أنا هوامش مدينة ليس لها وجود، أنا التعليق المسهب على كتاب لم يكتب، لست بأحد أنا، لا أحد. لا أعرف كيف أحس، لا أعرف كيف أفكر، لا أعرف أن أرغب، أن أريد. أنا نموذج في رواية ينبغي أن تكتب، يمر مرور الأثير، ويتوارى، بدون أن يكون قد وجد، في أحلام من لا يعرف منحي الاكتمال.
كتاب اللاطمأنينة
نبذة عن الكتاب
أن تفكّر هو أن تهدم. الفكرة بذاتها تتهدم خلال عملية التفكير، إذ أن تفكر هو أن تفكك. لو عرف البشر كيف يتأملون لغز الحياة، لو تعلموا كيف يشعرون بالتعقيدات الألف التي تتجسس على الروح في كل تفصيل ضئيل من كل فعل، لما ارتكبوا آنئذ أي فعل ـ ولما عاشوا أيضاً. سيقتلون أنفسهم من الرعب، كمثل الذين ينتحرون كي يتجنّبوا الإعدام في اليوم التالي. تستقبل الروح دائماً كل تغيير في روتين المرء المعهود كأنه امتياز تنقصه الألفة، متعة يشوبها القليل من عدم الارتياح. كل من يغادر المكتب في الساعة الخامسة بينما هو معتاد على المغادرة في السادسة فسوف يجرّب بالتأكيد عطلة ذهنية، وشعوراً شبيهاً بالأسف لأنه لا يعرف ما هو صانع بنفسه .التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2008
- 473 صفحة
- المركز القومي للترجمة - القاهرة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب كتاب اللاطمأنينة
مشاركة من Mariam
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
لونا
يمكن القول أن العنوان هو الذي جذبني لقراءة هذا الكتاب. كانت المصافحة الأولى مع هذا الكاتب الميلانخولي. يقول بيسوا عن نفسه في إحدى المقاطع: "إنني استراتيجي سوداوي، يخط، وقد خسر كل المعارك، على ورق خططه، تفاصيل انسحابه المحتوم، عشية كل معركة جديدة من معاركه" ويمكن إضافة أن النص يعطي انطباع أنه مستمتع كثيراً بعيش هكذا دور ولا يمكن له سوى أن يكون كذلك.
ماذا أقول؟! ... كان نصاً "متألقاً حزيناً مثل يوم بارد"! جرعة الكآبة كانت أكثر مما احتمل وهذا سبب عدم اندماجي الكامل مع النص؛ رغم ذلك لا يخلو الكتاب من تلك الشذرات التي لا يمكن وصف روعة وجمالية مضمونها وماهية الفكرة المرتكزة عليها، وجدت نفسي أعود لقراءتها مراراً وتكراراً باندهاش القراءة الأولى ولسان حالي يقول الله الله.
***********
مابين "....." مقتبس من الكتاب.
-
Sarah Shahid
كتاب اللاطمأنينة هو مذكرات غنائية ميتافيزيقية، أحياناً تنسب إلى فرناندو بيسوا ذاته، وهناك من ينسبها إلى أحد أبداله برناردو سواريس.
لم تكن كتابات بيسوا منظمة ضمن مخطوطاته التي عثر عليها بعد وفاته، لذلك كان هناك الكثير من النقص في العبارات أو في بعض الكلمات وقد كان ذلك سبباً في اختلال الكثير من المقاطع.
حسناً، لا شيء جديد في هذه المذكرات سوى أن بيسوا كعادته لا زال يبحث عن ذاته، لذلك فإنك هنا سترى تكثيفاً فلسفياً لرؤيته للعالم الفيزيقي والميتافيزيقي، وضمن هذا الإطار يطرح في بداية كتابه معضلته التي تتمثل في العصر الذي كان سائداً آنذاك أي الحداثة، وهو عصر القلق الأخلاقي والديني والسياسي كما يسميه بيسوا، وهو ما امتد أيضاً إلى عصرنا الحالي لو كان بيسوا يعلم ذلك.
إن لم تكن من المعجبين ببيسوا، أو إن لم يكن لك رؤية مماثلة أو مشروع بحث مشابه فإنك لن تر في الكتاب أي متعة