إذا حاولت أن تهدمني سأجرك معي في سقوطي
اختلال العالم
نبذة عن الكتاب
في مطلع القرن الواحد والعشرين تظهر على العالم علامات اختلال عديدة. اختلال فكري يتميز بانفلات المطالبات المتعلقة بالهويات من عقالها، مما يجعل من العسير استتباب أي تعايش متناغم وأي نقاش حقيقي. وكذلك اختلال اقتصادي ومالي يجر الكوكب بأسره إلى منطقة من الاضطرابات يتعذر التكهن بنتائجها ويجسد بحد ذاته عوارض اضطراب في نظامنا القيمي. وأخيراً اختلال مناخي ناجم عن فترة طويلة من الممارسات غير المسؤولة... هل البشرية بلغت "عتبة إفلاسها الأخلاقي"؟ في هذا الكتاب يسعى الكاتب إلى فهم أسباب بلوغنا هذا الدرك وكيفية الخروج منه. إن اختلال العالم في نظره مرتبط بحالة الإنهاك المتزامنة للحضارات كافة وبخاصة المجموعتين الثقافيتين اللتين يدّعي العالم نفسه الانتماء إليهما ألا وهما الغرب والعالم العربي، أكثر من ارتباطه بـ "حرب الحضارات". المجموعة الأولى تعتورها قلة وفائها لقيمها الخاصة؛ أما الثانية فواقعة في شرنقة مأزقها التاريخي. إنه لتشخيص مثير للقلق غير أنه يفضي إلى بارقة أمل: الفترة العاصفة التي دخلناها قد تقودنا إلى صوغ رؤية ناضجة في النهاية حول انتماءاتنا ومعتقداتنا وتبايناتنا وكذلك حول مصير الكوكب الذي يعنينا جميعاً. . . "« يبدو أننا دخلنا هذا القرن الجديد بلا بوصلة»، بهذه العبارة المقلقة يبدأ الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف كتابه الجديد، الذي يعد استكمالا لكتابه السابق «الهويات القاتلة»، الذي أصبح اليوم مادة تدريسية في برنامج العديد من الجامعات في العالم. حيث يرى الكاتب أن تعبيره هذا ليس هنا بصدد حالات الجزع اللاعقلانية التي رافقت الانتقال من ألفية إلى أخرى، ولا بصدد صيحات الويل التي يطلقها دوما أولئك الذين يخشون التغيير أو يفزعون من وتيرته. بل لكونه قلق نصير للأنوار التي أخذت تترنح وتشحب وأخذت في بعض البلدان تشرف على الانطفاء، إنه قلق مولع بالحرية التي كان يحسبها سائرة إلى الانتشار في كل أنحاء المعمورة وهو الآن يشهد ارتسام ملامح عالم لا مكان لها فيه." الجزيرة نت . . فازت أعمال أمين معلوف بالعديد من الجوائز من بينها جائزة أمير أسبانيا للأدب في عام 2010؛ وجائزة غونكورت وهي جائزة أدبية فرنسية مرموقة في عام 1993 لروايته "صخرة طانيوس" والتي تدور أحداثها في لبنان خلال الثلاثينيات والأربعينات من القرن التاسع عشر. وفي رواية "بدايات" التي نشرت في عام 2004، فاز بجائزة الأدب لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. . . "في كتابه “اختلال العالم” يدرس معلوف أحوال العالم في زمن العولمة. وهي أحوال تتميز بمخاطر جسيمة سواء على المستوى السياسي، أم الاقتصادي، أم الاجتماعي، أم الثقافي والحضاري. ينضاف إلى كل هذا اختلال مناخي وبيئي أصبح يهدد البشرية برمتها. ويرى أمين معلوف أن الاختلال الذي يعيشه العالم راهنا عائد بالأساس إلى “الإنهاك المتزايد للحضارات كافة”. العربالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2009
