كتب خالد حسيني في أحد سطور هذه الرواية "القصص الحزينة تصنع كتباً جيدة" وأنا أقول أن قصص خالد حسيني الحزينة صنعت رواية عظيمة جداً سماها "عداء الطائرة الورقية".
كيف أصف الاحاسيس والتقلبات العاطفية التي أثارتها في هذه الرواية؟ لا أعرف. أمير روايتنا يقص عليها فيها قصصه عن حياته وضعفه وأنانيته وسعيه المضني لنيل حب أبيه. هل يستحق حب شخص منا أن ندوس على الحب الذي يأتينا من شخص آخر، بل والدوس على ذاك الأخر نفسه. في هذه الرواية لن يتلقى أمير الحب إلا بعد دفع ثمن باهظ جداً حتى لو لم يكن هو من يدفعه.
هذه رواية أخرى يفتح فيها خالد حسيني نافذة على حياة الافغان ودمارها منذ اجتياح السوفيت لبلادهم. دمار وصل إلى أعمق نقطة في إنسانية البشر هناك. الاراضي التي كثيراً ما توصف بالوعرة تم تعريتها بسحل إنسانية شعبها بلا أي رحمة رغم تمسكهم بالحياة قدرما اتيح لهم. للأسف أن آلة الحرب استطاعت في افغانستان من أن تزعزع قيمة الحياة فيها فوصلت إلى ما لا قيمة له نهائياً. لكن ما فعلته الحروب بموطن بطل روايتنا ليس هو ما دفعه إلى قتل الصداقة... بل كان ما جنته التقاليد البالية التي مارسها والده في حياته بالرغم انتقاده العلني لها. أمير أحب والده ورأى فقط حب والده لحسن وصد لذلك حب حسن له بل طرده من حياته وحياة أبيه.
هذه رواية ستجرك إلى عالم من الاحزان الذي دار في عالم أميرها. احداث تدمي القلب بالرغم من كل الحب الذي قدمه اصدقاء أمير طيلة حياته. لا تسيئوا الحكم على أمير فليس هو دائماً الجاني فهو ليس إلا إنسان أراد أن يحبه أبيه.
أستمتعت جداً بمطالعة هذه الرواية صوتيها عبر تطبيق "كتاب صوتي" بإلقاء درامي أكثر من رائع من تامر لبد.