زوربا - نيكوس كازانتزاكيس, جورج طرابيشي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

زوربا

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الرواية

على أحد شواطئ كريت، يلتقي رجلان لاستثمار منجم للينيت. ويحاول أحدهما، وهو الراوي، أن يفرَّ من عالم المعرفة المحموم المخيِّب. وقد التقى رفيقاً هو الماسيدوني الكسي زوربا، وهو إنسان مدهش، مغامر، سندباد بري، فعهد إليه في إدارة الأعمال. وسرعان ما انعقدت أواصر صداقة عميقة بين ذلك المتحضِّر الممتلئة نفسه بالفلسفة الشرقية، وهذا المتوحِّش الرائع الذي تقوده غرائز قوية، والذي يعيش الحياة بكل امتلائها وزخمها، ويحب الطبيعة والمرأة، ويروي مغامراته الغرامية بحيوية نادرة المثال، وينطق بالحكمة أروع مما ينطق بها فيلسوف. وقد انتهى استثمار المنجم بإخفاق، ولكن القصة التي يعيشها القارئ مع هذين البطلين والأبطال الآخرين، ولا سيما تلك المرأة المغامرة التي وقعت في غرام زوربا، تظلُّ إحدى الروائع الكبرى في الأدب الحديث. وقد أخرجت حديثاً في فيلم ممتاز تولى دور زوربا فيه الممثل أنطوني كوين، إلى جانب ايرين باباس التي مثلت دور تلك الأرملة التي ضحت بنفسها لمجد القرية. رواية مدهشة ستظل في طليعة الروايات العالمية. . . . "نقل المخرج اليوناني مايكل كاكويانيس الرواية في ستينيات القرن الماضي إلى فيلم هوليودي، وقام ببطولته أنتوني كوين، وإيرين باباس، وآلان بيتس. فيما أعد له الموسيقى الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الذي ألف - عام 1988- "باليه" بعنوان "إلكسيس زوربا"، تم تقديمه في المرة الأولى بفيرونا الإيطالية. " . . . "قليلة هي الكتب التي تدفع إلى تغيير الموقف أو النظرة من الحياة، لكن ندرتها والأثر الذي تتركه لدى القارئ يضمنان لها الخلود وذيوع الصيت. رواية زوربا اليوناني لكاتبها اليوناني نيكوس كازانتزاكيس الصادرة في طبعتها الأولى عام 1946، التي لم يقتصر نفوذها الأدبي على مجال الرواية بل امتد إلى السينما والموسيقى وحتى الفلسفة، كانت من جنس الروايات الحاثة على التفكير في الحياة." موقع العرب
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 223 تقييم
1629 مشاركة

اقتباسات من رواية زوربا

إن الإنسان قلما يحس بالسعادة وهو يمارسها, فإذا ما انتهت سعادته ورجع ببصره إليها أحس فجأة وبشيء من الدهشة في بعض الأحيان بروعة السعادة التي كان ينعم بها

مشاركة من آمنة
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية زوربا

    238

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    دعوة للحياة، ولأن يكون الإنسان على طبيعته، لأن الحياة تستحق التجربة مهما كانت النتيجة والخوف من التجربة مخافة ارتكاب حماقة هي الحماقة بعينها كما قال الكاتب "إن لكل إنسان حماقاته، لكن الحماقة الكبرى في رأيي هي ألا يكون للإنسان حماقات" رواية تستحق القراءة

    Facebook Twitter Link .
    13 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    أعوام مضت وما زال زوربا يعزف على آلة الحياة الخاصة به " السانتوري "

    ترانيم الوجودية وفلسفة الذات ...زرعت داخلنا النور الذي كان مرشدنا للخلود ...

    كم انت عظيم بعنفوانك اللامنتمي واللامنتهي ....

    Facebook Twitter Link .
    10 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كيف لي أن أبدأ وأنا ما إن أخط اسمه "زوربا" حتى أجد هذه الحروف وقد قفزت من سطري هذا لترقص رقصة زوربية خاصة تعج بالحياة أو يقبع في إحدى الزوايا يعزف على السانتوري أو يجلس بكل هدوء سابحاً في بحر أسئلته الأزلية تلك.

    كم تمنيت أن أتحرر من قيود عقلي المشوه بالحقيقة يوماً

    وكم أتمنى الآن لو كنت مكان هذا الرئيس الكريتي الذي رافق زوربا أثناء عمله في كريت لاستثمار منجم للينيت.

