الكتاب يستحق 5 نجوم لعبقريته و محتواه الرائع.. النجمة الواحدة طارت بسبب طريقة السرد التي من الممكن أن تكون مملة أحيانا... لكن ممتعة جدا أحيانا أخرى (خصوصا أخر 3 فصول) ...
الكتاب مضى عليه أكثر من قرن... و هو يتحدث عن الإستبداد و علاقته بالدين و العلم و المجد و المال.... لكن عندما كتب الكواكبي عن علاقة الإستبداد بالترقّي... أصابتني قشعريرة و أنا أقرأ كلماته الموجعة و الواقعية. أنصح كثيرا بقراءة الكتاب و بالذات الفصل بعنوان "الإستبداد و الترقّي".
كثيرون من قالوا أن الكتاب قديم جدا و لم يضيف أي جديد... لكن أنا لا أوافق. فبمجرد أن نكون قادرين على إستيعاب ما تمت كتابته قبل 100 عام و قادرين على ربط هذه الأحداث بالأحداث الحالية... هذا بحد ذاته إضافة جديدة أو ربما "تأكيد" على أن قذارة الجنس البشري لا تزال موجودة بنفس الشكل منذ 100 عام و أكثر... و أن "الجهل" لا يزال موجود... و طريقة البشر بمحاولة محاربة "الإستبداد" هي ذاتها لم تتغير مع أن الطريقة أثبتت فشلها و هذا هو تماما تعريف اينشتاين للغباء...
"هو فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب مع انتظار نتائج مختلفة"
لذلك علينا جميعا قراءة الفصل الأخير من الكتاب "الإستبداد و التخلص منه" كنوع من تنوير العقول.
أريد أن أقتبس الكثير من الكتاب...لكن سأكتفي بكلمات قليلة أثرت بي كثيرا:
“نحن ألفنا الأدب مع الكبير و لو داس رقابنا ، ألفنا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق ، ألفنا الانقياد و لو إلى المهالك....ألفنا أن نعتبر التصاغر أدبا ، و التذلل لطفا ، و التملق فصاحة ، و اللكنة رزانة ، و ترك الحقوق سماحة ، و قبول الإهانة تواضعا ، و الرضا بالظلم طاعة ، و الحمية حماقة ، و الشهامة شراسة ، و حرية القول وقاحة ، و حرية الفكر كفرا ، و حب الوطن جنونا"
مشكلتنا الحقيقية أننا "ألفنا" الكثير !! فعلا.... رائع أنت يا كواكبي !!