قواعد العشق الأربعون > مراجعات رواية قواعد العشق الأربعون

مراجعات رواية قواعد العشق الأربعون

ماذا كان رأي القرّاء برواية قواعد العشق الأربعون؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

قواعد العشق الأربعون - إليف  شافاق, محمد درويش
تحميل الكتاب

قواعد العشق الأربعون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    1

    الارواح , الحب , المشاعر , البشر , الكون , الشياطين , الاديان , وغيرها من أجزاء عالمنا الدنيوي الذي نحياه

    خاب أملي في فحوى الكتاب بمجرد تقدمي عبر صفحاته , فقد كان جيدا كبداية ولكنه أخذ بالتدهور رويدا رويدا حتى هبط قاعا

    لاسباب عدة اخشى الاسهاب فيها ويطيل كلامي

    فهناك التناقض , والغلط التاريخي , والرؤية المحدودة للمجتمع البشري , اضافة الى الطرح الغاية في الكلاسيكية والتقليدية

    والجمود

    وأخيرا , عدم تمكن القاريء من العيش وسط أرجاء الرواية وتخيلها كأنها عالم حقيقي والانسجام والشعور بأبطالها لان الكاتبة ظلت تذكرنا باستمرار ان هذه رواية كتبها عزيز وتسعى ايلا لتحقيقها !

    اما من ناحية التناقض , فالرواية تتحدث عن العشق الإلهي ومعرفة الله وحبه , ولكن الحب في هذه الرواية تجسد بين أشخاص وليس بين اشخاص وخالقهم !

    على سبيل المثال "وافق جلال الدين الرومي ان يذهب للحانة رغم انه لا يرغب في ذلك لأسبابا عدة لكن لأجل شمس ولحبه له ولثقته به ذهب للخمارة وتحدى كل شيء , وهذا يدل على العشق والحب الذي يكنه الرومي تجاه شمس دونما ادنى شك , وعلى الجانب الآخر فشمس لم يمنعه عشقه وحبه لله من احتساء الخمره , رغم ان الله يخبر عباده صراحة الا يشربوها ,والحب والعشق يستوجب ان يتبع الحبيب محبوبه مغمضا العينين ويطيعه رغم كل شي كما فعل جلال الدين عندما اطاع شمس واشترى الخمر من الحانة ! "

    الشيء الآخر الذي اعتبره يتسلل الى باب التناقض هو طبيعة شخصية شمس التبريزي في حد ذاته فهو يعول على الحب بين الاشخاص دائما وابدا , ولكن تصرفاته على الصعيد العام لم تكن تنبيء بهذه المعتقدات الغاية في الحب واهميته بين البشر

    فكانت تظهره الكاتبة في اكثر من موقف , بمظهر الشخص صعب المراس , عندما أقام بالتكية مع بابا زمان , وعندما صار يمنع دخول الناس الى الرومي دونما هدايا وكيف ان تصرفاته كانت تجعل الناس تنفر منه , عندما سأله سلطان ولد لماذا تجلب الاعداء ؟ كان جواب شمس انه لا يعتبرهم أعداء وعادت روح الحب بين الاخرين تعود الى لهجته , ولكن ما فائدة هذا من ناحية منطقية اذ كان ذاك الرجل غادر من امام شمس وهو غاضبا مستاءا من سوء تصرفه معه ؟

    تحدث شمس عن شيء باطني يجعله لا يكره هذا الرجل ويقول ان ذاك الرجل لا يدرك ذلك , ماقيمة الحب ان لم يصل الى ادراك المحبوب ؟ اوليس الحب لكل المخلوقات وكل الناس ؟

    الكاتبة كانت تظهر روح شمس المثالية في حديثه وكلامه وايضا في تعامله مع اشخاص بشكل انفرادي , على سبيل المثال المتسول حسن ووردة الصحراء والسكران, ولكنها عجزت على اظهار روحه المثالية لتكون تحمل حبا ولطفا يشمل كل من يراه وتقع عليه عيناه

    أمر آخر هنا

    ساتوقف الى هنا بخصوص ما رأيته من تناقض فهناك الغلط التاريخي , أضحكني وصف كيميا كيف تقرر لها انها مميزة ويجب ان تتلقى العلم ويبدو ان طريقة تلقيها للعلم كانت على صورة ساذجة مقارنة بذلك الزمن وهنا أضع مثالا , عندما بحثت عن الرومي ليعلمها ولم تجده طلبت من شمس , ماهو الذي طلبته ؟ تطلب منه ان يشرح لها سورة النساء

    لانها استعصت عليها في بعض الامور

    بدا وكأن كانت هذه صورة تعليمها ولكن هذا الموقف في حد ذاته مضحكا ومثيرا للسخرية , حيث كان في ذلك الوقت عندما يُشعر انها مميزة فهو يعتمد على فطنتها وذكاءها وسرعة حفظها لا على رؤية أشباح ! وأيضا كانت طريقة التعليم هي الفهم والتعمق في بحور اللغة واغوارها من عروض وبلاغة وشعر وأصول بحيث تتفقه الفتاة وتصبح قادرة على التفسير لا ان تجلس كالحمل الوديع "وهي التي وُصفت بانها مميزة ويجب ان تتعلم ! " وتطلب بكل غباوة احتاج الى شرح هذه السورة ! كان هذا الشطر مضحكا ودون المستوى

    وايضا ذكرت في حوار بين علاء الدين واأخيه " نظريات المؤامرة" لست متاكدة من هذه النقطة ولكنني لا اعتقد ان هذه العبارة كانت شائعة انذاك

    اما الرؤية المحدودة للمجتمع البشري فهي تتمحور في كون ان الطوائف التي تعددها الكاتبة باستمرار هي

    "علماء الدين المتعصبين ومن يتبعهم من الناس + الدراويش +السكارى+البغايا+المتسولين"

    هذه الاصناف التي تمركزت على ذكرهم الرواية , هل هذا فقط ما يحفل به المجتمع البشري؟ شعرت ان وصف المشاعر الانسانية كان هزيلا جدا جل المشاعري الحقيقية والتي تغرس في قلوب الناس لم تُذكر بين طيات هذه الرواية , هناك أصناف عديدة من البشر دائما لم تجد تلك الاصناف الاخرى مكانا لها وسط هذا الكتاب

    وايضا حصر كل شيء في الحب ! كل شيء هو عشق والدين دين العشق

    عندما نريد ان نرى من عين منطقية "وليس عين ثالثة واهية " هل يمكن للعالم ان يصبح مثاليا لهذه الدرجة ؟

    ماذا يفعل الذي قتل رحمه امام عينيه ومثل به ! هل يبقى يحافظ على مشاعر العشق ؟ وحب كل الناس حتى يعرف الله ؟ حتى ان كان قلبه محطما بائسا !

