماسكة!
تدور أحداث رواية "الزوج الأبدي" عن الثلاثية الشهيرة؛ الزوج والزوجة والعشيق، تلك الثلاثية التي كُتب عنها مئات الروايات والأفلام والمُسلسلات، فعندما يكتب عنها "دوستويفسكي"، فأنت تدخل بسقف مُرتفع، ولكن للآسف سرعان ما سينهدم عليك هذا السقف من نفس العلو الذي تخيلته.
بداية الأحداث كانت بعد وفاة أحد أضلاع المثلث وهي الزوجة، ليقرر الزوج البحث والذهاب إلى مدينة العشيق ويقابله، ويتحادثا، وهنا كانت الفكرة التي وجدتني أشفق على الزوج فيها، الزوج لا يستطيع أن يكره عشيق زوجته! لما لهما من تاريخ سوياً، هو يحاول أن يكرهه، ولكن لا يقدر على ذلك، يغار منه، ويُبجله، يتمنى لو كان مكانه، بدلاً من أن يكون زوجاً أبدي. أما العشيق، فدخوله إلى تلك الدوامة، وتلك اللعبة مع الزوج، كانت خطراً عليه، كادت أن تمس عقله، وتسحبه من الواقع، وكأن تبدل حاله لم يكفيه، هل كان إنعزاله عن المجتمع بسبب ندمه على ما اقترفه؟ ذلك من الأسئلة التي تركها دوستويفسكي لنبحث عن إجابتها.
الفصل الخاص بتقدم الزوج ليتزوج بشابة صغيرة كان في منتهى الطفولية، رغم وأنني أكرر، تستطيع أن تخرج منه بفكرة متماسكة عن طبيعة الزوج، ولكن طريقة التنفيذ كانت غاية في الغرابة، تكاد تشك في أن كاتب الرواية هو "دوستويفسكي"، إلى ما تلى ذلك من نهاية الأحداث، التي قد تجد فيها نهاية بشكلاً ما، ولكنها نهاية حزينة بالطبع، وللزوج على الأخص.
ختاماً..
ربما هذا العمل من أقل أعمال "دوستويفسكي"، ولكن رغم ذلك يستحق القراءة، ولو حاولت أن تدخل هذه التجربة دون سقف مرتفع، ستجد أن العمل أفضل بكثير.