الدين يقين وعمل , لا علم وحفظ في الأذهان !
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
نبذة عن الكتاب
عاش عبد الرحمن الكواكبي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي فترة عانت الأمم العربية فيها الكثير من الضعف والهوان، فهمَّ المستعمِر بها يغتصب أراضيها، ويستنزف مواردها، وقد شخص عبد الرحمن الكواكبي في كتابه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» سبب هذا الداء الذي رآه يتمثل في الاستبداد السياسي، بأنواعه الكثيرة، ومنها استبداد الجهل على العلم، و استبداد النفس على العقل، فهو يقول: إن الله خلق الإنسان حرّا، قائده العقل، فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل، و يرى إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور، وأن تراكم الثروات المفرطة، مولِّدٌ للاستبداد، ومضرٌ بأخلاق الأفراد، وأن الاستبداد أصل لكل فساد، فيجد أن الشورى الدستورية هي دواؤه. هذا بحث كتبه عبد الرحمن الكواكبي في موضوع الاستبداد مستعرضاً طبائعه وما ينطوي عليه من سلبيات تؤدي إلى خوف المستبد وإلى الاستيلاء الجبن على رغبته إلى جانب انعكاسات الاستبداد على جميع مناحي الحياة الإنسانية بما فيه الدين والعلم والمجد والمال والأخلاق والترقي والتربية والعمران ومن خلال التساؤلات يشرح من هم أعوان المستبد وهل يمكن أن يتحمل الإنسان ذلك الاستبداد وبالتالي كيف يكون الخلاص منه وها هو البديل عنه.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 206 صفحة
- [ردمك 13] 9789776416192
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًامراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إيمان حيلوز
الكتاب يستحق 5 نجوم لعبقريته و محتواه الرائع.. النجمة الواحدة طارت بسبب طريقة السرد التي من الممكن أن تكون مملة أحيانا... لكن ممتعة جدا أحيانا أخرى (خصوصا أخر 3 فصول) ...
الكتاب مضى عليه أكثر من قرن... و هو يتحدث عن الإستبداد و علاقته بالدين و العلم و المجد و المال.... لكن عندما كتب الكواكبي عن علاقة الإستبداد بالترقّي... أصابتني قشعريرة و أنا أقرأ كلماته الموجعة و الواقعية. أنصح كثيرا بقراءة الكتاب و بالذات الفصل بعنوان "الإستبداد و الترقّي".
كثيرون من قالوا أن الكتاب قديم جدا و لم يضيف أي جديد... لكن أنا لا أوافق. فبمجرد أن نكون قادرين على إستيعاب ما تمت كتابته قبل 100 عام و قادرين على ربط هذه الأحداث بالأحداث الحالية... هذا بحد ذاته إضافة جديدة أو ربما "تأكيد" على أن قذارة الجنس البشري لا تزال موجودة بنفس الشكل منذ 100 عام و أكثر... و أن "الجهل" لا يزال موجود... و طريقة البشر بمحاولة محاربة "الإستبداد" هي ذاتها لم تتغير مع أن الطريقة أثبتت فشلها و هذا هو تماما تعريف اينشتاين للغباء...
"هو فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب مع انتظار نتائج مختلفة"
لذلك علينا جميعا قراءة الفصل الأخير من الكتاب "الإستبداد و التخلص منه" كنوع من تنوير العقول.
أريد أن أقتبس الكثير من الكتاب...لكن سأكتفي بكلمات قليلة أثرت بي كثيرا:
“نحن ألفنا الأدب مع الكبير و لو داس رقابنا ، ألفنا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق ، ألفنا الانقياد و لو إلى المهالك....ألفنا أن نعتبر التصاغر أدبا ، و التذلل لطفا ، و التملق فصاحة ، و اللكنة رزانة ، و ترك الحقوق سماحة ، و قبول الإهانة تواضعا ، و الرضا بالظلم طاعة ، و الحمية حماقة ، و الشهامة شراسة ، و حرية القول وقاحة ، و حرية الفكر كفرا ، و حب الوطن جنونا"
مشكلتنا الحقيقية أننا "ألفنا" الكثير !! فعلا.... رائع أنت يا كواكبي !!
-
تميم سالم
كتاب كتب قبل مئة عام, ماذا اضاف إلي؟ ماالجديد؟ الجواب لا شيء!
يصعب على أي كتاب كتب قبل مئة عام ان يفاجئك إلا اذا كنت طالبا في ابتدائية, لكن عبقرية هذا الكتاب تكمن في قدرته على تلخيص احوال المستبدين وحاشيتهم وشعوبهم في سطور بسيطة, وألا يتبين خطأ التحليل بعد مئة عام, أو يضاف عليه أو ينتقص منه.
كتاب صغير, مرجع في سياسة واجتماعيات الاستبداد
-
مروه عاصم سلامة
لا أحسن السياسة بحيلها وتحليلاتها ولا يعنيني من أمر الحاكم والمحكوم إلا شفقة على المقتول وبغضاً للقاتل ولست ممن ينفقون يوماً في قراءة الأخبار ثم يحتاجون آخر لإستقراء ما بينها ، ولكن أحد الذين يفعلون كان مولعاً بهذا الكتاب ..أخذ يقتبس منه العديد على مدار شهر او يزيد وكلما مررت بالعنوان حدثت نفسي : ((هذا الكتاب ليس لي))... ومن فرط تأثره به كتب مقالاً في فكر احتواء الرأي المعارض للثورة او من يطلق عليهم (الفلول ومؤيديهم ) ،صنف فيه طبائعهم ومخاوفهم ثم أخذ يدعو إلى التوقف عن الهزء بهم أواقصاءهم بل دعا إلى محاولة اقناعهم بأن ثمة آخرون ينتظرونهم على الضفة الأخرى من نهر الوطن ..وكأنه يكتب (طبائع الاستعباد (فيهم)و يدعو إلى مصارع الاستبداد (فينا) بدلا من (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) للكواكبي.. فلا يستقيم أبدا لحرٍهتف و ثار ان يعيد جريمة أعداءه ..فهكذا كانوا يفعلون ، كان الأسلوب أجمل من هذا واكثر مرحاً تختلط فيه العامية بالفصحى وأذكر أنه دعتني مثالية الفكرة لأن اؤمن بأن اللحظة التي يسقط فيها الظالم جريحاً يكون أولى بشربة الماء من المظلوم صحيحاً إلى أن يستوي كليهما في القوة والبأس فتقوم محاكمة عادلة فتأخذ الحق من الأول لتهبه الثاني وذلك لأنك متى مارست الإستبداد على المستبد عينه فأنت لم تسدي الحياة معروفاً بأن محوت الإستبداد من على وجه البسيطة مثلا .. بل جل ما فعلته أنك أسندت الدور لأبطال آخرين !! ...و في اليوم الثاني كفرت بما آمنت به من قبل ، فلابد لي من عمرين لأرى ذلك واقعاً في بلادي وإن كان يدعو هذا الكتاب لمثل هذه المثاليات ((فهذا الكتاب ليس لي)) .. ثم كتب الدكتور( فهمي هويدي) مقالا جميلا بعنوان (الطابع الوطني ) او الصفة الغالبة على الشعوب وأشار إلى أن أغلب الكتب عدا هذا الكتاب قد فشلت في إيجاد الطابع الوطني المصري بدقة محايدة بعيدا عن هتافات الحضارة التليدة والتمجد الزائف .. فبعد 30 عاماً تربينا خلالها في حضانات من الاستبداد كيف نبدو في اعين الاخرين وأعيننا؟؟..ومنذ سنين سأل شقيقي الأصغر أبي مغاضباً :لماذا إذا ما بدونا في عين الناظر إلينا بحسن خلق أو خُلق كاد يقسم مجاملا أو شاتماً أننا لسنا مصريين ؟؟ فكيف يجب أن تكون لتصبح مصرياً ؟؟ ولم يجب أبي ... ولكن الكواكبي أجاب .. وبهذا أصبح ((هذا الكتاب ليس لي))وحدي إنما لموطني كله .
- سافر الكواكبي السوري إلى الهند والصين وافريقيا وكان يلكم الاستبداد بقلمه في كل قطرعربي يزوره فيركله إلى آخر فأخذ يكتب تحت اسم مستعار وهو (الرحالة ك) ، لذا ستجده يكتب بحس المسافر فالايقاع سريع ولا وقت للزينة فهويحشو الصفحة كما تحشى الحقائب بالمفيد فقط و ستجد الفكرة وتعريفها وتصنيفها ولا عجب من سجنه عدة مرات فأسلوبه الذي يختلف عن بني عصره كافيا للإيقاع به ولو اتخذ لنفسه مئة مظلة من اسم مستعار ولقد وجدت أخيراً على يديه بتاريخ مصر عهداً عاش فيه الشرفاء آمنون هو عهد (العزيز العباس الثاني) حيث استقر بها وكتب فيها هذا الكتاب.
- ستشعر في لحظة أن الكواكبي فتح لك دولاب المستبد فأراك كل أزياءه التنكرية و مجموعته المفضلة من الأسلحة والنياشين من الدين والعلم والمال والتمجد والاخلاق .. فلو كان الإستبداد سائرا في طريق لتعرف عليه الكواكبي من ظهره ثم أمسك بتلابيب ثوبه الموشى بالمظالم والدماء ليقول له (أنت أقرب الأقربين من أعدائي)!!
- كتب للاستبداد تعريفات كثيرة ليوضحه منها قوله((أن الاستبداد يد الله القوية الخفية يصفع بها رقاب الآبقين من جنة عبوديته إلى جهنم عبودية المستبدين ، وقد ورد في الخبر : (الظالم سيف الله ينتقم به ثم ينتقم منه ) ( وكما تكونوا يول عليكم)).
- وعن الزي المفضل للمستبد الدين يقول ((أعظم ما يلائم مصلحة المستبد أن الناس يتلقون قواعده وأحكامه بإذعان بدون بحث أو جدال فيودون تأليف الأمة على تلقي أوامرهم بمثل ذلك ..ويحاولون تفريعها على شئ من قواعد الدين)) ويرى الكواكبي أنه عندما لم يستطع المستبد تحريف آي القران الكريم وسنة المصطفى (ص) لفظا أستطاعوا فعل ذلك تأويلا فتصير حجة لهم لا عليهم كمثل قوله تعالى((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) فيقولون بوجوب الانصياع ( لأولي الأمر ) و كأنهم الحكام فقط بينما تشير (منكم) الى العلماء والحكماء من الرعية أجمع فيتحقق بذلك مبدأ الشورى الدستورية والتي يراها الكواكبي مقتلا للاستبداد في كل أرض كما وضح بنهاية كتابه وداعما لمبدأ الاشتراك في العمل كلا بما يحسنه لأن الاشتراك كما قال ((فيه سر تضاعف القوة بنسبة ناموس التربيع وفيه سر الاستمرار على الأعمال التي لا تفي بها أعمار الأفراد)).