    يقول شمس ان الرومي يجب ان يعرف الاصناف الاخرى من البشر ليختبر مشاعرهم ويشعر بهم وكأن شمس يعرف الاصناف الاخرين من البشر ؟ وهو الذي عاش متجولا ! مالذي يعرفه شمس تجاه المشاعر المتوهجة المؤلمة والتي على نقيضها

    التي تسكن البيوت ومصائبها , مشاعر الابوة المحطمة الامومة النادمة , الصغار المظلومون , مشاعر كثيرة يحتاج شمس لإدراكها قبل ان يقرر هو وجلال الدين الرومي قواعد العشق الاربعون , المثير للسخرية عندما رأى شمس ان الرومي يحتاج لمعرفة احوال الاخرين عرفه على السكارى والمتسولين ومن على شاكلتهم وانتهى االامر وكأن هكذا اصبح الرومي على معرفة باحوال البشرية وما يخالج اعماقهها ؟!

    اما الطرح الذي اعتقدته تقليديا جدا هو

    ان الرواية لم تعالج شيء جديد أو نقطة حديثة أو لفتة مبتكرة , انه ديدن قديم يقوم على مقارنة رجال الدين واتباعهم الذي يعتقدون انهم أفضل من الذين يرتكبون الذنوب وبين الذين ينتقدون عنجهيتهم وافتراءهم على الله , فالإيمان كما هو معروف في الديانة الاسلامية يسكن روح الانسان والمسلمون متساوون أمام ربهم , والفضل بينهم لا يعرفه البشر يعرفه الله فقط لأنه الذي يدرك حقيقة وعمق الايمان الذي يسكن في قلوبهم , هذه رؤية بسيطة جدا وكل انسان مؤمن يدركها , ان الله هو من يقيم عباده ليس العباد من يقيمون العباد , اذا كان الشخص يشرب الخمر فهذا لا يعني انه مطرود من رحمة الله او انه أسوأ الخلق , ربما يكون هناك ايمان عميق في قلبه , مثل الرجل الذي لم يقبل

    النبي ان يشتموه الصحابه لأنه كان شاربا للخمر , قال لهم النبي انه يحب الله ورسوله ,, ولكن الكاتبة هناوضعت واقع

    كانت تضع هذا النوع من البشر كأنهم بسبب ارتكابهم للذنوب والخطايا بعيدين عن الله ويكادون لا يؤمنون به حتى يأتي شمس وينورهم !

    وايضا بالغت في مناقشة هذه النقطة وانا التي اعتبرت هذا الامر سخيفا للغاية , ماقيمة ان اجادل واعيد الكرة في الاشخاص الذين يعتقدون انهم أفضل من غيرهم واشرف دينيا ؟! اعني ان هذه طبيعة بشرية الناس ثرثارون ويحبون ان يظهرو من لا يحبونهم بمظهر أسوأ منهم فإذا ارتكبو خطايا انتهزو الفرصة وشتموهم بخطاياهم واذا كانو جهلة انتهزو الفرصة وتظاهرو بانهم أفضل منهم لانهم متعلمين , واذا فعلو أو لم يفعلو دائما يجد البشر لانتقاد بعضهم والتظاهر بانهم أفضل من غيرهم , وهذا نوع من سخافات البشر وطباعهم الحمقاء لا اعتقد انها تحتاج كل هذا الاهتمام والتدقيق , هل البشر آلهة ؟ هل اذا قالو البشر ان السكير ملعون والله لن يسامحه هل بالفعل الله لن يسامح السكير ان تاب له وطلب مغفرته ؟ بالطبع لا لأن الله العادل والرحيم , والبشر مجرد مخلوقات تثرثر كثيرا

    أمر آخر بخصوص الرواية وسردها , كنت اتوقع حماسة أعظم وانا انتظر لقاء شمس والرومي وكيف سيتأثر الرومي بشمس , ولكنني صعقت انها جعلت الرومي يتأثر بشمس على الفور ومنذ اول ليلة يقضيها في بيته ! اعني انها اتبعت الاثر التاريخي حرفيا في هذه النقطة مافائدة انشاء رواية على هذا المنوال ؟!

    وأيضا صورة الاسلام التي يجسدها شمس بأقواله وتصرفاته تنافي تصوري الشخصي للإسلام , فأنا أعتقد الاسلام أكثر حيوية واملا وانتعاشا وتحرقا للحياة , عندما اعمل بجد وبعمل دؤوب عندما أعامل الناس " وبشكل صريح " بالحب والابتسامة بحيث لا يحتاجو الى عين ثالثة ليفهمو حبي وتقديري لهم , وايضا ظهوره بصورة المتسول ! انه ليس أمر جميل البتة اعني ان الاسلام دين الجمال وليس فقط العشق

    لا اعرف لماذا أحب شمس ان يجعل الرومي يكون كمتوسلا ويجلسه مكان المتسولين رغم ان المسلم يجب ان لا يكون اتكاليا ويجب يكون عزيز النفس ومتواضعا في الوقت ذاته , بالنسبة لي اعتقد ان الاسلام دينا للحب والعمل المتفاني

    وعزة النفس وحتى لو كان الانسان فقيرا عليه ان لا يجعل الناس يشفقون عليه وينظرون اليه نظرة الفقير

    أمرا آخر اثار استغرابي , طلب شمس من وردة الصحراء مغادرة المبغى , اتساءل ان كان طلب منها ذلك لتتوب الى الله وتعلن العودة اليه , هل هو أيضا يتوقف عن احتساء الخمره ويتوب الى الله كما فعلت وردة الصحراء , لان من حرم فعلها حرم فعله على نحو سواء !

    هناك الكثير من الخلط في هذا الكتاب ,بدايته كانت شيقه كما أسلفت ولكنه أصرّ على الانحدار , واذا اردت ان اختم كلامي من ناحية دينية فإن الاسلام هو دين الجمال والعشق والحب والرحمة والعمل والنشاط والطموح والقوة وعزة النفس والارادة والعزيمة واشياء كثيرة متكاملة , تلتقي في الاسلام المقدسات والشخصيات الدينية ابراهيم موسى عيسى محمد مريم حنة سارة عائشة فاطمة خديجة

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب:قواعد العشق الأربعون

    الكاتب:إليف شافاق

    النوع:روايه

    صدرت:Viking Adult

    عدد صفحات : 511صفحة

    المُلخص

    يبدأ الكتاب بكلمة لشمس التبريزي يقول فيها: “عندما كنت طفلاً، رأيت الله، رأيت الملائكة، رأيت أسرار العالمين العلوي والسفلي، ظننت أن جميع الرجال رأوا ما رأيته. لكني سرعان ما أدركت أنهم لم يروا”.

