ولو أني لستُ سريعة الذوبان.. إلا أني ذبتُ لفرط الرومانسية الباذخة بهذه الرواية.. إذ يبدو أنني بعدها سأعكف لأسابيع على قراءة أدب السجون حيث التصحر الوجداني، والجفاف العاطفي😄.
كأنما أقرأ للمنفلوطي مرةً أخرى.. الزيات.. ماهذا الإبداع البهيج؟ ماهذه اللغة الثرية، والمفردات الفريدة؟ ما كل هذه التشبيهات البليغة، والمعاني الرائعة؟ بالنسبة للترجمة العربية، فإن الحصة الأكبر لنجاحها إنما برأيي تعود للمترجم وليس المؤلف.
عندما تقرأ آلام فرتر تعتقد مخطئًا أنك ستواجه شيئًا على غرار آلام المسيح: مصاعب الفقر، أو وطأة الديون.. تعدد الأمراض، وعتمة السجون.. فتندهش لأنك ستطالع عبر رسائلٍ عدة آلام البطل كنايةً عن لوعة الغرام، ومقاساة نيران الغيرة، ومحنة الوجد، وعذاب الاشتياق.
لا أقلل هنا من آلام العاشق المتيم الصب..بالطبع إلا أن مراسلات فرتر جاءت محشوةً بالكثير من المبالغات.
حشر غوته روايته بالكثير من تعابير الغزل، ومن كلمات الحب ما يمس منها الشغاف.. ما وافق هوىً لدى الزيات، فجاءت الترجمة مفعمةً بالمشاعر الصادقة.. مغرقةً بأحاسيس الحب والهيام.
ماذا أقول عن أحداث الرواية؟ وقعت أحداثها في القرن التاسع عشر.. إذ لا جديد: الرقص.. الغناء.. دماثة الأخلاق، وسلامة الأوصاف، وطهارة المحتد، وروعة المكان والزمان.