- ستذهل أيضا من قدرة خياطي خطب الجمع والافتاءات في تفصيل آية كريمة كمثل : ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) أوقوله (ص): ((الدين النصيحة )) والتي تقرجميعها بفرضية وجود فئة أولى مهامها ان تصرخ بأذن الحاكم من آن لآن قائلة :(انتبه فنحن نراقبك ) إلى أن يصير المعنى الرحب فجأة بضيق ثياب المتأنقات في الشوارع وبنحافة الحاجب المرسوم.؟؟ ولو طبق المبدا بصحيح معناه لكان من فسروه بغيره أول من هلك.
- وبين الكواكبي ان أخوف ما يخافه المستبد من العلم هو علم الاجتماع والفلسفة والتاريخ لأنها تنور العقول بمعرفة ما لها وما عليها بينما تصنع بقية العلوم وان أفادت في ترقي اممها صناعة وزراعة من عقول أصحابها (مكتبات مقفلة ) على حد قوله.
- و كثر حديثه عن المتمجدين كثرة تليق بعددهم المأهول في كل عصر والتمجد كما قال هو : ((أن يتقلد الرجل سيفا من قبل الجبار يبرهن به على أنه جلاد في دولة الاستبداد)) او كما قال (( هو المستبد الصغير في كنف المستبد الأعظم ))وبناءا على ذلك سيكون منا ومن أهلينا من ينطبق عليهم الصفة مما حدا به الى اعتذار رقيق لكل من يقرأ هذا فتمس في نفسه شيئا من إهانة .
- ولعل أفضل وصف ينطبق على كثير منا هو هذا (( الحكومة المستبدة تكون حتما مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي ، إلى الفراش ، إلى كناس الشوارع ، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقا ..وغاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم أنهم على شاكلته وأنصار لدولته)). ومما قاله في أثر الاستبداد على الأخلاق : (( يجعله حاقدا على قومه لأنهم عون لبلاء الاستبداد عليه وفاقدا حب وطنه لأنه غير آمن على الاستقرار فيه ومختل الثقة في صداقة أحبابه لأنه يعلم منهم أنهم مثله لا يملكون التكافؤ وقد يضطرون لإضرار صديقهم بل وقتله وهم باكون ...وبناء عليه يكون شديد الحرص على حياته الحيوانية وان كانت تعيسة )) .
- لن أنتظر دستورا مليئا بالصخور اللفظية وقلاع الاستبداد فلقد وهبني الكواكبي دستورا يكفي امرءا حرا وقد لخصه في عشر نقاط :
1- ديني ما أظهر ولا أخفي
2- أكون حيث يكون الحق ولا أبالي
3- أنا حر وسأموت حرا
4- أنا مستقل ولا أتكل على غير نفسي وعقلي
5- أنا انسان الجد والاستقبال لا انسان الماضي والحكايات
6- نفسي منفعتي قبل كل شئ
7- الحياة كلها تعب لذيذ
8- الوقت غال عزيز
9- الشرف في العلم فقط
10- أخاف الله لاسواه
- آه كم أود لو أثرثر عن هذا الكتاب أضعاف ما كتبت ولقد صار له تصنيفاً أكثر عاطفية بنظري فلقد كتبه الكواكبي في عام 1902 وهو نفس العام الذي توفي به رحمه الله وبذلك يكون هذا الكتاب هو (مذكرات الكواكبي) فرجل مثله لن يكتب هزالا كمثل (استيقظت في الصباح فأعدت زوجتي الفطور وكان الورد أحمر والسماء صافية) ....هذه مذكرات فكر حر وإن قيدوه.
-
Maher Chaar
مقتطفات من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد - عبد الرحمن الكواكبي
- المجد هو إحراز المرء مقام حب واحترام في القلوب.
- إنّ المدارس تقلل الجنايات، لا السجون.
- إنّ الحياة هي العمل، ووباء العمل القنوط.
- لاحق كلب الصياد يوماً أرنباً فعجز عنه، ولم يستطع إدراكه. فسأل الكل الأرنب، كيف تسبقني وأنا أقوى منك وأسرع؟ فأجابه الأرنب: "لأني أعدو لحسابي وتعدو لحساب صاحبك".
- الاستبداد لغة، هو غرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة.
- المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته.
- المستبد عدو الحق، عدو الحرية وقاتلهما، والحق أبو البشر، والحرية أمهم، والعوام صبية أيتام نيام لا يعملون شيئاً، والعلماء هم إخوتهم الراشدون، إن أيقظوهم هبوا وإن دعوهم لبوا وإلا فيتصل نومهم بالموت.
- المستبد يتجاوز الحد مالم ير حاجزاً من حديد، فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم، كما يقال: الاستعداد للحرب يمنع الحرب.
- المستبد إنسان مستعد بالطبع للشر وبالإلجاء (الإضرار والإكراه) للخير، فعلى الرعية أن تعرف ما هو الخير وما هو الشر فتلجىء حاكمها للخير رغم طبعه، وقد يكفي للإلجاء مجرد الطلب إذا علم الحاكم أن وراء القول فعلاً. ومن المعلوم أن مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شرَّ الاستبداد.
- هل يجعلك هذا الريش في رأسك طاووساً وأنت غراب، أم تظن الأحجار البراقة في تاجك نجوماً ورأسك سماء، أم تتوهم أن زينة صدرك ومنكبيك أحرجتك عن كونك قطعة طين من هذه الأرض؟
- الإسلامية مؤسسة على أصول الحرية برفعها كل سيطرة وتحكم، بأمرها بالعدل والمساواة والقسط والإخاء، وبحضها على الإحسان والتحابب.
- واأسفاه على هذا الدين الحر، الحكيم، السهل، السمح، الظاهرة فيه آثار الرقي على غيره من سوابقه، الدين الذي رفع الإصر والإغلال، وأباد الميزة، والاستبداد.
- بين الاستبداد والعلم حرباً دائمة وطراداً مستمراً: يسعى العلماء في تنوير العقول ويجتهد المستبد في إطفاء نورها، والطرفان يتجاذبان العوام.
- ومن هم العوام؟ هم أولئك الذبن إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، كما أنهم هم الذين متى عملوا قالوا ومتى قالوا فعلوا.
- الاستبداد والعلم ضدان متغالبان، فكل إدارة مستبد تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل.
- المجد هو إحراز المرء مقام حب واحترام في القلوب، وهو مطلب طبيعي شريف لكل إنسان، لا يترفع عنه نبي أو زاهد ولا ينحط عنه دني أو خامل.
- المجد لا يُنال إلا بنوع من البذل في سبيل الجماعة، وبتعبير الشرقيين في سبيل الله أو سبيل الدين، وبتعبير الغربيين في سبيل المدنية أو سبيل الإنسانية.
- الإسلامية أسست حكومة أرستقراطية المبنى، ديموقراطية الإدارة، فوضعت للبشر قانوناً مؤسساً على قاعدة: إن المال هو قيمة الأعمال، ولا يجتمع في يد الأغنياء إلا بأنواع من الغلبة والخداع.
- الاستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية والأخلاق الحسنة، فيضعفها أو يفسدها أو يمحوها فيجعل الإنسان يكفر بنعم مولاه، لأنه لم يملكها حق الملك ليحمده عليها حق الحمد، ويجعله حاقداً على قومه لأنهم عون لبلاء الاستبداد عليه.
- يقولون الاستبداد يعلم الصغير الجاهل حسن الطاعة والانقياد للكبير الخبير، والحق أن هذا فيه عن خوف وجبانة لا عن اختيار وإذعان.
- الأخلاق أثمار بذرُها الوراثة، وتربتها التربية، وسقياها العلم، والقائمون عليها هم رجال الحكومة؛ بناء عليه، تفعل السياسة في أخلاق البشر ما تفعله العناية في إنماء الشجر.
- لا تكون الأخلاق أخلاقاً ما لم تكن مَلَكَة مطردة على قانون فطري تقتضيه أولاً وظيفة الإنسان نحو نفسه، وثانياً وظيفته نحو عائلته، وثالثاً وظيفته نحو قومه، ورابعاً نحو الإنسانية، وهذا القانون هو ما يسمى عند الناس بالناموس.
- وهكذا بين الشرقيين والغربيين فروق كثيرة، قد يُفضل في الإفراديات الشرقي على الغربي، وفي الاجتماعيات يفضل الغربي على الشرقي مطلقاً، مثال ذلك: الغربيون يستحلفون أميرهم على الصداقة في خدمتهم لهم والتزام القانون، والسلطان الشرقي يستحلف الرعية على الانقياد والطاعة!
- نعم، الدين يفيد الترقي الاجتماعي إذا صادف أخلاقاً فطرية لم تفسد، فينهض بها كما نهضت الإسلامية بالعرب، تلك النهضة التي نتطلبها منذ ألف عام عبثاً.
- الاستبداد ريح صرصر فيه إعصار يحعل الإنسان كل ساعة في شأن، وهو مفسد للدين في أهم قسميه أي الأخلاق، وأما العبادات منه فلا يلمسها لأنها تلائمه في
الأكثر.
- يا قوم: هون الله مصابكم، تشكون من الجهل ولا تنفقون على التعليم نصف ما تصرفون على التدخين، تشكون من الحكام، وهم اليوم منكم، فلا تسعون في
إصلاحهم، تشكون فقد الرابطة، ولكم روابط من وجوه لا تفكرون في إحكامها، تشكو الفقر ولا سبب غير الكسل. هل ترجون الصلاح وأنتم يخادع بعضكم بعضاً؟ ولا تخدعون إلا أنفسكم. ترضون بأدنى المعيشة عجزاً تسمونه القناعة، وتهملون شؤونكم تهاوناً تسمونه توكلاً. تموهون عن جهلكم الأسباب بقضاء الله وتدفعون عار المسببات بعطفها على القدر. ألا والله ما هذا شأن البشر!
- يا قوم أناشدكم الله، ألا أقول حقاً إذا قلت إنكم لا تحبون الموت، بل تنفرون منه ولكنكم تجهلون الطريق فتهربون من الموت إلى الموت، ولو اهتديتم إلى السبيل لعلمتم أن الهرب من الموت موت، وطلب الموت حياة، ولعرفتم أن الخوف من التعب تعب، والإقدام على التعب راحة.