    كنت أتمنى أن أسمع ذلك العامل الجاهل الماسيدوني "أليكسيس زوربا" والفيلسوف الكبير

    وذلك الطفل الذي يرى الأشياء دوماً لأمول مرة فيندهش ويسأل

    ذلك الإنسان الذي يبلغ الجوهر عن طريق تحطيم المنطق والأخلاق والصدق والتي بنظره قشور الحياة.

    صاحب الغريزة المعصومة والنظرات البدائية الكاسرة

    فقد كان زوربا إنسان حقيقي بدماء حارة وعظام متينة يترك دموعه تنساب حين يتألم ولا يضيع فرحه أبداً

    طرق جميع أبواب الحياة وسار في مضاميرها

    حكيم يحول الضرورة التي لا بد منها إلى إرادة حرة ويقفز قفزات دونكيشوتية ليقهر تلك الضرورة ويخضع القانون الخارجي لقانون روحه الداخلي، لكي يخلق عالم جديد أكثر نقاء وأخلاقية ويخلقه حسب قوانين قلبه التي هي نقيض قوانين الطبيعة غير الإنسانية.

    زوربا الذي طالما خضع لسلطان شياطينه الداخلية: الحب والموت والخوف توصل للمعرفة والفضيلة والطيبة والنصر والعدل وكل معاني الإنسانية السامية

    في حين أن الرئيس قارض الورق كما يسميه صديقه يحلم ببناء مجتمع روحي فإن زوربا على عكسه يزعم أن هدف الإنسان في هذا العالم هو أن يفرح بالمادة فالحياة بنظره: خبز ولحم ونبيذ ونساء كما يدعو النساء.

    إنني أجد نفسي كذلك الرئيس الذي يكرر أسئلته الأبدية والحمقاء أحياناً مثل "لماذا" والغارق في كتبه التي لا تتحدث إلا عن حيرة الإنسان الذي لا يستطيع أن يجيب عما يسأل.

    يقول زوربا في داخل كل منا شيطان

    ولكنني أقول في داخل كل منا زوربا

    إننا جميعاً ذلك الرئيس وفي داخلنا زوربا يطرح تلك الأسئلة التي تدور في ظلام سراديب أحشاءنا والمتمثلة أمانا دائماً....لأنه في داخل كل منا مشكلة فلسفية لا حل لها.

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ( 15 / 2016 )

    ★★★★☆ 4/5

    افتقدت زوربا بعد الإنتهاء من قراءة هذه الرواية، وحزنت عليه، وكأنى كنت أريده أن يعيش إلى الأبد، ان يستمر بين الحروف إلى ما لا نهاية، رحلة رائعة مع تلك الروح العجيبة والعظيمة في نفس الوقت، عالم فلسفي وشخصية لا تقابلها كثيرًا في الواقع ولا حتى بين دفات الكتب

    رغم شهرة الرواية بشخصية زوربا اليوناني إلا ان هناك شخصيات أخرى كان لها دور كبير في إبراز شخصية زوربا وفلسفته

    فنجد على سبيل المثال المعلم ذلك الشاب المثقف الذي التقاه زوربا وبدأ معه الحكاية، ورغم انه بالفعل دودة كتب كالكثيرين منا إلا انه لا يعرف شيئًا عن الحياة، تلك التناقضات بين الشخصيتين والنقاشات التي دارت بينهم كانت رائعة وفريدة، تجعلك تعيد قراءتها اكثر من مرة

    قد تتفق او تختلف مع أراء زوربا حول الحياة، المرأة، الله، الشيطان، الأخلاق، الحرية .. الخ، إلا إن ورغم اختلافك لن تجد داخلك سوى الإعجاب تجاهه

    هذه الرواية عمل عظيم بحق، أقف أمامها عاجزة عن الحديث عنهاوما اثارته داخلي من تساؤلات

    فهي تستحق القراءة لأكثر من مرة، وفي كل مرة ستكتشف بين سطورها اشياء جديدة، وبالتأكيد لا تقرأ أبدًا على عجل ..

    6 / 10 / 2016

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    زوربا ..... رائعة من روائع الادب العالمي .

    زوربا الهمجي غير المتعلم مقابل الاستاذ دودة الورق , من منهما يفهم الحياة افضل , من منهما مستمتع بالحياة اكثر , من منهما بحاجة للاخر اكثر , و من منهما يملك الاجوبة ؟؟؟

    الحياة طرقها مختلفة و لكن زوربا يخبرنا ان نعيش الحياة لا ان نقرائها في الكتب , ان نتعرف بالتجربة لا بالتامل !!