- 264 صفحة
- [ردمك 13] 9789953174554
- دار الفارابي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
مروه عاصم سلامة
أخزاني قصر قامتي بجانب هذا الكتاب ..كما أعياني وقوفاً فكرياً متكرراً على أطراف الأصابع كي أطاله..فبينما يكون حديث (أمين معلوف) ربطاً للكثيرين عن ماكان للعالم من أحداث ماضية وسياسات حاضرة ، هو في الوقت عينه كان تأكيدا لي أني ما زلت أدفع ثمن أعوام من القراءة المكثفة فيما يسمى بكتب (العودة إلى الطبيعة) او كما كانت تسميها أمي بكذب (الهروب من الواقع).. فبينما كنت أحلم ببضع غنمات أسوقها في البيداء لأحقق سعادتي الفردية والصفاء....كان آخرون يقرأون التاريخ ويطالعون الشرقي والغربي من الجرائد والصحف ..يفكرون بما يرون ..ويغربلون ما يسمعون..يغمسون أكفهم وسط لزوجة الدماء بحثاً عن الرصاصة ..ويؤمنون أنهم بذلك إن أخفقوا في منح العالم أدوات للسعادة ..فهم بالتأكيد فسروا له أسباباً أكثر منطقية للشقاء...واحداً من هؤلاء بالتأكيد هو (أمين معلوف) ..وحتى إن لم تقرأ له من قبل فأنا على يقين بأنك تعرفه ..هو ذلك الرجل الذي ينصت له نفر من الناس في إحدى المكاتب او المقاهي او حتى العربات ..يحدثهم بعقلانية عن أسباب تدني سعر المخلوقات مقارنة بالنفط والمحروقات أو ينذرهم بضرورة العمل على الحد من الاحتباس الحراري قبل أن يعرج على أهمية تقبل ما للغير من ثقافات.. ولكن ما أن يصل إلى بيان أثر كلاً من هذه المشكلات على حياته والآخرين ..حتى يعلو صوتاً غوغائياً من بين الجموع ((يا عم أمين سيبها على الله)) ...أعلم أنك قابلته مرة أو ربما مرتين.. كما أعلم أنك تعلم حتماً أي الرجلين كان هو الأعلى صوتاً حتى الآن.
سيلُ جارف امتداده 314 صفحة كان هذا الكتاب ..ارتطمت فيه عدة مرات بعبارات كمثل ((سأعود لاحقا بمزيد من الإسهاب في هذه المسألة)) ((سأتوقف أولا عند هذه النقطة)) أو ((سأرجع إلى هذا الموضوع فيما بعد)) ..فنصيبي من تعليمٍ كسيح كان وراء صعوبة تقبلي لحديثه المسهب الفقير إلى التصنيف والعناوين في كل حين ..وليس لعقلي القدرة على رشاقة القفز من موضوع لأخر ثم الرجوع إلى حيثما كان للسيل من معين بمثل تلك السهولة ..ولكن المفارقة كانت أني رددت فيما بين نفسي وبيني أن ما دفعه لذلك كان نوعاً من الإخلاص في الإيضاح مما جعل لحديثٍ يائس كهذا حظاً لا بأس به من حماسة.
هذا نذرٌ يسير من أسباب اختلال العالم في عين (أمين معلوف):
((اننا انتقلنا من عالم كانت فيه الانشطارات أيدولوجية بالدرجة الأولى وكان النقاش فيه متواصلا إلى عالم باتت فيه الانشطارات (هووية) بالدرجة الأولى وللنقاش فيه حيز صغير فراح كل واحد ينادي بانتماءاته في وجه الأخرين ويطلق لعناته ويؤبلس أعداءه ..هل لديه ما يقول غير هذا ؟؟ ما أقل المراجع المشتركة بين أعداء اليوم!))
