إنما أنا كمثلك أحب أن أفهم ما أقرأ، وإلا لم يكن لقراءة ما نقرؤه معنى، فأغلق أنا كتابي، وتغلق أنت هذا الكتاب، ثم نرمي بهما جميعًا في النار، فلعلها أعقلُ منك ومني، فتحرق هذا الكلام وتأكله، فربما كان معنى ذلك عندها: أنها تقرؤه وتفهمه، فتكون أحق مني ومنك بالحياة، أي بالتوقد والتوهج!
نمط صعب ونمط مخيف
نبذة عن الكتاب
وهذه هى القصيدة بترتيب رواية أبي تمام في كتاب الحماسة إلا أننى تخيرت في رواية أبياتها أكثر الألفاظ مطابقة لما ظننته ألصق بمعانيها معتمدا على روايات العلماء المفرقة في الكتب الأخرى ثم قسمتها سبعة أقسام كما بينت ذلك كله في الحديث عنها ، فيما بعد. وأثبت نص القصيدة مرتين : المرة الأولى ، أمام كل بيت منها وزنه على ما ألفناه في "علم العروض " وسميته "التفعيل" والمرة الأخرى أمام كل بيت منها وزنه برموز الخليل بن أحمد في "الدوائر ، (0) يدل على الحركة، و (I) يدل على السكون. وأما موضع الزحاف، وهو حذف الساكن، فوضعت مكانه نقطة( . ) ووضعت تحت (الأوتاد) خطا أسود (I00) وتركت "الأسباب " بلاحظ (I0) وبذلك يستطيع الناظر ان يعرف مواقع الأوتاد ومواطن الزحاف في الأسباب بالنظرة الأولى وسميت هذا "التجريد" أى تجريد مواقع الحركات والسكنات في القصيدة كلها وبذلك يستطيع القارئ ان يرجع اليها عند كل موضع تحدثت فيه عن مجرى الحركات والسكنات والزحاف ، في كلامي عن نغم هذا الشعر ، وعن دلالة هذا النغم على المعانيعن الطبعة
- نشر سنة 1998
- 445 صفحة
- مطبعة المدني
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب نمط صعب ونمط مخيف
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمود أنور
مرة أخرى مع هذا الكتاب الدسم جدًا، وكنت قرأته قديمًا فازددت عجبا وإعجابًا من هذا العملاق الذي كتبه مقالاتٍ متفرقات ثم جمعها، فالعلامة محمود محمد شاكر رحمه الله كان أسطورة في التحقيق ومعجزة لم يأت على مر الزمان مثله إلا نفر قليل. وهو كتاب كما قلت دسم جدًا يحتاج من قارئه مزيد تركيز وفهم حتى يستوعب فهمًا ما خطه مصنفه، وما أراد الوصول إليه من نتائج عبر سلسلة من التحقيقات قام بها المصنف ببراعة منقطعة النظير بلا مبلاغة. وعلى الرغم مما سبق فإني في أول قراءة لم أحب بعض ما فيه، ذلك لأني رغم ولعي بالشعر، أكره العروض وتعقيداتها وأميل إلى سهولة التعامل مع الشعر من خلال مجرد التفعيلات. ورغم استمتاعي بالتحقيقات وما تلى ذلك من نتائج مبهرة عن القصيدة موضوع الكتاب، إلا أن استطراده وغوصه في تعقيدات العروض قوض عليَّ استمتاعي هذا – آنذاك –.
إلا أني منذ فترة تذاكرت مع أحدهم العروض وتحكمات وتعقيدات الدوائر بها، فتذكرت أن العلامة شاكر كان قد شرح بعض المنطق في حكم الدوائر وتكلم بطريقة جذلة جدًا عن ترتيب التفعيلات أو الأجزاء بها وشرح ذلك شرحًا منطقيًا ووضح – استنتاجًا – مقاصد الخليل من هذا كله، على عكس كل من تكلم في العروض حيث تعاملوا معها كعلم جامد، حسبما أعلم. فخطر لي أن أعيد القراءة مرة أخرى وأعيد النظر في هذا السفر العظيم، مستعينًا على نمطيه الصعب والمخيف بالدراسة، فقررت العود لمدارسته مرة أخرى، وأن أجلس متعلمًا بين يدي الشيخ رحمه الله من خلال كتابه، الذي برأيي يحل في أحد فصوله ألغازًا كثيرة في العروض، خصوصًا فيما يتعلق بعدوي اللدود في الشعر، ألا وهو بحر المديد، الذي أسميه عَصِيَّ الشعرِ العربي.
وعلى أية حال، فالكتاب برأيي لا يستحق مجرد القراءة، بل يستحق أن يكون أحد الكتب التي تدرس في مجال الآداب، ولاسيما النقد الشعري. لكن للأسف لحق هذا السفر العظيم ما لحق إخوته من تراث العلامة شاكر، من الطي والنسيان والطمس، لأسباب لا تخفى على من عرف العلامة شاكر وعرف تاريخه في النضال من أجل دينه ولغته وأمته، رحمه الله رحمة واسعة، فقد أعجز حقًا من جاء بعده إلى يوم الناس هذا.