    زوربا هو الشخص الذي يعمل كل ما يريد بدون لماذا , في كل منا زوربا نحاول لجمة و منعه و الحجر عليه , لكنه يبقى بداخلنا .

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    اقتبست منها :

    - كثير من الناس يفكرون طويلا، ويعصرون أذهانهم، أما أنا فلا حاجة بي إلى التفكير، فالخبر الطيب لا يسرني، والخبر السيء لا يحزنني، الشيء الوحيد الذي يهمني، هو هل أنا حي أو ميت؟

    - إنني استعبد المال والمال لا يستعبدني، ولكنني عبد للعمل وأفخر بذلك.

    - هل تعرف ما معنى أن يعيش الإنسان؟ معناه أن يشمر عن ساعديه ويبحث عن المتاعب.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    2

    ليس هنالك رواية كاملة وليس هنالك رواية سيئة للغاية ، ولكن رواية زوربا غريبة الشخصيات والأحداث الحكم والعبر والفلسفة التي تحتويها أعمق من أن ننتقدها ولكنها بالنهاية لا شي هي يوميات صديقين لا أكثر بحيث أن الأحداث أقرب للمذكرات منها لوجود حبكة

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    ان زوربا يرى يوميا كل الاشياء للمرة الأولى.

    هذه الجملة لوحدها من الرواية على الرغم من بساطتها الا انها جعلتني افكر في كل شيء بمنطق مختلف عما سبق وان احاول ان اجد تفسير غير اعتيادي لاي ظاهرة طبيعية اعتيادية.

    رواية في طليعة الروايات العالمية.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    زوربا ...شخصية وجدها الكاتب (بطل الرواية )معلما له ...لتدريب حواسه الخمس وجسمه وليملأ روحه بالطبيعة ...فالكاتب يرى زوربا ان به يستعيد العالم نشاطه الأصلي ...ولكن تظل الحيرة في ذهن الكاتب حول تساؤلات عن مصيره ...والحياة ...والموت...

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    مش رواية بقدر ما هي مذكرات... قرأته عام 2018

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    أعترف أنني واجهت مشكلة في بداية قرائتي لزوربا _وأعتقد أنَّ السبب في ذلك هو الترجمة التي تفتقر تمامًا إلى روح اللغة العربية_ إلا أنني استمتعت في الجزء الأخير من الرواية جدًا!

    الرواية إنسانيّة بامتياز، حيث جعل الكاتب من "زوربا" إنسانًا يمتازُ ببدائيته وبساطته الإنسانيّة الأولى والتي لم يؤثر عليها لا المدنيّة ولا الدين ولا حتى العلم. ويمضي القارئ مع مغامرات زوربا التي تجعله يخوض في غمار مغامرةٍ أخرى نفسيّة مع منظوره الكليّ للحياة.

    هذه الرواية هي دعوةٌ مفتوحة لتذوق الحياة ببساطتها، ولتحرير النفس من نير الفكر الذي قد يمنعنا أحيانًا من الاستمتاع بجمال وببساطة ما يدور حولنا

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    زوربا..

    ذلك الرجل العبثي.. رغبته وشهوته تحكم جميع تصرفاته..

    فإن اشتهى الرقص رقص.. وإن اشتهى العزف عزف..

    هو مستمتع في حياته.. حر.. طليق.. لا تقيده مبادئ ولا أفكار ضجّت بها الكتب..

    وفي المقابل شخصية الرئيس الرزينة.. الرئيس الذي أمضى حياته بين الورق.. يقرأ ويترجم ويحفظ.. فأصبحت حياته مليئة بالقيود الذي قيدته بها تلك الكتب وما تحتويه من أفكار..

    فإنك لتجد حياته تخلو من المتعة أو السعادة.. تخلو من التجارب أو الحماقات..

    رواية رائعة مليئة بالاقتباسات..

    عندي انتقادات على كلا الشخصيتين... وحبذا لو اختلطت شخصياتهما وأنتجت رجلا ذو قيم لكنه مستمتع بحياته..

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    زوربا، أدندن الموسيقى في بالي فماذا أكتب عنها،،

    الرواية أجمل مئة مرة من الفيلم، إلا أن لا بد من الفيلم لنسمع الموسيقى،،

    كتاب رائع قرأته في محاضرة الديزاين 2،، :)

    كان تلك النسخة الممزقة المستعارة من مكتبة الجامعة تحملني من المحاضرة المملة إلى البحر والجبال والرقص على الألم..