    الرواية تحكى رحلة شمس التبريزى التي تمتد من سمرقند وبغداد، إلى قونية التركية، مروراً بدمشق، ليلقى حتفه في قونية، على يد قاتل مأجور بعد أن يكمل رسالته التى خلق من أجلها، وهي البحث عن الله ومعرفته.

    طلب من الله أن يساعده لأن ينقل حكمته التي جمعها من تنقلاته وطوافه في أرجاء العالم إلى الشخص المناسب، فطلب منه ملاكه الحارس أن يذهب إلى بغداد يلتقي برفيقه.

    تتحرك الرواية عبر ثلاث روايات مرة واحدة وفي زمنين مختلفين تفصلهما ثمانية قرون تقريبا. تحكي عن شمس الدين التبريزي مؤسس “قواعد العشق الأربعون” الذي استطاع أن يغير شخصية صوفية فذة كجلال الدين الرومي ليصبح شاعراً.

    ‏‎‫قواعد العشق‬

    القواعد الأربعون للعشق، كما يشير التبريزي في الرواية تبدأ بالطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدراً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق في نفوسنا. أما إذا رأينا الله مفعماً بالمحبة والرحمة، فإننا نكون كذلك.

    اقتباس

    "إن السعي وراء الحب يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج.

    #اقتباس

    إن عشاق الله لا ينفذ صبرهم مطلقاً، لأنهم يعرفون أنه لكي يصبح الهلال بدراً، فهو يحتاج إلى وقت".

    #اقتباس

    "عرفت الآن أن الحياة نفسها يمكن أن تبدو في بعض الأحيان أشبه بشيء مبتذل "

    #اقتباس

    "هل هناك من وسيلة لفهم معنى الحبّ دون أن يصبح المرء عاشقاً أولاً ؟

    الحبّ لا يمكن تفسيره، بل يمكن عيشه فقط.

    الحبّ لا يمكن تفسيره، لكنه يفسر كل شيء. "

    #نجوان_حكمت

    #قواعد_العشق_الاربعون

    #إليف شافاق

    #ملخصات_كتب

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    في بداية قراءتي لهذا الكتاب شعرت بضجر، وملل شديد لكن سرعان ما تحول هذا الملل إلى متعة إلى صخب إنعكس عليّ كما لو أن أحد ألقى حجر ببركة حياتي الساكنة.

    أحببت عمق شخصية شمس، لازلت أشعر بوقع كلماته علي...تمنيت أن أحيا حياة شمس وأن أكون واحدة من الصوفين المتجولين في بقاع هذا العالم.

    إليف شافاق كانت جد موفقة في سرد الأحداث في قالب بسيط وجميل و لم تشعرني بأني أنتقل بين زمنين مختلفين كل الإختلاف .

    تعلمت من شمس أن الحب يكمل في الإختلاف لا في التماثل، وكما تقول إحد القواعد الأربعين: من السهل أن تحب إلها يتصف بالكمال والنقاء والعظمة لكن الأصعب من ذلك أن تحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم.

    لقاء شمس بجلال الدين الرومي ، لم يحدث بداخلي ذلك الزلزال الذي كنت أنتظر، بل على العكس كان حدثاً عادياً لم يترك بداخلي أي أثرا.

    ولم أتفاجأ بتحول مولانا إلى شاعر ومحب ، بعدما كان شيخا وعالما جليلا يحتدى به ...ولا ألومه فالشمس كتعويدة سحرية قادرة على قلب حياة أي شخص رأسا على عقب.

    بنسبة لي أعتبر أني قراءت كتابا عن شمس التبريزي لا عن مولانا ، ولا أنكر أن الحب الذي جمع بينهما جعلني أشعر أحيانا بعدم واقعيته كأني أشاهد مسلسلا تركيا.

    عموما استمتعت برحلتي مع قواعد العشق ، هذا الكتاب بمثابة عشق لا ينتهي بل يفض وكلما أبحرت فيه كلما إكتشفت نفسك ،وكلما تعرفت على ذاتك وجدت الله ، فهنيئا لكل من وجد ذاته.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يخيّل إليّ أن شمساً الآن يقرأ كلّ كلمة سأكتبها هنا، ليس هناك علاقة للخرافة في ذلك، لا بدّ أن هناك شيئاً أعمق بكثير.

    الرواية فارقة جداً، إن صحّ التعبير، أنّها شيءٌ مختلف تماماً، لا يهمّ كيف تتلقّى كل تلك الكلمات، وتلك التعابير، تلك التفاصيل في الوصف، لكنّ الأكثر أهميّة، كيف تستشعر ذلك في داخلك؟ كيف تراقب نفسك وأنت تمارس طقوس قرائتك لها؟ وماذا بعدها تفكر في داخلك؟

    لا أعرف كيف رآها كلّ شخص قرأها، لكنّي واثقة أن كلّ من مرّ بها، أخذ منها شيئاً، وجد فيها شيئاً يخصّه، كلمة، عبارة، فكرة، نصيحة، أو حتّى قاعدة.

    أنا وجدتُ أشياءً كثيرة، والأهمّ أن شمساً كان أكثر شيء وجدته حقيقياً وجلياً، لأنه أشعرني بكثير من الامتنان اتجاهه، واتجاه كلماته وقواعده، وكل الذي كان يفعله.

    الأجمل في كل ذلك، أن نعي من خلال قراءة كهذه عمق العلاقة التي يجب أن تكون بين الخالق والمخلوق، تلك التي أسماها شمس بالعشق اللامتناهي.

    سيعلمنا هذا الكثير، ومهما بدا مختلفاً في أفكار الناس ومعتقادتهم وكل ما يؤمنون به، فهو في النهاية واضجٌ جداً وجليّ في القلوب المؤمنة به.

    شكراً شمس، وشكراً لأليف على هذا الكم الهائل من الجمال.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    review

    كتاب يأخذك إلى داخلك .. من ماديات الحياة إلى روحاينات داخلية .. من شمس التبريزي و قواعده الأربعين لمولانا الرومي ..

    إنه حقاً كتاب رائع .. روايتان متداخلتان بمهارة فائقة سيفوتك كثير إن لم تقرأها ..

