كل الأشياء صارت أخلاقها منحطة حتى الطيور ساءت أحوالها
الحلم والأوباش
نبذة عن الرواية
في عالم مويان الروائي، فإن الخلفية والحدث وفصول الكتابة وطبائع الشخصيات والتعيين الوصفي للبيئة، كل ذلك يتحول إلى سيرورة استجابة عفوية لأحاسيس ذاتية. الفرق بينه وبين باقي الكتاب يتمثل في عدم وقوفه طويلا أمام جذوره الثقافية القديمة يتأملها بلا نهاية، حرصًا على اكتشاف ونشر وتعميم طاقة الحياة المستمدة من الجدود الأقدمين، لذلك فهو يجعل من تاريخ حياة الذين مضوا منذ زمان بعيد، لحظة بينية تنقضي سريعا في حاضر من يتناولهم السرد؛ مما يخلق توترًا حادا بين الشخصية في القصة والراوي في الحكاية، ومن ثم فالوعي يمثل جسر انتقال، عبر الرؤية السحرية، بين الموتى والأحياء، بين الأولاد المعاقين والأبطال الراحلين؛ فيتخلّق عالم رابط بين نقيضين.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 119 صفحة
- [ردمك 13] 9789774902086
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أروى الجفري
أول قراءة لي في الأدب الصيني ، جذبتني مقدمة الرواية حيث يقول مورويا "ممكن جدا جدا أن يكون التمثال و هو عار قطعة من الفن الرائع ، لكن جسد امرأة عارية لا يمكن أن يكون من الفن في شيء.
ثم لم أفهم ما الرابط بين هذه الجملة و ما بعدها حيث كان المعلم مورويا يحاول إقناع والد "شوكن" أن يرسل ابنه للمدرسة .
الرواية إيقاعها سريع ، كأن الكاتب ليس أديبا و إنما "حكواتي" ينتقل من صورة لأخرى و من حدث لآخر بشيء من الفوضى أحيانا ، ينقل الكاتب صورا من حياة ساكني إحدى قرى الصين مع عمل "زووم" على حياة شوكن حيث يصف علاقته بجَدَّيْه ، علاقته بأمه ، علاقته بالقريدس و أكله حياً وشعوره بالنشوة حين "يتقافز حياً" في فمه ، تأثير الأحداث البسيطة عليه و على عائلته ، مثل ذهابه للمدرسة ثم توقفه بسبب موت المعلم و عودته لها بعد عدة سنوات .
شوكن الطفل ذو الرأس الكبير الذي ما إن يحلم بشيء حتى يراه ماثلا أمامه ، تتقاطع حياته مع شويا ابنة المعلم مورويا التي نشأت معه في نفس المنزل بسبب وفاة والديها فأخذتها أمه لتربيها ، تفصل بينهما سبع سنوات ، هذه السنوات في حياة الأطفال تبدو بعيدة حيث يصعب أن يصاحب ابن الرابعة عشر طفلا في عمر السبع سنوات ، رغم ذلك لم يجمعهما فقط رباط النشأة و الأخوة إنما جمعهما رباط من نوع آخر لم أفهم كنهه في البداية لكن ربما هو نوع من التآلف الروحي .
لم يغفل شوكن ملامح شويا الجميلة ، فنراه من وقت لآخر يصف هذا الجمال ، لكن نظرته لها لم تصل لنظرة رجل لامرأة يحبها أو حتى يرغب بها، لذا مسألة الزواج لم تكن مقنعة .
الرواية لم تغفل الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية التي مرت بها الصين تلك الفترة (فترة الخمسينات) ، فقد جاء في الرواية ص ٦٣ مصطلح "عصر القفزة الكبرى للأمام" و هذا -حسب ما قرأت من مصدر آخر- مشروع قرره الزعيم ماوتسي تونغ عام ١٩٥٨ ، أثَّر هذا المشروع على الفلاحين و سكان الأرياف حيث قضى هذا المشروع بتجويع الفلاحين لتوفير الطعام لسكان المدن ، و راح ضحية ذلك أكثر من ثلاثين مليون شخص ، لم يصمدوا أمام الجوع فلفظتهم الدنيا .
يروي شوكن عن تلك الفترة فنراه يشير للمجاعة التي حدثت و أثرها عليه و على سكان قريته فقد حلّت بالصين مجاعة لمدة ثلاث سنوات من ١٩٥٨ حتى ١٩٦١-حسب ويكبيديا- حتى أن والد زميله "لي دونغتساي" كان يصطاد الجراد و يأكله ، أما هم فلم يستسيغوا طعمه ولم تحتمله بطونهم .
في تلك الفترة كان البعض يسد جوعه بأكل قشور النباتات كما فعلت الجدة حيث يقول شوكن "كانت أيام شدة وعسر حتى تقرح وجه جدتي بسبب ما كانت تتناوله من النباتات البرية و أنواع الحشائش الغير مستساغة للأكل فأصيبت بالتسمم و انتفخ وجهها ..."
النهاية كانت سريعة ككل أحداث الرواية .
جدير بالذكر أن الدراسة في نهاية هذه الرواية و التي قام بها المترجم محسن فرجاني تستحق التقدير .