٠يستحيل أن يكون لما قرأت هنا وصف أقل من الجنون... هذه الكاتبة لا أعرف أبدا كيف تنفست هذا النص... لا هي لم تتنفسه فقط هي زفرته نارا في وجه قارئها لكنها ليست نار الاحتراق والموت لكنها نار إعادة الحياة للمعنى الحقيقي للكتابة.. تكلمت عن الحياة والثورة والعنف والحب والكراهية والحرب والجنون... تكلمت عن الموت فجعلته حياة وعن الحياة حين تصير موتا لا مفر منه... لافينيا لم تكن هي المرأة المسكونة الوحيدة بأختها القادمة من الزمن البعيد إيتثا... بشكل ما أصبحت كقارئة مسكونة بالاثنتين معا... بل بكل أشخاص الرواية... لم أر في حياتي كاتبا استطاع تجسيد أكثر اللحظات حرجا بهذه الحرفية والعظمة التي تجعل القاريء هو البطل الحقيقي للرواية... كيف استطاعت جيوكوندا أن تجعلنا نتلبس كل هذا الكم مم التوتر والاضطراب دون أن نشعر للمحة أننا لسنا جزءًا من كل ماكتبت...دقيقة هي في تصيد الجنون وإعادة نفثه ومشاركته مع من اختارها لتحكي له ... طيلة الوقت تريك كيف تتقلب النفس البشرية من اتجاه لاتجاه... كيف تسري روح المقاومة شيئا فشيئا عبر الزمن وعبر الأشخاص وعبر الأشياء لتخلق الحرية... بالموت... أو بالحياة... كيف تختار أصحابها وتميزهم عن غيرهم حتى لو أنكر الكون كله أنهم منها وأنها منهم... وحدهم الحالمون العاشقون هم المسكونون بالحياة.. بالحرية... بالحقيقة. رهي رواية ليست كالروايات.. وكتابة ليست كالكتابات.. أظنها - المرأة المسكونة- ليست بنصوص عادية... لكنها ( الكتاب المقدس) للثورة... للعشق... للحرية....
فقط.. لو كانت الترجمة أكثر جمالا لاكتملت السعادة بالنص..