    غوص في كلمات التبريزي و انتظر الرومي بشغف و مع كل قاعدة من القواعد الأربعون تأمل .. تأمل علك تجد نفسك أو تجد مجهولاً قد تكتشفه

    هو كتاب يؤثر فيك و يُغير فيك و هو ما حدث مع كثيرين اعرفهم ممن قرأوه

    إن كان لك قلب صوفي مثل "حسام" التلميذ فسيكون هذا الكتاب أول معرفتك بالصوفية

    اجتهدت الكاتبة كثيراً لتُخرج لنا هذا الكتاب بين قصتين تدور احداهما في القرت الـ 13 و الأخرى في الوقت المعاصر

    كتاب لا أبالغ إذ قلت أنه يجب ان تقتنيه ليتصدر مكتبتك بفخر

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الروايه باكملها اشبه برقصة درويش وهمهمة مجزوب على انغام الكون ف كل شيئ في الروايه يصدر انغام يمكنك ان تشم رائحة بخور تفوح من الروايه عند تحدث شمس عن تكية الدراويش ويمكنك ان تسمع الانغام وترى الحركات المتناسقه في وصف سلطان ولد لرقصة الدراويش ( سما ) ويمكنك ان تفهم لغة الناي في قول شمس:

    انصت الى القصبه (المزمار ) والى الحكاية التي تحكيها

    فمنذ ان اقتلعت من حقل القصب

    لايزال عويلي يبكي الرجال والنساء

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    تقول القاعدة الاربعون;لا قيمة للحياة من دون العشق . لا تسال نفسك ما نوع العشق الذي تريده, روحي ام مادي , الهي ام دنيوي, غربي ام شرقي ........ فالانقسامات لا تؤدي الا الى مزيد من الانقسامات .ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف .انه كما هو ,نقي وبسيط.

    *العشق ماء الحياة .والعشيق هو روح من النار!!*

    يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    القراءة ليست لهدف المتعة حينما قرأت تلك الرواية لن تكفيني مرة واحدة واحتاج ابتلاع الكلمات وهضمها ، الرواية الروحانية التي تحدثت عن علاقة الفرد بالله وكيف يبحث الفرد عن الله ، نمى جانب آخر بدى وفضول بقراءة عن حياة التصوف وكيف نشأ و تطلعت على حياتهم وكيف يرون الله ... الرواية اكثر من رائعة وأشهد ان كل روايات اليف شافاق رائعة جداً وابدعت

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    قرأت هذا الكتاب لأكثر من مرة وهو كتاب يحقق لك السلام والسكينة... يشعرك بالتحليق في سماوات العشق الإلهي... وكانت اللغة الأنيقة بين الرومي وشمس الدين التبريزي هي ما يميز هذه الرواية... ومع ذلك كانت البنية الخارجية للرواية غير متماسكة وهي حكاية إيلا وكأن الكاتبة زجت بها...لكنها استطاعت أن ترسم سيناريو مدهش لعلاقة الرومي بالتبريزي...

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    في عالم يضج بالكراهية والحروب كالمعتاد منذ قرون اعتبر هذا الكتاب دعوة لنشر المحبة والتعمق في العشق الذاتي والاخر والالهي ..المحبة اعظم هدية نقدمها .والكتاي فرصة للتأمل في قراراتنا لاكتشاف سعادتنا الداخلية

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    اغلب الكتب غير متوفرة هنا مما يضطرني الى قراتها في مواقع ثانيه أرجو الاهتمام بالتطبيق وتزويده بكافة الكتب التي ترضي جميع الأذواق .

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    كتاب رائع و راقي يرفعك لعالم الروحانيات و العلاقات الروحانية و الإنسانية بطريقة ممتعة و سلسة و جميلة و بسيطة و معقدة بنفس الوقت

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ليس مجرد رواية

    بل تجربة روحية

    تجبرك على الغوص في اعماقك لتبحث

    عن ذاتك التي قد تكون فقدتها

    في زحام الحياة..

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    رواية رائعة جداا ..اسلوب الكاتبة جدا جميل وشخصيات الرواية تجسد الموقف حرفيا ..استمتعت بقراءتها

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    أرقي ما قرأت

    المؤمن الذي يهتم بما بينه وبين ربه خلاف المتطرف الذي يهتم بما بين غيره و الله

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من أجمل الكتب اللي قرأتها.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    حلو بس شلون احمله

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    رااااائع جداااا

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    كنت أقول لنفسي كيف أُعرف العشق وفق تصورات الحروف الصوفية،فالحروف حسب مواضعها لها معاني مبطنة حسب إعتقادات المتصوفة،فإذا بي أقول بأن العشق ،العين فيه ترمز للعيش و الشين فيه ترمز للشعور و القاف فيه ترمز للقوة،أي أن العشق هو عيش شعور قوي،وإذا بي أتأمل في إذا كان هذا الشعور هو الذي يقوينا، أو إنه هو الذي يفرض قوته علينا ،أو إنه عندما يرد حياتنا يبدأ بقوة ومن ثم يهدأ كالنار قوية في أول إشتعالها وضعيفة في آخرها،ويبدو لي أن هذه القوة لا يمكن أن نداريها فكل مسعى منا لإخفاء وجودها يولعها أكثر،وهذا الشعور لم يغب يوما أو حتى دقيقة عن ساحة التفسيرات ولكنه كان أكثر الكلمات عصيانا عليها،وكأن هذا الشعور ومن عايشوه هم في حالة تمرد على توضيح الأسباب،فشعورهم هذا كثيرا ما يغطي على رغبتهم في معرفة ما يحصل معهم،أما فيما يتعلق بالعيش فغالبا ما يقول العشاق بأنهم في باحة فسيحة تركض فيها كل أمانيهم بكل حرية،فلا رادع ولا مانع لها،هم يتمنون كل ما يريدونه ، وهم يرون بأن الحواجز غير موجودة وبأن كل الطرق مفتوحة،إنهم في رحلة بحث عن الحقيقة ،تلك الحقيقة التي يسمونها العشق أو الحب!