((لم تحصل نخب العالم العربي ألإسلامي لا على تطور ولا على تحرر وطني ولا على ديموقراطية ولا على حداثة إجتماعية وجلّ ما حصلت عليه نسخة محلية عن ستالينية قومية لا تحوز شيئا مما جعل للنظام السوفيتي إشعاعه العالمي فلا خطابه الأممي ولا إسهامه الكثيف في دحر النازية خلال 1941-1945 ولا قدرته على بناء قدرة عسكرية من الطراز الأول ..بل نسخة أمينة لأسوأ عوراته وانزلاقاته في كره الأجانب ..عنفه البوليسي وإدارته الإقتصادية التي أثبتت عقمها واحتكار الحكم لمصلحة حزب أو فئة أو زعيم ))
((إن الفكرة القائلة بأن الغرب يواجه حفنة من الإرهابين يتحدثون زوراً باسم الإسلام وأن أعمالهم تقابل بالشجب من جانب الكثرة الكبرى من المؤمنين لا تتفق مع الواقع دائما .صحيح أن المذابح الشديدة الفظاعة كمذبحة مدريد في 2004 تثير اشمئزاز العالم الإسلامي إلا أننا إذا رصدنا عن كثب (القبائل الكروية) لوجدنا أن ما يندد به بعضهم يبرره آخرون ويعذرونه بل يصفقون له أحيانا))
((ما أخذه على العالم العربي اليوم هو فقر وعيه الخلقي وما أخذه على الغرب هو ميله إلى تحويل وعيه الخلقي إلى أداة للسيطرة .قد نبحث عبثا في خطاب بعضهم عن أثار انشغال أخلاقي ما أو عن الرجوع إلى قيم (مسكونية-انسانية) أما في خطاب الأخرين من الغرب فهذه الانشغالات في كل مكان إلا أنها انتقائية وتوضع دائما في خدمة سياسة ما ولذلك فإن الغرب لا يكف عن فقدان صدقيته الخلقيه فيما لا يحوز مناوؤه أية صدقية من أي النوع ))
يشبه ازدواجية المعايير الغربية فيما خص القيم الإنسانية وهي أن البشرية واحدة ((وليس هناك حقوق انسان لأوروبا غيرها لأفريقيا أو لآسيا)) بما شهد يوما في براغ فيقول ((كنت في براغ سنة 1989 حين ابتدأت التظاهرات ضد (شاوشيسكو) في بوخارست وكتبت يد بالانجليزية على لوحة بجوار كاتدرائية ((شاوشيسكو لا مكان لك في أوروبا)) كان غضب الشخص المجهول مشروعا ولكن صياغة الشعار صدمتني وكان بودي أن أسأله : في أية قارة يمكن أن يوجد مكان لديكتاتور ؟؟ فالديكتانور غير مقبول في أوروبا يغدو مقبولا في الجانب الآخر من البحر المتوسط هل في هذا دليل على احترام الآخرين ؟؟ ))
وعن الطائفية يقول ((رب سائل يقول أليس هناك مسؤلية لأمريكا وإسرائيل عن واقع الأمور ؟؟ بلى دون شك ..أنا مؤمن أن السلوك الخاطئ للمحتل الأميركي قد أسهم في إغراق البلاد في عنف طائفي ولكن حين يقعد ناشط سني وراء مقود شاحنته الملغومة ويمضي ليفجر نفسه في سوق شعبي ترتاده عائلات شيعية ثم يوصف هذا القاتل ب(المقاوم) و(البطل) و(الشهيد) من قبل خطباء متزميتين فلا تعود هناك فائدة من اتهام الأخرين بل يتوجب على العالم العربي بالذات أن يتفحص ضميره أي كفاح يقود؟ عن أية قيم يذود؟ ينقل عن النبي (ص) : ((خير الناس أنفعهم للناس)) هذا شعار سامي ينبغي له أن يثير أسئلة مؤلمة عند الأفراد والقادة والشعوب ))
يسرد مفارقة غريبة بين عصر الاسلام الأول والحالي فيقول ((لقد أحسست بالقلق خلال سنة 2007 إزاء الأخطار التي تتعرض لها أقلية صغيرة وهي (المانديين أو الصابئة ) في دجلة جنوبي بغداد )) ثم يشير إلى أن ذكر الصابئين ورد مع أهل الكتاب في القرآن الكريم وهو يشير بذلك إلى سورة البقرة ويقول أنهم استطاعوا بهذا الاعتراف القراني عبور كل هذه القرون السابقة وممارسة شعائرهم بحرية من طقوس يتبعون فيها (يوحنا المعمدان) دون أن يطالهم الأذى الذي لحق بهم