- أناشدكم الله يا مسلمين: أن لا يغركم دين لا تعملون به وإن كان خير دين، ولا تغرنكم أنفسكم بأنكم أمة خير أو خير أمة، وأنتم أنتم المتواكلون المقتصرون على شعار: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونِعمَ الشعار شعار المؤمنين، ولكن أين هم؟ إني لا أرى أمامي أمة تعرف حقاً معنى لا إله إلا الله، بل أرى أمة خبلتها عبادة الظالمين!
- دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي: فلتحي الأمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء أعزاء.
- وكأني بسائلكم يقول: هل بعد اجتماع هذه القوات في الغرب واستيلائه على أكثر الشرق من سبيل لنجاة البقية؟ فأجيب قاطعاً غير متردد:
إن الأمر مقدور ولعله ميسور، ورأس الحكمة فيه كسر قيود الاستبداد، وأن يكتب الناشئون على جباهم عشر كلمات هي:
1. ديني ما أظهر ولا أخفي.
2. أكون حيث يكون الحق ولا أبالي.
3. أنا حر وسأموت حراً.
4. أنا مستقل لا أتكل على غير نفسي وعقلي.
5. أنا إنسان الجد والاستقبال لا إنسان الماضي والحكايات.
6. نفسي ومنفعتي قبل كل شيء.
7. الحياة كلها تعب لذيذ.
8. الوقت غال عزيز.
9. الشرف في العلم فقط.
10. أخاف الله لا سواه.
-
Sarah Shahid
عندما تنتهي من قراءة الكتاب فإن أول ما ستقوله هو: ما أشبه اليوم بالأمس
كم مضى وقت على كتابة هذا الكتاب، وعندما تقرأه الآن تشعر كأنه قد كتب اليوم
بسيط في عدد صفحاته، عميق في معانيه، يبحث في علاقة الاستبداد وتأثيره على العديد من الأمور الهامة مثل الأخلاق والمال والتربية والعلم والمجد
كما أنه يطرح في النهاية رؤيته لكيفية التخلص من الاستبداد وشروطه والطريق إلى ذلك
-
د.صديق الحكيم
صعبةٌ هي المحاولة التي يقوم بها أحدهم في التكلّم عن رواية أو كتاب ما، دون أن يقوم بـ "حَرقه" كما يقال، كنايةً عن قتل أحداث الكتاب بروايته لأولئك الذين لم يقرؤوه بعد.
حرصنا على أن لا نفعل ذلك، فالأحداث أكثر تشويقاً من أن تُروى في مقال.
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد كتاب من تأليف عبد الرحمن الكواكبي، يشخص الكاتب ما يسميه داء الاستبداد السياسي، ويصف أقبح أنواعه: استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل. ويقول أن خلق الله الإنسان حرّا، قائده العقل فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل، ويرى إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور. وأن تراكم الثروات المفرطة، مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد. وأن الاستبداد أصل لكل فساد، فيجد أن الشورى الدستورية هي دواؤه. كتب الكواكبي رؤوس مقالات "طبائع الاستبداد" في حلب، وكان يعدلها باستمرار، ثم وسع تلك الأبحاث ونشرها في هذا الكتاب.
-
enas alsaid
انا مستغربة جدا من اهمية الكتاب ومن الاقبال على قراءته. حاليا أقراه ولكن لم يضيف لي شيء. كأنه درس ركيك وممل جدا في اللغة العربية. مزيد من المراجعة بعد استكمال قراءة الكتاب!!
-
May H-E
كتاب أقل ما يوصف به أنه رائع و موجع
إنه واقعي وكأنه كتب في يومنا هذا وليس قبل أكثر من مئة عام
وجدت بين سطوره بعضاً من نفسي ، وأهل بلدي وأمتي
وجدته يحكي واقعنا المرير وما يمر بنا من شتات وفتن
وكأن الكواكبي حيّ بيننا يدون ما يسمع ويشاهد بأم عينه!
لم يسعني سوى أن أخط في صفحاته الأخيرة مقولة :
( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم )
آلمني أن يكون هذا الكتاب ينتقد واقع الأمة العربية منذ أكثر من قرن دون أن يكون قد غيّر منها شيئاً
كأن حال أمتي ارتضى أن يبقى على ما هو عليه كبقاء كتاب الكواكبي هذا
تتوارثه الأجيال عاماً بعد عام دون تحريف أو أدنى تغيير
ارتضينا بذلنا وبؤسنا ورحنا نلقي باللائمة على الحظ والقدر ونسينا أن التغيير والقضاء على الاستبداد يبدأ بثورة تطهر نفوسنا قبل أن تطهر بلادنا و حكوماتنا و الأنظمة الحاكمة لنا !
لكم نحن أغبياء حين ثرنا ضد الأنظمة الحاكمة وطالبنا بتدخل خارجي يعاضدنا
ما فعلناه كان خلع ثوب الاستبداد القديم واستبداله بآخر حديث !
حتى أن ثورات الربيع العربي لم تقم في بيئة ثقافية وتعليمية قادرة على حضن ثمار هذا الربيع وجنيها والاستمتاع بها (على الأقل يتمثل كلامي هذا بجلاء ووضوح فيما يحصل في بلدي سوريا )
فوقعنا فريسة للطائفية والقبلية والعنف ، بل وبلغنا من الشتات حداً يمكن المستبد من قمع ثورتنا والقضاء عليها
حتى وإن كلفه الثمن تدمير مقدرات البلاد كافة وإعطاب البنى التحتية !
كم تمنيت لو أن جميع أبناء بلدي قد قرؤوا هذا الكتاب قبل أن تبداً ثورتنا ...
أظننا كنا سننتصر منذ الأشهر الأولى لانطلاقة الثورة دون سفك كل هذه الدماء وإحلال كل هذا الخراب
رغم ذلك .. تبقى هناك خيوط واهنة من الأمل تتأرجح مع نسائم الفجر ..
عسى المولى يشاء فيمسك بها سوريا وأهلها ويخرجنا بها من جحيم الأسد المستعر
أكثر ما أعجبني في الكتاب خطبة وردت في قسم (الاستبداد والترقي) وما تبعها في قسم (الاستبداد وكيفية التخلص منه ) وهذه بعض الاقتباسات :
"يا قومُ: هوَّن الله مصابكم، تشكون من الجهل ولا تنفقون على التعليم نصف ما تصرفون على التدخين، تشكون من الحكَّام، وهم اليوم منكم، فلا تسعون في إصلاحهم، تشكون فقد الرابطة، ولكم روابط من وجوهٍ لا تفكِّرون في إحكامها. تشكون الفقر ولا سبب له غير الكسل. هل ترجون الصَّلاح وأنتم يُخادع بعضكم بعضاً ولا تخدعون إلا أنفسكم؟. ترضون بأدنى المعيشة عجزاً تُسمّونه قناعة، وتهملون شؤونكم تهاوناً تُسمّونه توكُّلاً! تموِّهون على جهلكم الأسباب بقضاء الله وتدفعون عار المسببات بعطفها على القدر، ألا والله ما هذا شأن البشر
---------------
-- إنَّ الوسيلة الوحيدة الفعّالة لقطع دابر الاستبداد هي ترقّي الأمَّة في الإدراك والإحساس، وهذا لا يتأتى إلا بالتعليم والتحميس. ثمَّ إنَّ اقتناع الفكر العام وإذعانه إلى غير مألوفه، لا يتأتّى إلا في زمنٍ طويل
---------------
-- الاستبداد لا ينبغي أن يُقاوَم بالعنف، كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصداً. نعم؛ الاستبداد قد يبلغ من الشدَّة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجاراً طبيعياً، فإذا كان في الأمَّة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً، حتى إذا سكنت ثورتها نوعاً وقضت وظيفتها في حصد المنافقين، حينئذٍ يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، وخير ما تؤسَّس يكون بإقامة حكومة لا عهد لرجالها بالاستبداد، ولا علاقة لهم بالفتنة.
-
أبجد نادي القراءة الأردني
ملخص مناقشة (أبجد نادي القراءة الأردني- النادي التطوعي الداعم لموقع أبجد)
البارحة 13/02/2013 في الساعة السادسة مساءً
كانت من أجمل المناقشات التي رسخت لنا مبدأ النوعية، لا الكمية...
فكان الحضور مكونا من نوعيات مميزة من الشباب المثقف الذي تحدث عن الإستبداد ضمن محاور الكتاب
وكانت الفرصة متاحة جداً لكل فرد من الأفراد في أن يعبّر عن رأيه.
دار الحوار حول محاور الكتاب الموضوعة أصلاً بحسب تصنيف فهرس الكتاب.
حيث تم الحديث عن الإستبداد والدين، والعلاقة بين السياسة والدين، وأبدى الحضور رأيهم في أن الأمر يتلخص بالقداسة، هي التي تجعل من الدين الوسيلة الأقوى للتأثير من قبل الساسة، ولذلك يتخذ الحاكم المستبد الصبغة الدينية، لتضفي عليه الشرعية وليمكن الحكم من خلال الرهبة المتحققة في نفوس المحكومين.
كما ودار النقاش عن العلم والإستبداد. وأنه كلما زاد العلم نقص الإستبداد وكلما نقص العلم وزاد الجهل زاد الإستبداد وكانت خلاصة ما وصل إليه المناقشون في أن الكواكبي لم يقصد أي علم، وإنما كان يقصد العلم المتركز في فهم الحياة والمرتبط بسلوك الإنسان والمرتبط بشكل مباشر بخروج الإنسان من أي نوع من أنواع الإستبداد، وقد ضربت الصين كمثال على الدول المستبدة ولكنها تهتم بالعلم بل ولديها نهضة علمية. فهناك علم يريده المستبد وعلم لا يريده المستبد كما بيّن الكواكبي.
كان النقاش ثريّاً جداً... وكان من أهم ما جرى في الجلسة هو انضمام فئة مميزة جداً من الشباب (عبد الرحمن)، (خالد) و (طه)...
وكما تعودنا فإننا نقدم جائزة المناقش الأفضل... وبالتصويت حصل عبد الرحمن على الجائزة، كانت الجائزة هي كتاب (زمن الخيول البيضاء- إبراهيم نصرالله) وهي الرواية الأهم والأقوى في الحديث عن النكبة، كما أنها هي الكتاب المختار بالتصويت ليكون موضوع النقاش في الجلسة التالية لـ (أبجد نادي القراءة الأردني).