    ما قلته أعلاه هو مرتبط بكتاب (قواعد العشق الأربعون:رواية عن جلال الدين الرومي) للأديبة إليف شافاق،فهذا الكتاب وإن كتب في صيغة روائية وخيالية أنيقة ولكنه أيضا معتق بأعباق بخور صوفي هائم في حكمته،فمع أسطر الولع والغرام وإنتظار الحبيب سنلمح كذلك أسطر مودة ومحبة للبشرية والكون وخالق البشرية و الكون،وسطور الرواية إتبعت هذا النمط البوحي و لعل الكاتبة إختارت هذا النمط لتجمع عالم القلب و عالم الروح معا،وهي بذلك تدفعنا للتساؤل إذا كان يجمعمها الرحم نفسه وربما لحظات الولادة نفسها ولكن ما فصل التوأمة هو تمادي الإنسان في غربته عن نفسه،فجميع شخوص الرواية من صغيرها وكبيرها و نسائها و رجالها في رحلة إكتشاف،وبعض رموز الشخصيات هي حقيقية ومنها جلال الدين الرومي وشمس التبريزي،وبعضها جاءت من تصاريف الحياة ولكن بتصرف قلم الكاتبة و منها عزيز وإيلا،وهنا يصدح التمازج اللوني في اللغة وفي القلوب وفي الأرواح أيضا،فالرؤى تجاوزت حدود الشرق والغرب،وطافت فوق مسميات الأديان السماوية منها و الغير سماوية،فمع أبطال الزمن المتلاشي سنرى نظائر لهم في الزمن المعاصر،فعزيز الإسكتلندي المجدد لنفسه و الساعي للترحال دوما ومن قام بتسطير رواية "الكفر الحلو" نظيره شمس التبريزي ،وشمس التبريزي هو الصوفي الرحال والراغب في كتابة قواعده ليطالعها الناس،و إيلا التي تظهر لنا كربة منزل أمريكية تقليدية والمستسلمة لواقعها هي نظير لجلال الدين الرومي،فكليهما سيمران بنقلة نوعية في حياتيهما لتعرفهما على رفيق درب كل منهما والذي جهلا وجوده في أول الأمر،فإيلا عرفت حباً عاصفا هز حياتها فلم تعد كما كانت وهو حبها لعزيز،أما جلال الدين الرومي فهو عثر على من شجعه على نظم الشعر و على التأمل في ذاته أكثر و كان هذا الصديق والأخ هو شمس التبريزي،فعالم الدين جلال الدين الرومي و من بعد سنوات من تكريس وقته للعلم والإجتهاد الديني إلتقى بمن ساهم في جعله رمزا عالميا للعشق الإلهي!

    وكعادة الكتب التراثية وإن لم يكن هذا الكتب قد خط في زمن قديم و لكن جزء منه منغمس في القدم،سنقرأ مع أبطال الحكايا رسائل وفيرة،رسائل تصف صدفة إجتماعهم ،رسائل تعدد لنا كيفية إختلافهم و كذلك تشابههم ،رسائل لم تهتم ببعد المسافات و لا الحدود البرية و المائية،رسائل تزداد طولا و سردا وأيضا جمالا مع إستشراء العشق،فنجد الرسائل الإلكترونية المتبادلة بين إيلا وعزيز وهي تمدد علاقتهما وتقربهما من بعضهما أكثر،هذا حدث مع إن إيلا كانت في الولايات المتحدة و عزيز كان في رحلاته،وكانت طبيعة الرسائل الأولى ترحيبية حاملة الرغبة في معرفة الآخر بالشكل التقليدي ،وإن كانت تهنئة عزيز لها بإكمالها الأربعين عاما من حياتها كانت تشجيعية وغير عادية،فالأربعين كسن وكرقم لدى المتصوفة لها خصوصية كبيرة، أما الرسائل التالية فجاءت لتفصح عن غرام ساكن و عن إيلا مختلفة تود أن تعيش حياتها بحرية ومع حبها عزيز،وفي أحد الأيام أخبرته بأنها كانت مكلفة بقراءة ونقد روايته وبأنه ذكرها بأحد أبطالها وهو شمس التبريزي،وكانت تقصد ليس الشكل فحسب بل وأيضا الروح ونهج الحياة،فكتب لها عزيز ثلاث رسائل هامة جدا يعرف بها عن ذاته و عن رحلته المعرفية وعن إسلامه وعن فهمه لكلمة "صوفي"،فقسم رسائله حسب كل حرف من الكلمة،فأخبرها عن حبيبته التي فارقت الحياة و عن الخواء الروحي الذي عاشه و الضياع الوجودي الذي ذاقه،ولكنه لم يكتب لها الرسالة الرابعة،فالأقدار شاءت أن ينطقها أمامها في اللقاء الذي جمع بينهما من بعد إعلان إيلا عن رغبتها في الحصول على الطلاق من زوجها ديفيد و في الرحيل معه إلى إمستردام،ورسالته التي تحمل توقيع حرف الياء و التي تكمل كلمة صوفي،ذكرته بأن للقدر ترتيبات ليست عشوائية ،فكل صدفة في الواقع هي لقاء مرتب وإن كنا جاهلين بأسبابه في لحظتها و قد نظل في حالة الجهل تلك حتى فيما بعد،هو خيرها بين البقاء معه مع علمها بمرضه وبين العودة إلى حياتها السابقة!هي إطلعت على رسالة قطعت شرايين قلبها فصب آهات حانية!