مؤخرا حيث صار عددهم 6 ألاف بعد أن كان في 2002 ثلاثون ألفا و((هكذا تكون ثقافة ألفية قد اندثرت أمام أعيننا في جو من اللامبالاة)) ثم يتبعه بالمثال الثاني فيقول (( وحين أفكر بأن أحد أكابر الشعراء القدامى (المتنبي) قد طاف في العراق وشبه الجزيرة العربية مدعيا النبوة في ذلك الزمن أي القرن العاشر ولم يمنع المؤمنين ذلك من الاستماع إلى الشاعر والاعجاب بموهبته ولو أنه فعلها اليوم لكان مصيره الشنق أو قطع الرأس دونما حاجة إلى الشكليات))
ثم وكأنه يقرأ السؤال من ذهني فيقول (( هل يعني هذا أن أسلافنا كانوا أكثر حكمة وأكثر تسامحا ؟؟لا أظن ذلك فلقد كان دائما هناك ملوك متعطشون إلى الدم ومذابح دينية ومجازر بشرية )) ويرجح دون تأكيد أن بقاء مثل هذه الطوائف سالمة يعود إلى ظروف محلية فيقول ((فحين كانت حادثة خطيرة تحصل في قرية ما كان لابد من مرور أسابيع قبل أن تسمع بها بقية المناطق وكان هذا يحد من انعكاساتها اما اليوم فإن الادلاء بتصريح أرعن عند الظهر قد يكون ذريعة لحصول مذبحة مساء اليوم وقد تكون اشاعة باطلة وعندما تُعرف الحقيقة تكون الشوارع قد امتلأت بالجثث )) وهو ما يسميه معلوف في موضع آخر ب((عولمة الطائفية))
((إن ما نشكومنه هو الهوة المتزايدة عمقا بين تقدمنا المادي السريع والذي يزيد خروجنا من عزلتنا كل يوم وبين تقدمنا الخلقي البطئ الذي لا يسمح لنا أن نواجه العواقب المفجعة لهذا الخروج )) ويذكر هذه المفارقة دليلا على صدقه فيقول متحدثا عن والده الذي كان يديرجريدة محلية في لبنان (( سألته يوما وأنا أشير إلى رزمة الصحف: أي واحدة منها أصدق ؟؟ فأجابني : ولا واحدة وجميعها ولن تأتيك واحدة منها بكل الحقيقة لكن إذا قرأتها كلها وكنت ذو بصيرة فستفهم ما هو الجوهري وفيما خص الإذاعات كان والدي يستمع إلى البريطانية واللبنانية ثم القاهرة وصوت أميركا وغيرها وغالبا أفكر في الفرح الذي كان ليشعر به لو أتيح له هذا العصر الذي نعيش فيه ))
ثم يصف على الجانب الآخر((كثيرون من الناس يكتفون بالاستماع إلى صوت الجرس الذي يداعب آذانهم فإنه مقابل شخص واحد ينتقل بانتباه بين فضاء ثقافي وآخر يوجد آلاف لايزورون سوى مواطنيهم وابناء دينهم ولا يشربون سوى من الينابيع المألوفة ولا يبحثون أمام الشاشات إلا عن تعزيز قناعاتهم وتبرير ضغائنهم)).
تحدث فيما بين ذلك عن الشرعيات الزائفة للحكام وعن نتيجة تفكيك الإقتصاد الموجه في ازدهار الصين واليابان وأهمية تتبع هذه التجربة في العالم العربي وكذلك أبدى مخاوفه إزاء إحتمالية صدق إنذارات (الاحتباس الحراري ) وكانت نظرته لها من جانب ان التغير الجغرافي الأرضي نتيجة لذلك قد ينذر بهجرة البعض ونزوح الاخرين إلى مواطن أخرى غير التي درجوا فيها ولن يكون حينها التعايش السلمي في هذا الكوكب يسيرا في ظل هذه الضغائن والعدائية النفسية لكل ما هو مختلف وآجنبي ويقول (( يبدو لي أن الوقت قد حان لتغيير عاداتنا وأولوياتنا كي نصغي بمزيد من الجدية إلى ما يقوله لنا العالم الذي نبحر على متنه ذلك أنه لم يعد ثمة غرباء في هذا القرن لم يعد هناك إلا (رفاق سفر) وسواء كان معاصرونا يسكنون الجهة الأخرى من الشارع او الجهة الأخرى من الكرة الأرضية فهم لا يبعدون عنا سوى خطوتين))
جدياً أستطيع القول أنك إن كنت ممن عافاهم الله سبحانه من المرض والفقر وأردت أسباب أكثر موضوعية للاستمتاع برفاهية الاكتئاب فعليك بهذا الكتاب.