-
Rosa
وقد يظن بعض الناس أن للاستبداد حسنات مفقودة فى الارادة الحرة فيقولون مثلا : الاستبداد يلين الطباع ويلطفها ، والحق أن ذلك يحصل فيه عن فقد الشهامة لا فقد الشراسة .. ويقولون الاستبداد يعلم الصغير الجاهل حسن الطاعة والانقياد للكبير الخبير والحق ان هذا فيه عن خوف وجبانة لا عن اختيار واذعان .. ويقولون هو يربى النفوس على الاعتدال والوقوف عند الحدود ، والحق ان ليس هناك غير انكماش وتقهقر .. ويقولون الاستبداد يقلل الفسق والفجور ، والحق انه عن فقر وعجز لا عن عفه ودين .. ويقولون هو يقلل التعديات والجرائم ، والحق انه يمنع ظهورها ويخفيها فيقل تعديدها لا عددها "
" الشرقى اكثر ما يغار عليه الفروج كأن شرفه كله مستودع فيها ، والغربى اكثر ما يغار على حريته واستقلاله ..الشرقى حريص على الدين والرياء فيه ، والغربى حريص على القوة والعز والمزيد فيهم
-
لونا
درجة تقييم الكتاب عالية هنا
لكن يبدوا أني الاستثناء .. الكتاب ممل لأبعد الحدود
وجدت صعوبة في إكماله
أعتقد أن مرور أكثر من قرن عن تاريخ صدور الكتاب
أثَّر كثيراً على نوع وزخَم المحتوى
ذكر الكاتب بالإضافة لصفات المستبد صفات من يعيش
تحت نظام الاستبداد وفي الكثير من الفقرات كانت
الطريقة غير منصفة فقد "تمادى" بصراحة في تقريع
هذه الفئة ( التعميم غير موضوعي وشان طَرْحَه)
الكتاب صدر سنة 1902 م، و الآن (تحديداً سنة 2012 م)
أغلب محتوى الكتاب يعتبر من البديهيات
باختصار شديد :- لا جديد
-
Khalid Abdulla
أعظم واهم كتاب قرأته بعد الثورة المصرية...أعترف بان هذا الكتاب قد قام بتشكيل وجدانى وفكرى وأرائى فى هذة الفترة البسيطة...لو كان الامر بيدى لقمت بتدريس هذا الكتاب لطلبة المدارس...قراءة هذا الكتاب تفتح الاعين على حقائق مذهلة عن علاقة االاستبداد بالدين والعلم والاخلاق...هذا الكتاب قد يخلق جيلا لا يرضى بأقل من الحرية بديلا...اتمنى من الجميع قرائته وترك أرائهم
-
عبد الرحمن أبونحل
كتاب مهم بفكر ثوري تحرري، مع بعض التحفظات القليلة. اهمها قضية التعميم في وصف الشرقيين والغربيين في بعض ابحاث الكتاب. ونقاط بسيطة اخرى
-
Farzat Alchayah (فرزت الشياح)
يعتبر كتاب الكواكبي "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" من أكثر الكتب تأثيراً في وقته، وإن كان الكاتب القدير نفسه قد كتبه باسم وهميّ حينها! حيث كان يسمّي نفسه الرحالة "ك".
يصف الكاتب الاستبداد والمجتمع ورحلة الشعوب من الرقي إلى الانحطاط الفكري والعقلي والتخليّ عما كرمّها الله به وخصّها به من سائر الكائنات ، ألا وهو العقل المفكّر والفؤاد المتدبر. حيث يرجع أصل الاستبداد في النهاية إلى فقدان هاتين الميزتين الهامتين في حياة الأمم وتقدمها.
سأستعرض معكم أكثر الأقوال التي أعجبتني، وهي كثيرة، ولاتكاد تخلو صفحة من شيء يُقتبس، لكن قللتها لتلخيص الأفكار الأساسية والهامة فيه.
لنبدأ من الصفحة الرابعة والخمسين، يقول فيها الكواكبي :" وقد عدّد الفقهاء من لاتقبل شهادتهم لسقوط عدالتهم، فذكروا حتى من يأكل ماشياً في الأسواق، ولكن شيطان الاستبداد أنساهم أن يفسّقوا الأمراء الظالمين فيردّوا شهادتهم"" ثم يكمل في حديثه عن الآية "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" وتحويل الفقهاء هذه الآية من فرض عين إلى فرض كفاية، بقصد سيطرة أفراد المسلمين بعضهم على بعض بدل إقامة فئة تسيطر على حكامهم.
اللهم إن المستبدين وشركاءهم قد جعلوا دينك غير الدين الذي أنزلت، فلا حول ولاقوة إلا بك!
ويتابع في الصفحة التالية "إن الله عز وجلّ شأنه قد ساوى بين عباده مؤمنين وكافرين في المكرمة بقوله "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ " ثم جعل الأفضلية في الكرامة للمتقين فقط. والتقى ليست كثرة العبادة كما صار ذلك حقيقة عرفية غرسها علماء الاستبداد القائلين في تفسير "عند الله" أي في الآخرة دون الدنيا، بل التقوى لغة هي الاتقاء أي الابتعاد عن رذائل الأعمال احترازاً من عقوبة الله.
ثم في بحث الاستبداد والعلم، يقول الكواكبي " بين الاستبداد والعلم حرب دائمة وطراد مستمر، يسعى العلماء في تنوير العقول ويجتهد المستبد في إطفاء نورها والطرفان يتجاذبان العوام، ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، كما أنهم هم الذين متى علموا قالوا ومتى قالوا فعلوا.
"إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفه من خوفهم بأسه، لأن خوفه عن عجز حقيقي فيه، وخوفهم عن توهم التخاذل فقط."
إن أخوف ما يخافه المستبدون الغربيون من العلم أن يعرف الناس حقيقة أن الحرية أفضل من الحياة، وأن يعرفو النفس وعزها والشرف وعظمته والحقوق وكيف تحفظ والظلم وكيف يرفع والإنسانية وماهي وظائفها، والرحمة وماهي لذاتها.
أم الشرقيون فافئدتهم هواء ترتجف من صولة العلم، كأن العلم نار وأجسامهم من بارود. يخافون من العلم حتى من علم الناس معنى كلمة "لا إله إلا الله" ولماذا كانت أفضل الذكر، ومعنى ذلك أنه لا يعبد حقاً سوى الصانع الأعظم، لا يستحق الخضوع شيء غير الله.
وفي فصل الاستبداد والمجد يقول الكواكبي "المستبد في لحظة جلوسه على عرشه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً ثم يرجع النظر فيرى نفسه في نفس الأمر أعجز من كل عاجز وأنه مانال ما نال إلا بواسطة من حوله من الأعوان فيرفه نظرخ إليهم فيسمع لسان حالهم يقول له : مالعرش ومالتاج ومالصولجان؟ ماهذه إلا أوهام في أوهام.
"وزير المستبد هو وزير المستبد لا وزير الأمة كما في الحكومات الدستورية:
وفي فصل الاستبداد والأخلاق يقول
"
الغربي : مادي الحياة ، قوي النفس ، شديد المعاملة ، حريص على الأستئثار ، حريص على الأنتقام ؛ كأنه لم يبق عنده شيء من المباديء العالية والعواطف الشريفة التي نقلتها له مسيحية الشرق . فالجرماني مثلا : جاف الطبع ، يرى أن العضو الضعيف من البشر يستحق الموت ، ويرى كل فضيلة في القوة ، وكل القوة في المال ؛ فهو يحب العلم ، ولكن لأجل المال ، ويحب المجد ولكن لأجل المال . وهذا اللاتيني مطبوع على العجب والطيش ، يرى العقل في الأطلاق ، والحياة في خلع الحياء ، والشرف في الترف ، والكياسة في الكسب ، والعز في الغلبة ، واللذة في المائدة والفراش.
أما أهل الشرق فهم أدبيون ، ويغلب عليهم ضعف القلب وسلطان الحب ، والأصغاء للوجدان ، والميل للرحمة ولو في غير موقعها ، واللطف ولو مع الخصم . ويرون العز في الفتوة والمروءة ، والغنى في القناعة والفضيلة ، والراحة في الأنس والسكينة ، واللذة في الكرم والتحبب ؛ وهم يغضبون ولكن للدين فقط ، ويغارون ولكن على العرض فقط ."
"
الغربيون يستحلفون اميرهم على الصداقة فى خدمته لهم وإلتزام القانون. والسلطان الشرقى يستحلف الرعية على الإنقياد والطاعة . الغربيون يمنون على ملوكهم بما يرزقون من فضلاتهم, والأمراء الشرقيون يتكرمون على من شاءوا بإجراء أموالهم عليهم صدقات. الغربى يعتبر نفسه ملكا لجزء مشاع من وطنه والشرقى يعتبر نفسه وأولاده وما فى يده ملكا لأميره. الغربى له على أميره حقوق وليس عليه حقوق والشرقى عليه لأميره حقوق وليس له حقوق. الغربيون يضعون قانون لأميرهم يسرى عليه والشرقيون يسيرون على قانون مسيرة أمرائهم. الغربيون قضائهم وقدرهم من الله والشرقيون قضائهم وقدرهم مايصدر من بين شفتى المستعبدين ! الشرقى سريع التصديق والغربى لاينفى ولايثبت حتى يرى ويلمس. الشرقى أكثر مايغار على الفروج كأن شرفه كله مستودع فيها والغربى أكثر مايغار على حريته واستقلاله. الشرقى حريص على الدين والرياء فيه والعربى حريص على الثورة والعزة والمزيد فيهما. والخلاصة ان الشرقى إبن الماضى والخيال والغربى ابن المستقبل والجد"
وفي فصل الاستبداد والتربية يقول
"على أن الإنسان أقرب للشر منه للخير، وكفى أن الله ما ذكر الإنسان في القرآن إلا وقرن اسمه بوصف قبيح كظلوم وغرور وكفار وجهول وأثيم."
"
أما أسير الاستبداد فيعيش خاملا خامدا ضائع القصد , حائرا لا يدرى كيف يميت أوقاته ويدرج أيامه وأعوامه كأنه حريص على بلوغ أجله ليستتر تحت التراب
يعيش الأسير فى حين يكون نسمة فى ضيق وضغط , يهرول ما بين عتبة هم ووادى غم يودع سقما ويستقبل سقما إلى أن يفوز بنعمة الموت مضيعا دنياه مع أخرته , فيموت غير أسف ولا مأسوف عليه"
وفي الفصل الأخير يكتب :
إن الأمر مقدور ولعله ميسور، ورأس الحكمة فيه كسر قيود الاستبداد، وأن يكتب الناشئون على جباهم عشر كلمات هي:
1. ديني ما أظهر ولا أخفي.
2. أكون حيث يكون الحق ولا أبالي.
3. أنا حر وسأموت حراً.
4. أنا مستقل لا أتكل على غير نفسي وعقلي.