    أما بخصوص جلال الدين الرومي و شمس التبريزي،فالكتاب إتبع في قصه لحكايتهما وحكاية كل مريد وكل عدو مر بهما وفق نسق صوفي،فالجزء الأول حمل عنوان الأرض ،الجزء الثاني سمي بالماء،والجزء الثالث عنوانه الريح،والجزء الرابع النار،و الجزء الأخير وهو الخامس هو العدم،وعناصر الأرض و الماء و الريح و النار و العدم هي من ضمن المكونات الرئيسة في مراحل الحياة في الفكر الصوفي، وهي تتبع بعضها في حركة دورانية عجيبة لتكون البدايات محل النهايات والعكس،وفي الجزء الأول نستمع لقصة مفسر الأحلام الصغير شمس التبريزي،إنه ذلك الصغير الذي أخافت أحلامه أهله و من أحاطوا فسماها بالرؤى،وإنشغل بالتجوال وتفسير أحلام الآخرين،إنه ذلك الصوفي الذي يدخل الحانات وهو سائر في رحلته،هو كان يريد أن يلتقي بمن يخط قواعد العشق معه وكأن كل منهما يكمل حرفا أو حتى سطرا عن الآخر،ورؤيته ساقته للسفر والتجوال،وفي جولاته لفت أنظار من إلتقوا به ومن ضمنهم الدراويش والقاضي،وهنا بدأت المناظرات الروحية و الوجودية بين التبريزي و من مروا بدربه وأولهم كان القاضي،وكان دأب التبريزي هو الإنتصار فيها بما ينطق به من شرح قصصي وتصويري وتمثيلي في كل مناظرة،وأيضا سنصغي بين الحين والآخر لقاعدة من قواعد العشق عنده،فإذا برسالة من السيد سعيد برهان الدين ، فيها وصف لشخص يدعى جلال الدين الرومي وهو عالم جليل وتربى على يد أبيه الذي كان معروفا بتدينه وسعة علمه،والتبريزي رأى في الرومي "الرفيق" المنتظر متبعا إحساسه وبديهته الروحية،ولم تستقر روح التبريزي حتى كتب بابا زمان رسالة ترشيحه لمرافقة الرومي وكان قلقا من مجرد إحتمالية عدم إختياره للرحلة،وفي الجزء الثاني يخبرنا الرومي عن حلمه الذي تكرر خلال أربعين ليلة،وهو كان آنذاك قد قارب سن الأربعين،أي إقترب من الحكمة ومن التأمل في الأسباب،إنه الرومي الذي إمتلك المكانة العلمية الكبيرة وإرثا عائليا هاما نظرا لمنزلة والده ،وهو من ساهم في تعليم الكثيرين من تلاميذه ولديه عدد كبير من المريدين بالإضافة إلى حب العامة له،وعندما توفيت زوجته الأولى رزقه الله بزوجة أخرى آزرته وساندته،وأيضا كان لديه من الأبناء الذكور إثنين هما :سلطان ولد وعلاء الدين ،وكانا كالشمس والقمر في إختلافهما،وطفلة صغيرة تبناها لجمال فطرتها وذكاء روحها،وهنا سنلحظ كيف كانت بوادر لقاء الرومي بالتبريزي،وأيضا كيفية لقاء التبريزي بعدد من مريديه الذين إلتقى بهم في أمكنة غريبة بالنسبة لرجل روحاني،فلدينا حسن المتسول وما به من فقر في المادة وعوز في روحه للراحة ،ولدينا سليمان السكران الذي كان في حانة لامه على وجوده فيها كمسلم صاحبها ومع ذلك كان يستمر في إتباع الكأس بالكأس متكلا على كلمات الخيام،و وردة الصحراء التي كانت تعمل في مهنة لا ترتضيها وهي متنكرة في المسجد بملابس رجل لتستمع للرومي،ومع إستمرار الحكاية سيهدي التبريزي هؤلا هدايا تبدو كعطايا نفعية ومادية ولكنها سدت حاجة روحية لكل شخص منهم كالستر والطمأنينة و النقاء ،وفي الجزء الثالث يرد لنا مقطع مهم وهو لشخص معادي للقالب الصوفي في التدين ،وهو عرض في كلامه الكثير من التهديدات ،ومن بعد ذلك يأخذنا التبريزي في تأملاته في أحوال من سيكونون من مريديه ويبحر في التفكر في كيفية وصولهم للنجاة الروحية،وهو في خضم كل ذلك حدث أهم لقاء في حياته وحياة الرومي وأيضا الدروايش،فإلتقى بالرومي وكان حوارهما الأول فلسفيا وتساؤليا و إنتهى بإحترام جم تمت معانبة الرومي عليه حتى من قبل أحد أبناءه وصحبته مودة ستحظى بعتب أكبر،فاللقاء ترتبت عليه صحبة بين الرومي والتبريزي وعزلة من الإسهاب في التفكير شملتهما وحدهما لمدة أربعين ليلة،وكان الإتفاق النهائي فيها هو كتابة قواعد العشق الأربعون معا،وفي تلك الفترة أخذ الرومي يبتعد عن عائلته والمقربين منه وأتباعه فصب إهتمامه على ملازمة التبريزي،وهذا الشح في القرب أزعج عائلة الرومي ومنهم زوجته وإبنيه وإبنته المتبناة كيميا،ويبدو لنا أن وجود الزائر الغريب جعل كل فرد من العائلة يتذكر الرومي الذي يعرفه و يستدعي لحظات التعرف إليه وأيضا يسرد لنا نبذة عن نفسه وتوقه وولعه،فنرى سلطان ولد ورغبته في أن يكمل مسيرة والده،ونلحظ علاء الدين و حبه للوجاهة الإجتماعية وشغفه بكيميا،ونبصر كيرا زوجة الرومي التي تحن لمآثر العذراء مريم وملامحها في حياتها،فكيرا كانت من الملة النصرانية قبل زواجها بالرومي،وحصل أن تلقى هجوما على إرتباطه بها ولكنه كان مثالا للتسامح بين كل الأديان و كل الناس بغض النظر عن التقسيمات الطائفية،وفي أوج كل تلك النظرات للدرويش الزائر،سنستمع لخطرات شخص يدعى بيبرس حول المتصوفة و من خالفوه التفكير،وهي خطرات تحتوي على هيجان إنتقام مقبل،ولكن كان كل من الرومي والتبريزي في أجواء روحانية قاما فيها بإعداد رقصة الدراويش المشهورة ،وهمس من قبل التبريزي للرومي بأنه مقبل على مرحلة شعرية من حياته،وتغيرت الأوضاع بين التبريزي وأفراد عائلة الرومي،فكيميا تحول فضولها إلى عشق للتبريزي،وتقبل سلطان ولد وجوده كداعم لوالده،وحتى كيرا حاورها فنوعا ما تغيرت الزاوية التي كانت تنظر منها إليه،ولم يتبق سوى علاء الدين الذي كان مسهبا في عناده وقلقه من ضياع مكانة أبيه بين الناس،وقبل نهاية هذا الجزء قام التبريزي بإختبار روحاني للرومي ،فطلب منه أن يتوجه للحانة وأن يمكث فيها لبعض الوقت وأن يحضر لهما خمرا،وقام الرومي بذلك بالرغم من الإنتقادات التي وجهت إليه و نجح في كسب ثقة التبريزي الذي كان له هدف معين من هذه التجربة،هو أراد أن ينكسر أي غرور يكمن في نفس الرومي و تحققت له غايته،وفي الجزء الرابع يبرز أمامنا مشهد سجال آخاذ بين التربريزي و أكثر الناس عداوة له وهو الشيخ ياسين ،وهذا المشهد يبين ليس فقط الصراع الفكري بين التيارات الدينية المختلفة بل وأيضا الصراع القائم في طريقة عرض كل صاحب فكر لفكره،وهو صراع محتدم حتى في أوقاتنا الحالية وبعض المصطلحات وأساليب الإستعراضات المفتعلة ما زالت موجودة للآن،ومع كل هذه الأحداث تضاعف كره علاء الدين وبيبرس للتبريزي ،في فترة إنشغل فيها التبريزي و الرومي برقصة "سما" والتعويل الكبير على نجاحها،وهذه الخطوات الراقصة ضايقت الحاكم الذي أبدى سخطه وأيضا المبغضين للتبريزي و بعض المحبين للرومي ومنهم علاء الدين،وفي الجزء الخامس كان الرحيل الأول للتبريزي ومفارقته للرومي،وكذلك الأبيات البكرية للرومي،فتوجه علاء الدين لإعادة التبريزي للمنزل ولحياة والده،وعاد التبريزي ليجد في إنتظاره صديقه الرومي وأيضا زوجته المستقبلية كيميا وليجمعه حوار قابلية تصالح الأديان السماوية مع كيرا ،وهو حوار عفوي تم في المطبخ و كوني لإنه ناقش وحدة الكون،ومن ثم نلمح العريس شمس التبريزي وبداية زفاف الوجع الكامل إلى قلب الصغيرة كيميا،و لم يكن هذا الوجع الوحيد فأنفاس الموت فاقت من سباتها وطاب لها أن تحط في أرواح أبطال في الرواية،و الموت أو العدم كان فيه رقة حضور ودمعة مودة حارقة ساقطة!