-
Boulos Khoury
اعجبني كثيرا في الكتاب تسليطه الضوء على الحقية الناصرية بكل مأسيها و محاسنها فقد شكلت هذه الحقبة بكل تأكيد منعطفا قويا في تاريخ العرب و شعورهم الجمعي تبدو اثاره و اضحة حتى يومنا هذا.
-
khaled suleiman
منظومة الاخلاق العالمية هي الحل لما يسعى اليها الكاتب لمعالجة هذه الاختلالات في العالم، هذه المنظومة التي ترفع الانسان الى مرتبته الانسانية في كل مكان في العالم والتي تجعل منه كائنا بشرياً جديراً بالاحترام والتقدير لبشريته وانسانيته فقط.
لماذا نجمتين فقط:
للكاتب: اذا لم تكن تعرف عن ديانة او ايدلوجية معينة فلا تتطرق لها بالتحليل لان تحليلك سوف يكون ناقصاً
اذا لم تكن تعرف الفرق بين السلطان والخليفة في التاريخ الاسلامي فيجب عليك ان تقرأ مزيداً من الكتب والمراجع، عندما تعطي السلكان الدور السياسي والخليفة الدور الديني في التاريخ الاسلامي فانت تخلط كثيراً، فالسلطان والخليفة لفظان لنفس الدور وهو السياسي.
ان الادعاء بوجوب وجود سلطة دينية اسلامية على غرار السلطة البابوية دليل كبير على الجهل وعدم معرفة طبيعة الدين الاسلامي.
لم تكن السلكة البابوية في يوم من الايام وعبر التاريخ عاملاً من عوامل بناء الحضارة الغربية الحديثة، العكس صحيح فان هذه الحضارة لم تنطلق وتدخل الى ابواب الاختراعات والفتوح العلمية الا بعد ان تخلصت من هذه السلطة، ان المعجزة الاعظم في الاختراعات الانسانية الا وهي اختراع الطباعة قد حورب من قبل السلطة البابوية وكان يتم حرق المطابع وقتل وحرق كل من تسول له نفسه ان يفتح مطبعة.
هذا الخيال الوردي بانشاء نظام عالمي تحت قيادة الولايات المتحدة على ان تتخلص وتتخلص وتتخلص من ومن ومن اذا فرضنا حدوثه وبسبب جملة الشروط التي وضعتها سوف لن تكون امريكا هي الدولة المعنية بما تقصده وتريده.
-
Sarah Shahid
يطرح أمين معلوف موضوع اختلال العالم من زاوية وصفية أولاً، تحليلية ثانياً، محاولاً إيجاد شبه حل لأن الوصول لحل لاختلال أمر مستحيل.
حسناً، بالبداية يجب أن أقول أن معلوف قد استهلك كافة أفكاره، وأن هذا آخر كتاب سأقرأه له، فأنا أكره التكرار.
كان شرح معلوف لهذا الاختلال شرحاً موفقاً، إن صح التعبير، قام بتغطية جوانب عديدة وركز على العالم العربي وصلته مع بقية العالم. لكن الجانب التحليلي في رؤيته كان ضعيفاً بعض الشيء.
أحياناً يبدو وكأن موضوع الاحتباس الحراري والأزمات الاقتصادية يقلقه أكثر مما تقلقه الحروب، خائف من تلوث البيئة، وقلق بشكل مبالغ فيه على مستقبل الأجيال القادمة.
إن ذلك الخوف والقلق دفعاه إلى ابتكار حلول مثالية للغاية لإنقاذ العالم، حيث دفعه الأمر إلى التناقض مع ذاته، ففي حين أنه يقول بأنه علينا التخلص من المثاليات التي كانت تكسو تاريخنا قام بتقديم حلول أقرب للخيال.
فهو يدعو كافة الأمم والدول إلى أن تتجه سريعاً للتنسيق فيما بينها بشأن هذه الأزمات العالمية الراهنة لإنقاذ ما تبقى من البيئة والإنسان، إنه يدعو كافة الدول للتضحية قليلاً بكبريائها لتفسح المجال للسلام كي يستقر قليلاً على هذا الكوكب.