5. أنا إنسان الجد والاستقبال لا إنسان الماضي والحكايات.
6. نفسي ومنفعتي قبل كل شيء.
7. الحياة كلها تعب لذيذ.
8. الوقت غال عزيز.
9. الشرف في العلم فقط.
10. أخاف الله لا سواه.
ربما قد اطلت عليكم هذه المرة، لكني لم أقتبس سوى قبس صغير من نور هذا الكتاب الصغير حجماً والعظيم معنىّ وإتقاناً.
أنصح بقرائه والتفكر به.
-
أمل لذيذ
في إحدى الخطب سمعت شيخا يحث الحضور خاصة الشباب منهم على قراءة كتاب يتحدث عن عن الأوضاع الحالية التي يشهدها العالم العربي و الإسلامي بالرغم من أن الكتاب قد كتب منذ فترة طويلة للغاية، و هو كتاب للمفكر عبدالرحمن الكواكبي و إسم الكتاب (طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد)، و هو كتاب ليس بالطويل و متوفر بنسخ حديثة، و ذكر أيضا بأن الكتاب له أهمية كبيرة تاريخيا و سياسيا ،و إني إنتظرت حصولي على نسخة من هذا الكتاب لكي أستوضح سر الإهتمام بهذا الكتاب و الذي تضاعف مؤخرا .
أخذت الكتاب و صرت أقلب صفحاته و أنا في حالة ترقب لما يدور بين طياته ، و فور بدأي في القراءة شعرت بملامسة الكتاب لواقعنا ، فإتضح لي بأن واقعنا الذي نعيشه الآن هو تكملة لما كان منذ زمن المفكر عبدالرحمن الكواكبي ، و بالطبع التقارب بين الزمنين صار في عقلي أكبر مع إطلاعي على باقي فصول الكتاب ، و في أول الفصول ركز الكاتب على معنى الإستبداد و ما إسترعى إنتباهي هو أنه ربط الإستبداد بالغرور، و أنا أتفق معه فالعاطفة السلبية و ما تصاحبها من أهواء تؤثر دائما سلبيا على إتخاذ القرارات حتى الشخصية منها ، و من ثم إستعان الكاتب بآيات قرآنية و أحاديث تبين فكرته عن ماهية الإستبداد و شيئا فشيئا ولج لجوانب أخرى في شرحه لموضوع الإستبداد و هو يضيف أمثلة قرآنية و تاريخية ليتعامل مع الإستبداد و كأنه شخص له ملامح و قسمات ، فإن إختلفت الملامح الخارجية لمن إستطاب لهم حمل سياط الإستبداد فإن ملامحهم الداخلية لها قواسم مشتركة ، فأخذ يعدد لنا الملامح و الصفات التي وجد بأنها متداولة بين طواغيت العصور ،و أخذ يفصل و يعلل و هو يرسم لنا المعالم البارزة في تصرفاتهم و أفكارهم و مواقفهم و تعاملهم ،و بعد هذا الوصف للطواغيت قام بإلحاق وصف آخر لمن يعينونهم على ظلمهم و أوضح العلاقة النفعية التي تتم الإثنين و عدم إحساس كل قطب من القطبين بالأمان تجاه الآخر ، و إنتقل كلام كاتبنا لوصف القطب الثالث المظلوم و هو الشعب ، فالشعب المستضعف عيون رؤيته فيها خنوع ،و أفواهه لم تذق إلا طعم الجوع ،و لسانه إعتاد على قول "نعم" ،و رأسه مطرق دائما من كثرة تفكيره في تحقيق أبسط إحتياجات معيشته ،و أيديه لم تضم ما تشتاق له نفسه من كرامة .
و بمنتهى السلاسة مع أن الفصل يناقش موضوعا فيه شيء من الحساسية، و هو منظور الدين للإستبداد و علاقته به ،و الكاتب كان في طرحه شجاعة و سعة أفق فهو بين أن الأديان و من ضمنها الدين الإسلامي بريئة مما نسب لها من دعم للظالمين ، و سارع الكاتب في سبر حجته من خلال توضيح المفاهيم الحقيقية للأديان عامة و الدين الإسلامي خاصة للإستبداد و الإستعباد ،و دعم ما ذكره بنصوص دينية، و من ثم لمس المحل المبهم في هذا الشأن ،وهو منشأ الخلاف و الذي قد يتجنبه البعض الخوض فيه و لكنه خاض فيه و فتحدث عن الحوادث التي تمت فيها مساعدة الطواغيت من قبل من إتشحوا بأستار الأديان فبين أن هذه الحوادث لا تمثل الأديان لإن الأديان و من ضمنها الدين الإسلامي ترحب بالسلام، و تدعو لرفع الظلم و نصرة المظلوم ،و ما حدث هو أن البعض تلاعب بمشاعر الشعوب بعرضهم لما يحقق أهواءهم بستره بالدين ،و أنا أرى أن هذه الإشكالية ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا ، و قد حاول كاتبنا تعليل أسباب هذه الظاهرة ، و من الأسباب المقترحة ضعف النفوس ،و الجهل بالدين، و تفويض الأمر لغير أهله ،و إستيراد إيدولوجيات غير سوية .
أما الفصل الختامي فورد فيه لفظ لا تكاد تخلو نشرة أخبار في قنواتنا الفضائية و لا جريدة محلية كانت أو عالمية من إستخدامه و هو "الثورة" ، فالكاتب يشرح لنا بأن قيام الشعوب المظلومة بالثورة ليس بالأمر الهين ،و كأنه أراد أن يقول لنا بأن خروج االشعوب من منازلها وإنتفاضتها ضد الظلم جهرا هو المرحلة الأخيرة من نتائج تفشي الظلم ، و بالنسبة للأمور المسببة للثورات في الكتاب فمنها فعلا ما حصل في واقع الكاتب و في واقعنا ، و طبعا حدثنا أيضا عن إيقاف الفتن و محاولات الإصلاح ، و بعد ذلك تكلم عن البديل الذي ينبغي أن يطرح قبل الثورة ، و بين الآثار التي ممكن أن تترتب في حالة وجود بديل ،و الآثار التي ممكن أن تطرأ في حالة عدم وجوده، فكان حديثه عن خطة معدة و مجهزة لما بعد الثورة و شدد على أهميتها ، أتصور بأن طريقة تفكير المؤلف كانت منظمة و فيها إستشراف للمستقبل و مسعى لحقن الدماء كما يحس من كلماته ، و هنا يهم عقلي بالتساؤل التالي :" هل تنتظر الشعوب المظلومة و تتريث حتى تنجح البوادر السلمية و تأخذ وقتها في إعداد لإحتمالية الثورة و تجهز البديل أنسب لها و قابل للتطبيق فعليا أم تسرع في محاربة ما مسها من ظلم و تواصل محاولة إرجاع و إنتزاع حقوقها المسلوبة بأسرع وقت ؟!"
كتاب (طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد) يحرك ذاكرتي لتتذكر مقولة الإمام علي بن أب طالب –كرم الله وجهه- :
" الناس من الخوف من الذل في ذل " .
-
Abdulrahman AlShalak
أفكار الكتاب كانت رائعة و تصف حالنا اليوم بدقة
ولكن ما عاب الكتاب من وجهة نظري هو
1- الأسلوب الذي استخدمه الكاتب حيث كان مملا
2- الاستطراد و التفاصيل المملة التي جعلتني أضيع بين السطور
جمل استوقفتني وأفكار أعجبتني :
1- “أشد مراتب الاستبداد التي يُتعوذ بها من الشيطان، هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز علي سلطة دينية.”
2- المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرداتهم و يحكمهم بهواه لا بشريعتهم ويعلم من نفسه انه الغاصب المتعدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق و التداعي لمطالبته
3-المستبد.. يود أن تكون رعيته كالغنم درًّا وطاعة. وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خُدمت خدمت وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصيد كله.
على الرعية أن تعرف مقامها، هل خُلقت خادمة لحاكمها، تطيعه إن عدل أو جار، وخُلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف، أم هي جاءت به ليخدمها لا ليستخدمها!
4-“خلق الله الإنسان حرًا قائده العقل، فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل.”
5-لإستبداد أعظم بلاء يتعجل الله به الإنتقام من عباده الخاملين ولايرفعه عنهم حتى يتوبوا توبة الأنفة
6-“ومن يدري من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسؤولية حتى أوجبوا لهم الحمد إذا عدلوا، وأوجبوا الصبر عليهم إذا ظلهموا، وعدوا كل معارضة لهم بغيًا يبيح دماء المعارضين
7-ما أشبه المستبد في نسبته إلى رعيته بالوصي الخائن القوي يتصرف في أموال الأيتام وأنفسهم كما يهوى ماداموا ضعافا قاصرين فكما أنه ليس من صالح الوصي أن يبلغ الأيتام رشدهم كذلك ليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم
8- “إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم بأسه،لأن خوفه ينشأ عن علمه بما يستحق منهم،وخوفهم ناشئ عن جهل;وخوفه عن عجز حقيقي فيه،وخوفهم عن توهم التخاذل فقط”
9-الاستبداد و العلم ضدان متغالبان
10- الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً،
11-“الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: "أنا الشرُّ، وأبي الظلم، وأمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسْكَنة، وعمي الضُّرّ، وخالي الذُّلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال
12- في ظل حكومة الاستبداد الفقير لا يطلب المعاونة من الغني و إنما يرجوه ألا يظلمه و لايلتمس منه الأنصاف انما يساله أن لا يميته في ميدان مزاحمة الحياة
13- الاستبداد أشد وطأة من الوباء، أكثر هولاً من الحريق ، أعظم تخريباً من السيل ، أذل للنفس من السؤال
14- الاستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية و الأخلاق الحسنة فيضعفها أو يفسدها أو يمحوها
15- أسير الاستبداد لا نظام في حياته
16- “والاستبداد ريحٌ صرصرٌ فيه إعصار يجعل الإنسان كلّ ساعة في شأن، وهو مفسد للدّين في أهمّ قسميه أي الأخلاق؛ وأمّا العبادات منه فلا يمسّها لأنّها تلائمه في الأكثر. ولهذا تبقى الأديان في الأمم المأسورة عبارةً عن عبادات مجرّدة صارت عادات لا تفيد في تطهير النّفوس شيئًا، ولا تنهى عن فحشاء ولا منكر لفقد الإخلاص فيها تبعًا لفقده في النّفوس
17-أسر الاستبداد يعيش خاملا ضائع القصد حائرا كيف يميت ساعاته و أوقاته
18- الاستبداد يضطر الناس إلى استباحة الكذب و التحيل والخداع و النفاق و التذلل و إماتة النفس
19- أسرى الاستبداد تقتصر لذاتهم على الأكل و الشهوة الجنسية
20- الأمة التي لا يشعر كلهاأوأكثرها بآلام الإستبداد لا تستحق الحرية
21- يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يستبدل به الاستبداد
-
kareman mohammad
الكتاب يتناول الاستبداد ومعناه وعلاقته بعده أشياء
الاستبداد الديني بسبب جهل الناس بدينهم يستخدم المهيمنون علي كل دين الخوف والترهيب للحصول علي اموال او سلطة لانهم الصلة بين الله والناس
الاستبداد والعلم فالاستبداد يلزمه الجهل لان العلم يُضعف قوة المستبد , وليس أي علم الأهم علوم الحكمة والفلسفة العقلية وحقوق الامم والسياسة والتاريخ والخطابة فهذه العلوم أساس في توسعة العقول
الاستبداد والمجد .. المجد للعلم , للكرم , للتضحية ويكون المجد نتيجة للعدل , بينما الاستبداد معه التمجد
ومن أهم علامات الاستبداد انه هادم للتربية لان المنظومة غير صالحة لغرس تربية في ارض غير صالحة للزراعة ,
وأيضا عدم الترقي وتغيير الأحوال والثبات علي السئ والانحدار لا الترقي من علامات الاستبداد , الترقي بكل أنواعه فرديا كان أو للمجتمع , صحيا وعلميا وماليا وأخلاقيا وانسانيا !