    وفي الكتاب ،وبالرغم من إنكار لسان التبريزي لما تروج له أفواه عديدة عن الصوفية بإنها مذهب السحر و الطلاسم وغيرها من الأمور الغير مقبولة من الجماهير،ولكن كانت هناك قراءة للطالع كما حدث عندما قرأ التبريزي كف صاحب الحانة وإستباقه في معرفة الأحداث قبل حصولها وهي من المآخذ التي يجدها البعض في المذهب الصوفي،وأيضا تحميل الأرقام والحروف مضامين كبيرة للغاية ، فمثلا كان تركيز ملحوظ على الرقم أربعون مع تطعيمه بمضامين دينية و إشارات مرتبطة بالسن الذي تلقى فيه النبي محمد-صلى الله عليه وسلم –مهمة نشره دعوته وذكر آية

    "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" كدليل دامغ،وكل هذا قد يبدو عاديا، ولكن ما قد يثير حفيظة البعض هو الكثير من التساؤلات التي تم طرحها في مجادلات الرواية ،وهي موضع شد وجذب في عصر الرومي و التبريزي وحتى الآن،وهذا بالنسبة للجزئية الفكرية و الدينية في الكتاب،أما فيما يتعلق بالنص الروائي فهو مليء بالتعابير الساحرة المتسربة من زمن مضى إلى عصر تتشابه فيه الأوقات واللحظات،هذا التسرب الساحر سهل دخول العشق للقراء ،و غمر كل حرف من حروفه بخاطرة تؤمن بأن كل قلب يستحق أن يُحب وأن يُحَب،فهنالك قلوب لا تحتاج إلى التجوال لتلتقي بحبها،وهناك قلوب تترك أبوابها مواربة ليزورها الحب،وبعض القلوب تكتفي بنوع عشق أو حب واحد ،وبعضها فسيحة في ترحيبها فتمد نبضاتها للجميع،وبعض القلوب مجبولة على الإشتياق وترضى بجفاء الحبيب،وبعضها تسافر وهي لا تغادر مكانها بتغييرها لما هو كامن فيها،وبعضها يهوى أن يحكى كقصة أو يتم إنشاده كقصيدة،ومنها قلوب تسجد وتركع وتسبح وتناجي من صورها في حالة إذعان ورضوخ وإستسلام من التأمل الموقن....

    رواية (قواعد العشق الأربعون :رواية عن جلال الدين الرومي) للأديبة إليف شافاق،فيها يتبع الكون دقة قلب إمرأة لينتظم،ولهفة أمنية طفل ليبتسم،وحكمة قالها رجل عابر في لحظة ألم ليعتبر،وجرة سبحة عابد خاف أن يقصر في إستغفاره ليتعظ!

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    بعض القراءات تجعلك تلمس جمالاً في نفسك و تلتمسه فيما حولك و فيمن حولك ، تذرو غبار الحياة عن روحك لتصفو كمرآة تستقبل الضوء و تعكسه لتضيء .  

    قد لا تتقبل شخصا بكل مافيه و مع ذلك تحبه ، هذا ينطبق على هذه الرواية ، هي ليست مجرد عمل أدبي .. هي كائن حي يتشكل أمامك تدريجيا و بعد أن تنهي قراءته يكون قد اكتمل ليعيش معك !

    هذه الرواية تقدم لنا التصوف في معنى جميل وراق أحيانا و تقدمه في معنى عبثي جداً  و بعيد عن التصوف في أحيان أخرى . 

    تدور أحداث الرواية في زمنين متباعدين لكن متشابهين من حيث الفتن و الحروب رغم اختلاف السيناريوهات وهما القرن الثالث عشر و القرن الحادي و العشرين . 

    تبتدئ الرواية بالحديث عن إيلا و عائلتها ، عملها في وكالة أدبية حيث أُسندت لها المهمة الأولى بكتابة تقرير عن رواية اسمها "الكفر الحلو" تحكي عن جلال الدين الرومي و شمس التبريزي .

    كاتب الرواية إسكتلندي الأصل سمى نفسه "عزيز" بعدما تعرف على الصوفية و اعتبر نفسه كذلك .

    قسم عزيز كاتب رواية "الكفر الحلو" روايته لخمسة أجزاء "الأرض، الماء، الريح،  النار، العدم" يروي فيها قصة شمس التبريزي و لقائه بجلال الدين الرومي ثم علاقة الحب التي نشأت بينهما . 

    سأتحدث عن علاقة الحب التي نشأت بين إيلا و عزيز في نهاية المراجعة ، أما الآن سأتحدث عما جاء في رواية "الكفر الحلو" ، فكما نرى لدينا روايتان في رواية !

    قبل "الاستهلال" ذكرت الكاتبة مقولة لشمس التبريزي ، ترى من هو شمس ؟

    لا أعلم ماهي الصورة التي ودت الكاتبة أن تنطبع في ذهن القارئ عن شمس ، لكن من خلال قراءتي للرواية أرى في شخصية شمس ، أنه مقنع أحيانا لدرجة أن تعجب به و تحبه ، و غريب في أحيان أخرى فتستنكر ما يقول أو يفعل ، يكون ودودا مع أشخاص و عدائيا مع آخرين ، فتراه يربت على مشاعر شخص ما ثم تراه يقف على باب الرومي ليمنع الناس من الدخول بأسلوب فظ ! 

