كان هذا الكتاب هو آخر ما تبقّى لي من سلسلة "ضوء في المجرّة" للكاتب أحمد خيري العمري
لم أحسب الوقت المُستغرَق في قراءته (أظنّه أقل من ساعة) لكنّي ما إن بدأتُ في صفحته الأولى كنتُ قد وصلتُ للنهاية.
أجمل ما في هذه السلسلة أنها شخصيّةٌ جداً , واقعيّةٌ جدا .. حتى وإن قرأت عن تلك المواضيع كثيرا ستتأثّر حتماً بكلمات تلك الرسائل الحقيقية, المُرسلة لشخصٍ حقيقي .. كُتبت محمّلة بالحُبّ والخوف والحزن لما أصاب هذا الصديق من ضياع, وفرحاً بتوبته
تصوير رائع ومُقبِض لمشهد يوم القيامة , أصدقاء السوء, الانجراف للمعصية..تلك المعصية التي ظلّت مُطبِقة على عُنُق صاحبها سبعة عشر عاماً (وكم سبعة عشر عاماً في أعمارنا؟).
كلّنا قرأنا مئات المرات عن أسباب الانجرار في المعاصي : من ترك للصلاة وصُحبة السوء وغيرها. كلنا قرأنا عن أولئك الذين غرقوا في المعاصي ولم يخرجوا منها حتى موتهم لكن أغلبنا كان يشعر ذلك بعيداً عنه ولم يكُن يتصوّر حقّاً حجم المصيبة ومقدار الألم. حين قرأتُ تلك الكلمات شعرتُ بالألم والخوف الشديدين أن أكون أنا أو أحد ممن أعرفهم وأحبهم مكان صاحبها. اللهم إنّا نعوذ بك من الذنوب والمعاصي
"الموتى حقّاً ليسوا أولئك الذين نُشيّعهم ونسير في جنازاتهم ونُصلي عليهم ثُمّ نُهيل عليهم التراب, لكن الموتى هم أولئك الذين لا يُصلّون ويدفنون أنفسهم تحت التفاصيل الصغيرة واللهو والعبث والمعاصي والأعذار والحجج, الموتى هم أولئك الذين يسمعون الأذان خمس مراتٍ في اليوم ولكنّهم ياللأسف يسدُّون ويصُدّون ويمتنعون"
ختاماً أقول: اللهم يا مُقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك, ولا تتوفّنا إلا وأنت راضٍ عنّا, واغفر لنا ما قدّمنا وأخّرنا وما أسررنا وأعلنّا.