وينتهي الكتاب ب 25 سؤال باجابتهم نقضي علي الاستبداد تماما !
الخلاصة ان المستبد لا يكون مستبد وحده بل بحاشية من الجهلاء والمتمجدين ومن يفسرون الدين حسب أهواء المستبد
وعديمي الأخلاق , إذا لم يوجد استبداد ستجد العلم والحرية وطريق سليم للدين الحقيقي وتربية صالحة والعكس صحيح !
الامة الواعية من تختار حاكمها وحتي بعد اختياره تدقق في أعوانه وحاشيته من هم ! اذا لم يشعر الشعب بالاستبداد ويرغب في تغييره فلا جدوي من عمل أفراد فقط بذلك
ولكن يوجد بعض الحشو وأقات يكون ممل لا يوجد أحيانا أسلوب شيق للمتابعة والربط بين السابق واللاحق . وأحيانا المقارنة بين العربي والغربي غير مقنعة !
مما أعجبني ...
• إن المدارس تقلل الجنايات لا السجون ! عبد الرحمن الكواكبي (( طبائع الاستبداد ))
• أنكر المنكرات بعد الكفر هو الظلم !
• إنكم خلقتم أحراراً لتموتوا كراماً !
• تعريف علم السياسة هو إدراة الشؤون المشتركة بمقتضي الحكمة , وأول مباحث السياسة وأهمها هو الاستبداد أي التصرف في الشؤون المشتركة بمقتضي الهوي !
• الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني , أحدهما حاكم في مملكة الأجسام والآخر في عالم القلوب !
• مما يعينون به الاستبداد تفريق الأمم إلي مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضاً , فتتهاتر قوة الامة ويذهب ريحها فيخلو للاستبداد ليبيض ويفرخ !
• يسعي العلماء في تنوير العقول ويجتهد المستبد في إطفاء نورها , والطرفان يتجاذبا العوام . ومن هم العوام ؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا واذا خافوا استسلموا , كما أنهم هم الذين متي علموا قالوا ومتي قالوا فعلوا .
• كثرة التمويهات من حفلات ومراسم وقصور يلجأ لها المستبد كما يلجأ قليل العز للتكبر , وقليل العلم للتصوف , وقليل الصدق لليمين , وقليل المال لزينة الملابس !
• النصح الذي لا إخلاص فيه هو بذر عقيم لا ينبت , وإن نبت كان رياء كأصله , ثم إن النصح لا يفيد شيئا إذا لم يصادف أذنا تتطلب سماعه , لأن النصيحة وإن كانت عن إخلاص فهي لا تتجاوز حكم البذر الحي إن أُلقي في أرض صالحة نبت , وإن أُلقي في أرض قاحلة مات !
• الدين يقين وعمل , لا علم وحفظ في الأذهان !
• يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يُستبدل به الاستبداد !
-
Mubark Al Mukhini
قراءة الكتاب لم تزودني بأي فائدة تذكر..
لا أستصغار من قيمة الكتاب والكاتب ولكن بالنسبة لي لم يأتي الكاتب بشيئ جديد.
بدأت بقراءة الكتاب وأنا كنت أنتظر التفنيد السياسي البحت لبعض أنظمة الحُكم (خاصة الحُكم العثماني)، والبعد الإجتماعي الفذ للكواكبي بدراستة العميقة والكثيفة للمجتمع والسلطة، ونعم رأيت جزءاً من هذا ولكن لم يكفيني. لا أريد أن أهضم حق الكتاب، لأن لغة الكتاب كانت ممتازة، خاصة إستعمال السجع الجميل، البعض المصطلحات الجميلة، بالإضافة إلى أسلوب كتابة القرن التاسع عشر المميزة والقوية، فضلاً عن بُعد نظر الكواكبي وبراعتة في التحليل.
في الجانب الآخر، الكتاب لم يحتوي ما يُشبع من الأمثلة على الإستبداد والإستعباد ولكن ربط الاستبداد بجوانب شتى في المجتمع، مثل الإستبداد والدين، العلم، التربية، الأخلاق الخ...جاءت على شكل فصول في الكتاب، ومن ثم أتى الفصل الأخير بحل وجواب لأزمة الإستبداد، والذي هو حُلم أستمر لقرون طويلة وأزمنة سحيقة ولكن لازال الإستبداد سائداً، والظلم قائداً ، والإستعباد زائراً مستمراً للبشرية. خلافاً على أن الكتاب كانت له أهمية كبيرة في زمانة، ولكن الآن وبعد مرور أكثر من ١٠٠ عام فالكتاب بالتأكيد لن يظل على نفس القدر من الأهمية.
كذلك، معايشتنا للإستبداد والإستعباد الفكري، ومشاهدتنا لكُل هذا القمع وكُل هؤلاء الطغاة فلماذا نحتاج للشرح؟ لا أعلم ولكن أعلم أني ناقضت نفسي تماماً...لامشكلة.
لا يجب علينا إنتظار يوتيوبيا أفلاطون، أو حتى يوتيوبا أنبياء الإسلام، فكما قال علي الوردي بما معناة أن هذة هي الطبيعة البشرية، وإن كُنتم تريدون المدينة الفاضلة لهذة الدرجة فيجب على الطبيعة البشرية أن تتغير بشكل كامل من جذورها. إستناداً على هذا، فالإستبداد واقعنا ولوا لم نبتغية، من الممكن أننا لا نحس به أساساً، وأنا هُنا لا أبرر للإستبداد، ولا للمستبد، لكن اذا ما ظلت البشرية على ماهي علية، ستظل المساوئ والمصائب والتي سببها الإنسان بنفسه لنفسه تلاحقة إلى أبد الدهر، ولن يتغير هذا الشيئ حتى لو صرخت حلوق الجانب المعاكس من الفاضلين والذين يريدون الخير والحب لجميع الناس.
أيضاً في موضوع إدخال الكواكبي الدين في كُل شيئ وحشره في كل موقع من الكتاب كان مستفز نوعاً ما. لايجب أن يدخل الدين وكُل هذة التفسيرات هكذاً في كتاب سياسي بحت ولوا كان تحت ظل الإسلام فهذا كتاب يناقش موضوع سياسي بحت، ويجب أن تكون معاملة المعضلة بموضوعية تامة من غير ادخال المعتقدات. كذلك لاحظت نوعاً من الإستصغار للمرأة في الكتاب، الموضوع الذي لن أسترسل فالحديث عنه بلا فائدة تذكر،لأن إستبداد وإستصغار المرأة يوجد حتى الآن في القرن العشرين المجيد وهنيئاً لكِ أيتها الإنسانية.
في النهاية...كتاب له قدره ومكانه بين الكُتب، لا أنكر أني أستفدت من بعض الأفكار ولم تعجبني بعض الأفكار.
-
Ahmad Ashkaibi
بالرغم من أن الكواكبي ذكر في مقدمة الكتاب أنه سيتبع أسلوب الاقتضاب في كتابه إلا أنك تراه يستطرد أحيانا...
الكتاب جيد بمحتواه ... ولكنه يمكن أن يتخصر بشكل أكبر.. وهو أجدر أن يكون مقالة من أن يكون كتابا... وترى الكاتب يكرر كلمة "الاستبداد" في النص بشكل ممل حقيقة..
لقدم الكتاب بالطبع الأثر البالغ في صورته المملة التي يجدها القارئ... بالكادأن يكون الكتاب -كما يوحي العنوان- مستثيرا للهمم ومقويا للعزائم.. فهو أقرب للأيدولوجية منه إلى التطبيق...
وعلى كل حال فالكاتب يناقش جميع الجوانب النفسية والدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها التي تؤثر أو تتأثر بالاستبداد.
الفصل الأخير من الكتاب هو الخلاصة وفيه يعرض بعض التساؤلات التي على الناس مراعاتها عندما يريدون التخلص من الاستبداد.. وتمثل الإجابات عن هذه التساؤلات مشروع المجتمع النهضوي الذي يقترحه الكاتب.
الكتاب يفيد الباحث السياسي والاجتماعي أكثر من الناشط أو الحراكي
-
ميّ السيد Mai_Mayoy
من الكتب المهمة والمفيدة جداً في وصف الاستبداد وأسبابه وأشكاله.. وكذلك وصف نتائج الاستبداد وتأثيره على العلم والدين والفن وعلى عقول الأمم الواقعة تحت ظلم الاستبداد .. الكتاب دراسة تحليلية سياسية اجتماعية متكاملة لآثار الاستبداد وإن دلّت على شيء فتدلّ على الوعي الشديد وعبقرية كاتبه رحمه الله. لن تتخيّل أن هذا الكتاب كُتب من حواليّ مئة سنة أو أكثر .. يمكنك تطبيقه على كل عصور الاستبداد السابقة واللاحقة.
-
Samar Ghaleb
مطابقة بعض فصول الكتاب للواقع الذي نعيشه الان شئ عبقري
"ويرى ان الاستبداد استخدام قوة الشعب على مصالحهم لالمصالحهم فيرتضون ويرضخون ويرى انه قد قبل الناس من الاستبداد ما ساقهم اليهمن اعتقاد ان طالب الحق فاجر وتارك حقه مطيع.والمشتكي المتظلم مفسد , والنبيه المدقق ملحد, والخامل المسكين صالح امين ."