    شمس تارة يبدو حنونا و حكيما و تارة يبدو أنانيا بغيضا ، ببساطة هو إنسان ليس ملاكا أو شيطانا ، هو إنسان يحاول مجاهدة نفسه و نشر الحب و الجمال حوله ، يصيب تارة ويخطئ تارة أخرى حينما يتسبب بأذية مشاعر آخرين مثل كيميا التي أحبته ، و علاء الدين ابن الرومي والذي لم يستطع شمس أن يضع يده على موطن الجمال فيه فاستخرج القبح ، فكان علاء الدين من ضمن الأشخاص الذين تآمروا لقتله .  

    تصور الرواية شمس أنه درويش صوفي ، بينما على حد علمي لا يوجد هذا المسمى لدى المتصوفة ، نعم هناك أشخاص اختاروا الزهد و التقشف و الانعزال و تفرغوا للعبادة ، و أشخاص يغلب عليهم حال المحبة فتصدر عنهم فعال أو أقوال خارجة كما حصل مع البسطامي حين قال : "سبحاني ما أعظم شأني " 

    لكن هذا اللفظ يطلقه العامة على من تنطبق عليهم هذه الأمور ، فلا شيء لدى المتصوفة يدعى دروشة ، أو إعداد لأشخاص ليصبحوا كذلك كما جاء في الرواية .   

    كان الرومي وجيها في قومه ، يحبه و يحترمه الناس ، و يأتي الكثيرون لسماعه حينما يتوجه للمسجد و يخطب ، لكنه لم يختلط بالطبقات الدنيا من المجتمع و لم يكن يعرف بمشاكلهم ، لذا كان خطابه لا يمسهم مع أنهم كانوا يحضرون الخطبة لا للاستماع و إنما للتسول ، فها هو حسن المتسول يقول عن الرومي عندما رآه قادما في موكبه " كان يبدو حاكما أكثر منه عالم دين" ، دخل حسن إلى المسجد فسمع الخطبة التي جاء فيها ".. لاشيء يقربنا من الله إلا الألم و المعاناة" ، هنا ابتدأ يحدث نفسه "ماذا يعرف الرومي عن المعاناة و الألم ؟ فهو ابن رجل مرموق و يعيش حياة رغدة " و ظل يقارن بين ما يملكه الرومي من امتيازات و ما لديه هو من مرض و فقر و شعور بالنبذ و انتهى ذلك إلى خروجه من المسجد و عدم الاستماع لبقية الخطبة . 

    ساعده شمس في الوصول لهؤلاء الأشخاص ، فأرسله يوما للحانة ، حتى يرى بعضهم عن قرب ، و حتى يكسر في نفسه عائق من عوائق القرب من الله و هو حب المكانة لدى الناس ، فدخل الحانة و اشترى خمرا !

    لما أحضر الخمر شرب منه شمس و ناول الرومي الكأس ليشرب ، يعلم الرومي بتحريمها و مع ذلك قربها من فمه استجابة لشمس ..

    لم تعجبني شخصية الرومي في الرواية فقد كان مستسلما لشمس بدعوى المحبة ، مما أثر سلبا على عائلته فاستاءت زوجته و أبناؤه خصوصا علاء الدين ، و تجلت الأنانية في حديثه ص ٢٨٢عندما توقع أن يحب محبوه شمس ولما لم يحدث رأى أنهم غدروا به . 

      

    تعددت الأصوات في هذه الرواية ، خصوصا تلك التي سكنت القرن الثالث عشر و كان أعلاها صوت شمس ، لذا تعجبت لما عدت لاسم الرواية و قرأت "رواية عن جلال الدين الرومي:" رغم أن صوته لم يعلُ صوت شمس و لم يوازيه حتى في درجة العلو ، و بعد تفكير رأيت ما كُتِب مناسبا فهي ترينا انعكاس حب شمس على قلب الرومي و حياته ، و في موضع من الرواية يقول شمس لعلاء الدين ابن الرومي " أنا ووالدك واحد فإذا كسرتني كسرته" 

      

    أحيانا ينبثق في ذهني تساؤل : ترى من هو شمس ؟ هل هو مرآة كل منا ؟  بت أشعر بوجوده أحيانا بعد حدوث موقف مخيب أو  بعد أن أخطئ في حق نفسي أو غيري،  فيأتي متسللا .. ليقدم لي قاعدة جديدة ليست من القواعد المذكورة في الرواية !!

    التيار المتشدد ممثلا ب"بيبرس" في القرن الثالث عشر يشبه إلى حد كبير التيار المتشدد في هذا القرن .

    تثير الرواية كثيرا من التساؤلات في ذهن القارئ ، يجد الرد على بعضها بين سطور الرواية ، و يظل البعض الآخر مشتعلاً في ذهنه ، ليبحث بعد ذلك عن مورد من موارد المعرفة لإطفائه .

    ماذكرته هو الجزء الأهم في الرواية ، أعني ما دار في القرن الثالث عشر و دخول شمس التبريزي لحياة جلال الدين الرومي ، و الآن أنتقل للجزء الآخر و هو مادار في القرن الحادي و العشرين و بالتحديد ٢٠٠٨ بين إيلا و عزيز ..

     

    شيء ما دفع إيلا للمراسلة عزيز ، ربما الفراغ الذي تركته ابنتها بعدما تركت البيت ، ربما الفراغ العاطفي و جفاف المشاعر بينها و بين زوجها ، ربما رغبة في البوح لشخص لا تعرفه ، الرسالة الأولى تبعتها رسائل فنمت بينهما المشاعر حتى جاء عزيز لبوسطن و ذهبت إيلا لتقابله. 

    تركت إيلا عائلتها لتضحي بسعادة الكل من أجل تحقيق سعادة شخصية ، و ذلك يناقض الحب .

    رغم السلبيات التي رصدتها في الرواية إلا أني أحببتها جداً .

    اقتباسات من الرواية:  

     "وبدلا من أن يفني المتدينون المتعصبون ذواتهم في حب الله و يجاهدون أنفسهم فإنهم يحاربون أناسا آخرين ، يولدون موجة إثر موجة من الخوف" 

    "الكلمات التي تنبعث من أفواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى مالا نهاية و ستعود إلينا في الوقت المناسب"   

    من القاعدة ٣١ ".. إن الوسيلة التي تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها، و أن يظل فيه متسع لمزيد من الحب "   

    "فكل حب وصداقة حقيقيين هما قصة تحول غير متوقع ، و لو بقينا ذات الشخص قبل أن نحب و بعده فهذا يعني أن حبنا لم يكن كافيا"

    " فحتى ذرة من الحب يجب أن تحظى بالتقدير، لأن الحب كما قال الرومي هو ماء الحياة"

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    2 تعليقات
المؤلف
كل المؤلفون