.
الحلم والأوباش > مراجعات رواية الحلم والأوباش
مراجعات رواية الحلم والأوباش
ماذا كان رأي القرّاء برواية الحلم والأوباش؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
الحلم والأوباش
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أروى الجفري
أول قراءة لي في الأدب الصيني ، جذبتني مقدمة الرواية حيث يقول مورويا "ممكن جدا جدا أن يكون التمثال و هو عار قطعة من الفن الرائع ، لكن جسد امرأة عارية لا يمكن أن يكون من الفن في شيء.
ثم لم أفهم ما الرابط بين هذه الجملة و ما بعدها حيث كان المعلم مورويا يحاول إقناع والد "شوكن" أن يرسل ابنه للمدرسة .
الرواية إيقاعها سريع ، كأن الكاتب ليس أديبا و إنما "حكواتي" ينتقل من صورة لأخرى و من حدث لآخر بشيء من الفوضى أحيانا ، ينقل الكاتب صورا من حياة ساكني إحدى قرى الصين مع عمل "زووم" على حياة شوكن حيث يصف علاقته بجَدَّيْه ، علاقته بأمه ، علاقته بالقريدس و أكله حياً وشعوره بالنشوة حين "يتقافز حياً" في فمه ، تأثير الأحداث البسيطة عليه و على عائلته ، مثل ذهابه للمدرسة ثم توقفه بسبب موت المعلم و عودته لها بعد عدة سنوات .
شوكن الطفل ذو الرأس الكبير الذي ما إن يحلم بشيء حتى يراه ماثلا أمامه ، تتقاطع حياته مع شويا ابنة المعلم مورويا التي نشأت معه في نفس المنزل بسبب وفاة والديها فأخذتها أمه لتربيها ، تفصل بينهما سبع سنوات ، هذه السنوات في حياة الأطفال تبدو بعيدة حيث يصعب أن يصاحب ابن الرابعة عشر طفلا في عمر السبع سنوات ، رغم ذلك لم يجمعهما فقط رباط النشأة و الأخوة إنما جمعهما رباط من نوع آخر لم أفهم كنهه في البداية لكن ربما هو نوع من التآلف الروحي .
لم يغفل شوكن ملامح شويا الجميلة ، فنراه من وقت لآخر يصف هذا الجمال ، لكن نظرته لها لم تصل لنظرة رجل لامرأة يحبها أو حتى يرغب بها، لذا مسألة الزواج لم تكن مقنعة .
الرواية لم تغفل الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية التي مرت بها الصين تلك الفترة (فترة الخمسينات) ، فقد جاء في الرواية ص ٦٣ مصطلح "عصر القفزة الكبرى للأمام" و هذا -حسب ما قرأت من مصدر آخر- مشروع قرره الزعيم ماوتسي تونغ عام ١٩٥٨ ، أثَّر هذا المشروع على الفلاحين و سكان الأرياف حيث قضى هذا المشروع بتجويع الفلاحين لتوفير الطعام لسكان المدن ، و راح ضحية ذلك أكثر من ثلاثين مليون شخص ، لم يصمدوا أمام الجوع فلفظتهم الدنيا .
يروي شوكن عن تلك الفترة فنراه يشير للمجاعة التي حدثت و أثرها عليه و على سكان قريته فقد حلّت بالصين مجاعة لمدة ثلاث سنوات من ١٩٥٨ حتى ١٩٦١-حسب ويكبيديا- حتى أن والد زميله "لي دونغتساي" كان يصطاد الجراد و يأكله ، أما هم فلم يستسيغوا طعمه ولم تحتمله بطونهم .
في تلك الفترة كان البعض يسد جوعه بأكل قشور النباتات كما فعلت الجدة حيث يقول شوكن "كانت أيام شدة وعسر حتى تقرح وجه جدتي بسبب ما كانت تتناوله من النباتات البرية و أنواع الحشائش الغير مستساغة للأكل فأصيبت بالتسمم و انتفخ وجهها ..."
النهاية كانت سريعة ككل أحداث الرواية .
جدير بالذكر أن الدراسة في نهاية هذه الرواية و التي قام بها المترجم محسن فرجاني تستحق التقدير .
السابق | 1 | التالي |