-
ولاء ابو حامد
إن من مثل هذه الكتب المنسية ستخلق الحرية لدينا من جديد ...لقد حلل الكواكبي الحالة النفسية والاجتماعية للشعوب الخانعة والانظمة المستمدة ..ورد أن كل فساد اصله ومرده الاستبداد فكيف للشعوب ان تبتكر وتتقن وهي تشعر بالظلم والمهانة ودون ان تحرك ساكنة ومن المؤسف ان تمر اعوام مديدة ودون ان نتغير بشيء
-
محمد أحمد الشواف
فى رأيي تكمن أهمية هذا الكتاب فى الفترة التى كتب فيها
فعندما يخرج كتاب بهذا الفكر فى هذا العصر المظلم فأنت أمام مفكر عظيم
الكواكبى فى هذا الكتاب (يُشَرِّح) الإستبداد, مبينا كل جوانبه المظلمة, ليتفكر ويتعظ من بعده.. فكأنما لم نتعظ إلا بعد قرنين من الزمان , ومازال هناك من لم يتعظ بعد!
-
Khaled Zaki
قديم مستمر قائم
كتب في عام 1900ومازال ينطبق علي
كل أمه اسر شعبها الاسبداد فأمات فيها
كل الفطر الصالحه ليحل مكانها شعوبا لاتحرم حرام ولا تحل حلال
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم اثنان وتسعون
قراءة 2020
اسم الكتاب: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
المؤلف: غبد الرحمن الكواكبي
# عبد الرحمن الكواكبي
لم يصدر له كتب سوى كتابي أم القرى وطبائع الاستبداد الذي قتل بعد نشره .هو عبد الرحمن الكواكبي ابن أحمد المولود في 1 يناير عام 1854م في مدينة حلب بالجمهورية العربية السورية، والمتوفى في 14 يونيو عام 1902م بعد عودته من جولته الآسيوية، نشأ يتيم الأم وتربى مع خالته بعد أن بعث به أبوه إليها لتربيه في أنطاكيا، فتعلم على يديها وتعلم اللغة التركية، ومن ثم رجع لحلب واستكمل دراسته في المدرسة الكواكبية وكان في هذا الوقت أبوه مديراً لها، تعلم الدين ودرس اللغة العربية، وأتقن اللغة الفارسية والتركية. أنشأ جريدة واسماها “الشهباء”، وكانت هي الجريدة الخاصة العربية الأولى في مدينة حلب، ولكن تم اغلاقها بعدما كان قد صدر منها فقط 15 عدد، وبعد ذلك أنشأ جريدة أخرى أسماها جريدة الإعتدال ولكن أيضاً تم إغلاقها سكن فترة كبيرة من حياته في القاهرة بمصر، واشتهر بها على إثر تأليفه لكتاب أم القرى، أرسله الخديوي عباس في جولة شملت عدة مناطق منها الهند وشبه الجزيرة العربية وشرق آسيا وسواحل أفريقيا واستمرت جولته ستة أشهر وبعد أن عاد بثلاث أشهر مات، ويزعم البعض أنه مات بالسم
.
# وصف الكتاب
من اصدار دار التقوى طبعة 2017 كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي الذي نشر الطبعة الاولى منه 1902 في مصر اي في النصف الثاني من القرن 19، وكان من أهم سمات هذه الفترة المعاناة الكبيرة التي لاقتها الشعوب العربية من الاستبداد والاستعمار واغتصاب أراضيها وثرواتها، لذا اهتم الكواكبي بالحديث عن الاستبداد على إثر هذه الفترة وحاول تناول أسبابه والعوامل المساعدة عليه وكل ما يتعلق بها بشكل عام دون تخصيص أو تفاصيل أشخاص. تم تقسيم الكتاب إلى مجموعة من العناصر بخلاف المقدمة، تتحدث عن الاستبداد من أبعاد مختلفة عن بعضها، حيث تناول علاقته بسبعة عناصر هي الدين، العلم، المجد، المال، الأخلاق، التربية والترقي، وبدأ الكتاب بعد المقدمة بتعريف للاستبداد، وختمه بطرق التخلص منه
.
# صفحات الكتاب
تكمن عبقرية الكتاب في أنه يكاد يكون مطابق تماماً لما يحدث في العصر الحديث، رغم أنه مكتوب من أكثر من مائة عام، فلقد كان يؤكد على الفكرة الأساسية وهي أن الاستبداد كان وسيظل هو السبب الرئيسي والأهم في تأخر الأمم في بلادنا العربية وخاصة الاستبداد في السياسة، كذلك عدم ذكر الكواكبي لأسماء أي شخصيات محددة بعينها جعل الكتاب مطلق وعام، فكل من قرأه منذ صدوره وحتى يومنها هذا لن يتخيل أنه كتب منذ كل هذا الوقت
1. الاستبداد والكواكبي
الاستبدادُ لغةً هو غرور المرء برأيه، والتكبر عن قبول النّصيحة، أو الاستقلال في الرّأي وفي الحقوق المشتركة. ويُراد بالاستبداد عند إطلاقِهِ استبداد الحكومات خاصّةً؛ لأنّها أعظم مظاهر أضراره التي جعلتْ الإنسان يزداد شقاءً؛ فهو تَصَرُّف فرد أو مجموعة في حقوق قومٍ بالمشيئة وبلا خوف، ويستعملون في مقام وصف الرعيّة (المسْتَبَدّ عليهم) كلمات: أسرى، ومُسْتَصغَرين،
.
2. صفة الاستبداد :
الحكومة المطلقة او الخاكم المطلق الذي تولَّى الحكم بالقوة أو الوراثة، وتشمل أيضًا الحاكم الفرد المقيَّد المنتخب إذا أصبح غير مسئول، وتشمل حكومة المجموعة ولو منتخبة؛ لأنَّ الاشتراك في الرّأي لا يدفع الاستبداد، وإنَّما تغير نوعه، وقد يكون عند الاتّفاق أضرّ من استبداد الفرد، وأشدّ مراتب الاستبداد هو السياسي التي يُتعوَّذ بها من الشّيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية، ولنا أنْ نقول أنَّه كلّما قلَّ وَصْفٌ منْ هذه الأوصاف، خفَّ الاستبداد إلى أنْ ينتهي بالحاكم المنتخب المؤقَّت المسئول فعلًا، وكذلك يخفُّ الاستبداد كلّما قلَّ عدد نفوس الرعيّة، وقلَّ الارتباط بالأملاك ورؤوس الأموال حاكمًا ورعية، وقلَّ التّفاوت في الثّروات، وكلّما ازداد الشّعب معرفةً.
3. الاستبداد والدين
هل يوجد علاقة بين الدين والاستبداد وخل الشريعة الاسلامية او الاديان الاخرى اديان استبدادية؟
يبين الكواكبي أن الإسلام قد أحكم قواعد الحرية السياسية، ونزع كل سلطة دينية أو تقليدية تتحكم في النفوس أو في الأجسام، ووضع شريحة صالحة لكل زمان ومكان، وأظهر للوجود حكومة كحكومة الخلفاء الراشدين، كما أن القرآن الكريم مشحون بتعاليم إماتة الاستبداد، وإحياء العدل والتساوي. اذا كيف حصل الاستبداد غي الدين الاسلامي ؟اجتمعت آراء أكثر العلماء الباحثين في التّاريخ الطّبيعي للأديان،على أنَّ الاستبداد السّياسي ناتج من الاستبداد الدِّيني، ما من مسْتَبِدّ سياسيّ إلى الآن إلا ويتَّخذ له صفة قدسيّة يشارك بها الله، أو تُعطِيه مقامًا ذا علاقة مع الله "، ويتَّخذ صحبة من خَدَمَةِ الدِّين يعينونه على ظلم النَّاس باسم الله، وأقلُّ ما يعينون به الاستبداد انتشر الاستبداد في الاسلام عن طريف الفرق الاسلامية والصوفية التي الهت الامير وجعلنه بممقام الالهة
.
4. الاستبداد والعلم
يمكن القول ان العلم عدو الاستبداد ان لم يحسن استخدامه وتطويعه لصالح العلم
يبغض المسْتَبِدّ العلمَ ونتائجه، يبغضه أيضًا لذاته؛ لأن للعلم سلطانًا أقوى من كلِّ سلطان؛ فلا بدَّ للمسْتَبِدّ من أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينه على من هو أرقى منه علمًا. ولذلك لا يحبُّ المسْتَبِدّ أن يرى وجه عالمٍ عاقل يتفوق عليه فكرًا؛ فإذا اضطر لمثل الطبيب والمهندس يختار الغبي المتصاغر المتملِّق، وعلى هذه القاعدة بنى (ابن خلدون) قوله: "فاز الـمُتَمَلِّقون "، وهذه طبيعة كلِّ المتكبرين، بل في غالب الناس، لذلك تجدهم يمدحون كلِّ من يكون مسكينًا خاملًا لا يُرجى لخيرٍ.
والعلماء الحكماء -الذين يترعرعون أحيانًا في تحت ظروف الاستبداد -يسعون جاهدين في تنوير أفكار النّاس. والغالب أنَّ رجال الاستبداد يطاردون رجال العلم ويحاربونهم؛ فالسعيد منهم من يتمكّن من مهاجرة دياره، وهذا هو السبب في أنَّ كلَّ الأنبياء العظام - عليهم الصلاة والسلام - ، وأكثر العلماء الأعلام والأدباء والنبلاء تركوا بلادهم وماتوا غرباء. وينتج مما سبق أنَّ بين الاستبداد والعلم حربًا دائمةً ومقاومة مستمرة: يسعى العلماء في تنوير العقول، ويجتهد المسْتَبِدّ في إطفاء نورها. والطرفان يحاولان مع عامة الناس
.
5. الاستبداد والمجد
المجد والخلود والعلم لمقاومة الاستبداد
بين الكواكبي أن المجد لا ينال إلا بنوع من البذل في سبيل الله وسبيل الجماعة، وهو محصور في زمن الاستبداد بمقاومة الظلم على حسب الإمكان. ويفرّق بين المجد والتمجّد، حيث إن التمجّد هو التقرب من المستبد؛ ليحرق بها شرف المساواة في الإنسانية مع باقي الشعب، وفي الوقت نفسه فإن المستبدّ يتخذ المتمجّدين وسيلة لتغرير الأمة باسم خدمة الدين، أو حب الوطن، أو تحصيل منافع عامة، وغيرها من الأمور التي تضلل الشعب. ويرى أن: "الحكومة المستبدة تكون مستبدة في كل فروعها، من المستبد الأعظم، إلى الشرطي والفراش وكنّاس الشوارع وغيرهم من خلال الواسطة والرشاوي اننا في العصر الحديث نعيش زمن هذا النوع نت الاستبداد
6. الاستبداد والمال
هل المال مع الاستبداد او ضده ؟
الاستبداد يجعل المال في أيدي الناس عرضةً لسلب المسْتَبِدّ وأعوانه وعمّاله غصبًا، أو بحجةٍ باطلة، وعرضةً أيضًا لسلب المعتدين من اللصوص والمحتالين المنتشرين في ظلِّ أمان الإدارة الاستبدادية، وحيث المال لا يُجمع إلا بالمشقّة؛ فلا تختار النفوس أن تتعب وهي تعلم أنها عرضة للسلب في أي لحظة.