أين تكمن مشكلة الكتاب إذاً؟ تلك المشكلة التي صدمني بها معلوف هذا القارئ النهم للتاريخ!
إنها تكمن في أن الكاتب عندما اقترح هذا الحل كان يفترض بأن الدول مهتمة حقاً بشأن الاحتباس الحراري والهزات الاقتصادية، وأنها قلقة وتبحث بجدية عن حل لتجنب أبناءها في المستقبل مصيرهم الأسود هذا، لكن هذا الافتراض هو افتراض باطل، فما يهم كل دولة هو مصلحتها أولاً وكل ما عدا ذلك فليذهب للجحيم
-
BookHunter MُHَMَD
إن جميع شعوب الأرض في مهب العاصفة بشكل أو بآخر. سواء كنا أغنياء أو فقراء. مستكبرين أو خاضعين. محتلين أو تحت الاحتلال. فنحن جميعا على متن زورق هزيل. سائرين إلى الغرق معا. لكننا مع ذلك لا نكف عن الشتائم و المشاحنة غير آبهين لتعاظم أمواج البحر. و لعلنا حتى قادرون على الترحيب بالموجة القاتلة إذا ما ابتلعت أعداءنا أولا إبان صعودها نحونا.
كان أمين معلوف يتعشم بعد انهيار الشيوعية أن يكون العالم أكثر أمنا و المستقبل أكثر إشراقا. و الدول أكثر تعاونا و ديموقراطية و استيعابا للآخر و أكثر مثالية. ما أطيبك يا أمين و ما أكثر تفاؤلك.
لم يلبث هذا التفاؤل أن تنحى جانبا و ترك مجالا للتساؤلات التي راحت تعبث بعقله و من ثم قرر أن يلقيها عن كاهله و يصدرها لنا لعل الحل يأتي من حيث لا نحتسب.
بعد أن كان التهديد هو حرب نووية بين المعسكرين الشرقي و الغربي تقضي على الأخضر و اليابس صار التهديد تهديدات و صارت المنافسة شرسة في عالم متعدد الأقطاب غامض النوايا غني بالمفاجآت التي غالبا ما تكون غير سارة.
يوجد آلاف الأشخاص الذين لا يزورون سوى مواطنيهم أو أبناء دينهم. و لا يشربون إلا من الينابيع المألوفة. و لا يبحثون أمام الشاشات إلا عن تعزيز قناعاتهم و تبرير ضغائنهم.
أول ما أحس به أمين معلوف هو المشكلة التي أرقته دائما. الطائفية. بينما العالم أصبح قرية صغيرة و صرنا نأمل باندماجات كبرى طالما بشرنا بها القادة و الزعماء و شجع عليها اتحادات قوية كالاتحاد الأوروبي إلا أن الانقسامات و الصراعات الطائفية و تعاظم العنصرية هو الذي حدث بدلا من ذلك.
يحاول معلوف تتبع جذور المشكلة و أساسها التاريخي و الاجتماعي و خصوصا في بلادنا العربية مطيلا الوقوف عند جمال عبد الناصر و ما حدث قبله و ما جرى من بعده و كيف رفعته الشعوب العربية على الرأس رغم هزائمه و خسفت بالسادات الأرض رغم انتصاره.
إذ أن الشعوب تعترف بجميل من يهديها الملحمة و الحلم و إعجاب الآخرين و شيئا من العنفوان.
و هذا يفسر الحب الجارف لعبد الناصر و نابليون رغم أن مسيرتهم انتهت بهزائم مذلة إلا أن المجد الذي جعلا شعبيهما يعيشانه كفيل بأن يمنحا الشرعية و الخلود لا ينازعهما في ذلك من جاء من بعدهما و ان انتصر و حقق المعجزات ما لم يجعل أدرينالين العزة و الكرامة و الطموح الوطني يتدفق في دماء الشعوب.
إن غياب الشرعية بالنسبة إلى كل مجتمع بشري هو شكل من أشكال انعدام الوزن الذي يخلخل كل السلوكيات. فمتى كانت أية سلطة. أية مؤسسة. أية شخصية. لا تستطيع أن تحوز صدقية معنوية حقيقية. و متى بلغ الأمر بالناس إلى حد الاعتقاد بأن العالم غابة يسودها الأقوى. و كل الضربات فيها مباحة. لا يعود هناك بد من الانجراف نحو العنف القاتل. و الطغيان و الفوضى.
لا عجب أننا نعيش أزمة شرعية في أغلب دول العالم النامي أو الثالث أو دول الهامش أو أيا كانت التسمية و غياب تلك الشرعية لا يبشر إلا بالانغلاق و التطرف و الديكتاتورية و المزيد من التخلف و التقهقر و الاحتماء بماض كان فخرا و عزا مقابل حاضر بائس و مستقبل لا يمكن التكهن به إذا استمر المنحنى في الهبوط.
الكفاح من أجل محافظة العالم على وجوده سيكون شاقا. لكن الطوفان ليس قدرا. و الغد ليس مكتوبا. و إنما علينا نحن أن نكتبه. أن نتصوره. أن نبنيه. و أن نبنيه بشجاعة. إذ انه يجب التجرؤ على الإقلاع عن العادات المزمنة. و أن نبنيه بسخاء. إذ أن هذا يستلزم الجمع و التطمين و الإصغاء و الضم و المشاركة. و أن نبنيه بحكمة. قبل كل شيء. إنها مهمة ملقاة على عاتق معاصرينا. من نساء و رجال من كل أصل. و لا خيار لهم غير الاضطلاع بها.
بعد المقدمة عن الصراع الدولي و الطائفية و الإرهاب يختم بالتحذير من التغيرات المناخية التي يقول انه لم يكن يدري عنها شيئا حتى قرأ فيها بعمق و يقفز هنا إلي التحذير منها دون طرح شيء من هذا العمق الذي غاص فيه و أقنعه بتلك النظرية
في النهاية يطالب أوروبا و أمريكا بانتشال باقي العالم و التضامن معه و أن تكونا مثالا لباقي دول العالم و نموذج يحتذى فما أجمل الطرح و التحليل و ما أشد سذاجته في رؤيته للحل بأن يطلب ممن ثقب الكره و احتكرها لنفسه أن يحافظ عليها و يسمح للجميع بمشاركته إياها.
-
Rudina K Yasin
تمت قراءة الكتاب عام ٢٠٢٠
هل البشرية بلغت "عتبة إفلاسها الأخلاقي"؟هذا هو السؤال المهم الذي استند الكاتب امين معلوف اليه في كتابه .
في هذا الكتاب يسعى الكاتب إلى فهم أسباب بلوغنا هذا الدرك وكيفية الخروج منه. إن اختلال العالم في نظره مرتبط بحالة الإنهاك المتزامنة للحضارات كافة بسبب الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والحركات الاستعمارية وبخاصة المجموعات الثقافية التي يدعي العالم نفسه الانتماء إليها ألا وهما الغرب والعالم العربي، أكثر من ارتباطه بحرب الحضارات". العربية والغربية .
يطرح لنا معلوف وجهة نظر خاصة به، طبقت في زمان وما زالت آثارها مستمرة إلى اليوم، بعد الحرب الباردة وانهيار جدار برلين، كيف تحولت التجربة الأوروبية في التعايش والسيطرة، كيف نهضت أمم من حطام أنهكها من جوانب متعددة، جراء الإيمان بفكرة الحزب الواحد الذي يقود البلد بفكرة واحدة خارجة نطاق الدين أولاً كما شدد الكاتب عليها. الوحدة العربية التي خصص لها الكاتب فصلاً كاملاً. أخذ بها بالذم والمدح من هنا وهناك لكنه لم يفلح أن يقدم شيء جديداً على الساحة السياسة والاقتصادية، التي تتمتع بها المنطقة والمحرومة منها بنفس الوقت.