والحفاظ على المال في عهد الإدارة المسْتَبِدّة أصعب من ربحه في البداية؛ لأنَّ ظهور أثره على صاحبه يجلب أنواع البلاء عليه؛ ولذلك يُضطر الناس في زمن الاستبداد إلى إخفاء نعمة الله والتّظاهر بالفقر؛ ولهذا ورد في الأمثال أنَّ حفظ درهم من الذهب يحتاج إلى قنطار من العقل، وأنَّ أسعد الناس هو الصعلوك الذي لا يعرف الحكّام ولا يعرفونه.
ومن طبائع الاستبداد أنَّ الأغنياء أعداؤه في الفكر ومعاونوه في الأفعال؛ فالمستبد يذلُّهم فيتوجّعون؛ ويسترضيهم فيحنّون؛ ولهذا يتثبت الذلُّ في الأمم التي يكثر أغنياؤها، أما الفقراء فيخافهم المسْتَبِدّ خوف النعجة من الذئاب، ويتحبب إليهم ببعض الأعمال التي ظاهرها الرأفة. يقصد بذلك أن يغتصب أيضًا قلوبهم التي لا يملكون غيرها، والفقراء كذلك يخافونه خوف ضعف ونذالة، خوفًا من العقاب؛ فهم لا يجسرون على التفكير في التمرّد أصلًا؛ كأنهم يتوهَّمون أنَّ داخل رءوسهم جواسيسًا عليهم.
7. الاستبداد والاخلاق
نقول دائما لا يمكن ان يجتمع الخلق الحسن مع الاستبداد لماذا ؟
الحاكم يرث اخلاق من سبقوه ليثبت دعائم حكمه الأخلاق أثمار بذروها الوراثة، وتربتها التربية، وسُقياها العلم، والقائمون عليها هم رجال الحكومة؛ فتفعل السياسة في أخلاق البشر ما تفعله العناية في رعاية الشجر، وأسير الاستبداد لا نظام في حياته؛ فلا نظام في أخلاقه. قد يصبح غنيًّا فيكون شجاعًا كريمًا، وقد يمسي فقيرًا فيكون جبانًا خسيسًا. وهكذا كلُّ شئونه لا ترتيب فيها؛ فهو يتبعها بلا هدف، وهكذا يعيش كما تجبره الصُّدف أن يعيش، ومن كانت هذه حاله فكيف يكون له أخلاق؟ وإن وجدتْ أخلاقه في البداية فيصعب أن تظل فيه؛ ولهذا لا تقول الحكمة الحُكمَ على الأسرى بخيرٍ أو شرّ. فالاخلاق والحكم لا يتفقان الا
ما ندر
.
8. الاستبداد والتربية
ما هي علاقة الاستبداد بالتربية؟
الاستبداد مُفسِدٌ للدين في أهمِّ قسميه؛ أي الأخلاق، أما العبادات منه فلا يمسّها لأنها تلائمه أكثر. ولهذا تبقى الأديان في الأمم المأسورة عبارة عن عبادات مجرّدة صارت عادات، فلا تفيد في تطهير النفوس شيئاً، ولا تنهى عن فحشاء ولا منكر.
الحكومات المنتظمة هي التي تتولّى ملاحظة تسهيل تربية الأمة، وذلك بأن تسنّ قوانين النكاح، ثم تعتني بوجود القابلات والملقّحين والأطباء، ثمَّ تفتح بيوت الأيتام اللقطاء، ثم تعدُّ المكاتب والمدارس للتعليم من الابتدائي الجبري إلى أعلى المراتب، ثمَّ تسهِّل الاجتماعات، وتمهِّد المسارح، وتحمي المنتديات، وتجمع المكتبات والآثار، وتقيم النُّصب المذكرات، وتضع القوانين المحافظة على الآداب والحقوق، وتسهر على حفظ العادات القومية، وإنماء الإحساسات المللية، وتقوّي الآمال، وتيسِّر الأعمال، وتؤمِّن العاجزين فعلاً عن الكسب من الموت جوعاً، وتدفع سليمي الأجسام إلى الكسب ولو في أقصى الأرض، وتحمي الفضل وتقدِّر الفضيلة. وهكذا تلاحظ كلَّ شؤون المرء؛ ولكن، من بعيد، كي لا تخلّ بحريته واستقلاله الشخصي، فلا تقرب منه إلا إذا جنى جرماً لتعاقبه، أو مات لتواريه.
9. الاستبداد والترقي
الترقّي الحيوي الذي يجتهد فيه الإنسان بفطرته وهمّته هو أولاً: الترقّي في الجسم صحّةً وتلذُّذاً، ثانياً: الترقّي في القوّة بالعلم والمال، ثالثاً: الترقّي في النفس بالخصال والمفاخر، رابعاً: الترقّي بالعائلة استئناساً وتعاوناً، خامساً: الترقّي بالعشيرة تناصراً عند الطوارئ، سادساً: الترقّي بالإنسانية، وهذا منتهى الترقّي.
أما الأديان المبنية على العقل المحضّ كالإسلام الموصوف بدين الفطرة، ولا أعني بالإسلام ما يدين به أكثر المسلمين الآن، إنَّما أريد بالإسلام: دين القرآن؛ أي الدين الذي يقوى على فهمه من القرآن كلُّ إنسانٍ غير مقيَّد الفكر بتفصُّح زيد أو تحكُّم عمرو. فلا شك أنَّ الدِّين إذا كان مبنياً على العقل، يكون أفضل صارف للفكر عن الوقوع في مصائد المخرِّفين، وأنفع وازع بضبط النَّفس من الشطط، وأقوى مؤثِّر لتهذيب الأخلاق، وأكبر معين على تحمُّل مشاقّ الحياة، وأعظم منشِّط على الأعمال المهمَّة الخطرة. وأجلَّ مثبِّت على المبادئ الشريفة، وفي النتيجة يكون أصحَّ مقياس يُستدلُّ به على الأحوال النفسية في الأمم والأفراد رقيّاً وانحطاطاً. وأنَّ الناظر في القرآن حقّ النظر يرى أنَّه لا يكلِّف الإنسان قطّ بالإذعان لشيء فوق العقل، بل يحذِّره وينهاه من الإيمان اتِّباعاً لرأي الغير أو تقليداً للآباء
.
# كيف تتحلص من الاستبداد
يعيد الكواكبي صياغة تعريف الاستبداد بقوله: ~هو الحكومة التي لا يوجد بينها وبين الأمة رابطة معينة معلومة مصونة بقانون نافذ الحكم}
يضع الكواكبي لرفع الاستبداد ثلاث أسس لابد من الأخذ بها وملاحظتها بدقة وتعمق وهي:
1. الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية.
2. الاستبداد لا يقاوم بالشدة إنما باللين والتدرج.
3. يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يستبدل الاستبداد
# اقتباس من الكتاب
“أضر شيء على الإنسان هو الجهل، وأضر آثار الجهل هو الخوف”.
“أشد مراتب الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان، هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية”.
“ما هي الإرادة؟ هي أم الأخلاق، هي ما قيل في تعظيمها لو جازت عبادة غير الله، لاختار العقلاء عبادة الإرادة”.
“يجب قبل مقاومة الإستبداد تهيئة ماذا يستبدل به الإستبداد”.
“خلق الله الإنسان حر قائده العقل، فكفر وأبى إلا أن يكون عبد قائده الجهل”.
-
Mohamed IBrahim
قرات هذا الكتاب منذ عدة شهور ولم أكن أنوي الكتابة عنه لكنني أردت ان اكتب عنه فى تلك الليلة والساعة ولا أدري أي حنين ذاك الذين قد يجذبني لكتاب يتحدث عن الاستبداد والقهر والظلم والطغيان فى ليلة ساحرة كتلك الليلة
ربما لان الشعور الرومانسي لليالي لم يغمرني يوماٌ ما
فأنا تأتيني فقط الرغبة فى الصراخ ليلاٌ
الليل هو الوحدة وهي السبيل الوحيد أمامنا لنتنفس من الطغيان الذي تمارسه علينا قلوبنا بذكرياتها
كما هو ملجأنا ومصرعنا فى نفس الوقت الوقت علي يد من استبد بنا
المستبد الظالم الذي يسمي نفسه المستبد العادل وكيف بالعدل والاستبداد ان يكونا معاٌ جملة واحدة !!
الكواكبي ربما قد اعتبره ساذجاٌ بسبب انه أبدع فى ان يصل بأقصي الاوصاف ليصف استبداد الدولة العثمانية ولم يري اليوم ماذا يفعل بنا الاستبداد من ملوك وحكام العرب
لم يعلم ان الاستبداد فى عصره لم يعادل عشر المعشار
ربما كنت متعاطف مع الخلافة وناقم علي سقوطها لكنني ناقم ايضا علي الخلافة العثمانية ان تضعف وتنهار وينتشر فيها الفساد والاستبداد
لكنها سقطت
فهل من أجل انها تحولت االي دولة استبداد ؟
اذا لماذا لا تسقط دول القهر والطغيان والاستبداد التي نعيش فيها
لماذا لا نستيقظ صباحاٌ ونجد ان الدول المستبدة قد ولت عنا مثلما استيقظنا من ثباتنا علي سقوط دولة الخلافة وانهيارها(less)
-
أحمد فؤاد
كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" كتاب يصلح لمن يبحث عن مُقتطفات عموميّة مُجتزأة من سياقها التاريخي والسياسي والاجتماعي؛ من أجل تهييج الجماهير!
قد يُناسب الكِتاب عصره الذي كُتِب فيه، لهذا فمن الضروري ألا يُنظَر إليه كمرجع لتأسيس منهج أو لتكوين فِكر نهائي، لأن -في رأيي- ما فيه من ضرر أكثر بكثير مما به من نفع!
مُراجعتي الكاملة والتفصيلية مع الرد على بعض النقاط التي جاء بها الكتاب على هذا الرابط
****