- الكتاب يتحدث عن أكثر من محور، ولكن أكثر ما يدعو إليه هو التوحد والاندماج بين حضارات العالم في حضارة واحدة، مع احتفاظ كل فرد بهويته الثقافية والدينية (غير الطائفية ركز الكاتب في كتابه على ثلاث اختلالات ، اولها ثقافي يتصل بصراع الهويات، حيث يتوقف طويلا عند العلاقة بين الشرق - العرب تحديدا - والغرب مستعيدا جدلية الصراع في تبدياته المختلفة وصولا الى احتلال العراق، والبعد الاخلاقي، السياسي، الذي حكم تلك المعادلة الشائكة، راصدا الحدث من جوانب مختلفة ومسلطا الضوء على تفاصيل حساسة، انعسكت على النتائج التي رآها كارثية، بحكم اختلال النظرة المسبقة عند الغرب والاميركان تحديدا، وسوء ادارتهم للامر وما ترتب عليه من كوارث دمرت الدولة والشعب، واصفا الديمقراطية الاميركية في العراق بـ (الهدية المسمومة) ويقصد تكريس الطائفية التي يراها خزيا وعارا، ومثبتا موقفا جديرا بالاحترام.
الاختلال الثاني، اقتصاديا، ويعالجه في اطار نظرة عميقة، لا توفر المنهجين معا، واقصد الشيوعي (الاشتراكي) والراسمالي، فعدم العدالة في توزيع الثروات في العالم الراسمالي، وخطل التجربة الاقتصادية في النظام الاشتراكي، اوجد حالة من عدم التوازن، وما جرته من استتباعات خلقت ارباكا في العلاقة بين بني البشر، ولعله يريد القول ان هذه هي جوهر المشكلة في الخلافات التي تعصف بعلاقات الدول وتعصف بالدول في الداخل، وان تسترت تحت واجهات متعددة، ليس اقلها النزاعات ذات الطابع العرقي والطائفي، فالدول الفقيرة تغدو مفارخ لحركات التطرف والنزعات الشاذة.
المسألة الثالثة، او الاختلال الثالث، هو الاحتباس الحراري، الذي يتهدد مصير البشرية لكن من يا ترى يسمع , وقد أصبحنا على مشارف الخطر في كل شيء
اختلال العالم، صرخة قوية وعاقلة في زمن لا يزال، للاسف مجنونا، ولعل معلوف يدرك هذا، وهذا ايضا هو ما دفعه ليطلق صرخته التي بدأها بمقولة وليامز، التي تستبطن مقولة، ان العالم المزدحم بالسلاح النووي والمنفلت صناعيا من دون احترام البيئة، وهو المدرك لكل هذه المخاطر، عليه ان يفني نفسه او يوقف (عاداته) او العادات التي اتى عليها امين
- الكتاب يفضخ تغني الغرب بالحرية وحقوق الإنسان... بينما في الواقع منذ الاستعمار في القرن الماضي وحتى الآن، لا يتم تطبيق هذه السياسيات التحررية أو المدنية على الشعوب المستعمرة أو على شعوب العالم الثالث، وهذا يُعتبر "وقاحة من الغرب" في تجاهل مبادئها. في حين يفضح الكتاب المسلمين، وخصوصًأ العرب ببربريتهم، وحبهم لسفك الدماء "بربرية العرب"، وكلا الوقاحة والبربرية نراها ماثلة اليوم في حروب العرب على اليمنيين، وفي سوريا، وفي العراق، وفي ليبيا...
-
zahra mansour
يصعب علي إعطاء تقييمات قليلة لأي كتاب، بالطبع إلا الروايات الفاشلة فأنا أحب جلدها هي ومؤلفيها!
أما هنا هذا كتاب فكري يحتمل الخطأ والصواب وقد يوافق فكري في صفحات وأرفع تقييمه، وفي صفحات تالية قد يعارض انتماءاتي وأفكاري ومبادئي وأخسف تقييمه!
لا شك أن الكتاب يحتوي على أفكار مهمة ومتناسقة بعرضها، إلا أنه من الطبيعي أن نختلف لاختلاف توجهاتنا وثقافاتنا وهنا يحاول معلوف أن نتشارك ونتصالح معا وننبذ الكراهية والتعصب للمحافظة على العالم من الاختلال الذي يحيق به من جراء الصراعات والحروب.. وهذا يتطلب احترامنا للغير
أتمنى ذلك وأنا هنا أتقبله واحترمه