    لك الله يا زوربا..

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    قرأتُ معظم كتب نيكوس كزنتزاكيس المترجمة للعربية قبل هذا الكتاب، وكنتُ أؤجل قراءته لعدة سنوات، في النهاية قرأته، رواية مميزة جداً خصوصاً إذا قارناها بأعمال كزنتزاكيس الأخرى، ولكنها ليست الأفضل... رغم أنها تظهر وجهاً للكاتب لا نراه عادةً

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    ملحمة روائية ستجد فيها كل المذاهب والاراء والعواطف والافكار والتجارب بل الادهى من كل هذا تتحدث عن التوازن المقدس بين المتناقضات... كانت وستظل من اعظم ماكتب في الادب العالمي خلال القرن العشرين

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    انا اشعر باني عالقة بهذا الكتاب فقد بدات اشك حقا اني لم افهم شيء فيه .............. اعترف باني وجدته ممل خالي من اي نوع من التشويق مازلت في منتصفه واامل ان يتغير الحال

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    الراوية ليست بشعة وليست جميلة ، عالقة بالنص لا اقدر اتركها ولا عارفة شلون اكملها، ثقيلة دم بس فيها مغزى ، يمكن حياتنا اليوم هي المصعبتها علي 💔

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    2

    لم استطع تقبل هذه الرواية ابدا ولم ولن استطيع تحليل زوربا او اجد له منطق فلسفي عميق يسيره بالحياه وجدته ضاائع وغبي في كثير من الاحيان

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    أنهيتها وبي من الذهول ما لا أستطيع قول أي شيء عنها .

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    .

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كنت أعرف جيداً ما الذي سوف ينهار ويسقط ، لكني لم أكن أعرف ماذا سوف يُبنى فوق هذه الأنقاض ، فلا أحد بوسعه أن يعرف هذا معرفة اليقين ، هذا ما طفقت أفكر فيه ، الماضي العتيق موجود فنحن نعيشه ونصارعه كل لحظة ، أما المستقبل فلم يولد بعد وغير ملموس ، متدفق ينثال وهو مصنوع من مادة تصاغ منها الأحلام ، إنه سحابة تتقاذفها الرياح العتيقة والعشق والخيال ، غنه يتباعد ويتقارب ليصبح كثيفًا ، ويتغير دومًا ، فطالما نرفل ونرفع في السعادة لا نحس بمشكلة أو سعادة ، فقط حينما يمربنا الزمن ونتطلع خلفنا ، ندرك بغتة وأحيانًا ندرك هذا بما يشبه المفاجأة ، أننا كنا محظوظين .

    الحب و الكره ، التعلق و الفراق ، الرزانة والعبثية ، الحضور والغياب ، الهدوء والجنون ، كل تلك المتناقضات تحدث عنها كزانتزاكيس هنا ، واستطاع أن يصبها في تلك الشخصية التي نسجها من وحي خياله ، أو حتى لو أنها شخصية عابرة من بين تلك الشخصيات الذين مروا به ، وتركوا فيه أثرًا يظهر له طيفهم من حين لآخر ، استطاع أن يعبر من خلال " زوربا " عن تلك الأفكار التي لم تتح له الظروف أن يعبر عنها ، استطاع أن يدخل به إلى تلك المناطق الخطرة التي تنكسر فيها كل التابوهات الفكرية أو حتى المعتقدات الدينية – وإن كان هذا من ضمن ما أخذته على الكاتب - .

    دركت أن زوربا هو هذا الإنسان الذي كنت زمنًا طويلًا أبحث عنه ولا أعثر عليه : إنه قلب نابض بالحياة , وحنجرة دافئة , ونفسُعظيمة برية على طبيعتها , لم ينقطع الحبل السري بعد بينها وبين أمها الأرض , ما هو جوهر الفن ؟ أليس هو عشق الجمال ؟ أليس هو الطهارة والعاطفة الجامحة؟ ... إن هذا العمل (البسيط) قد فسر لي هذا الجوهر , وأوضحه من خلال كلماته البسيطة التي تنضح بالإنسانية.

    يؤكد المؤلف هنا على فكرة أن هذا العالم على ما فيه لا زال فيه بعض الفطرية التي لم تتوشه بتلونات البشر ولم يعبث بها الحاضر ، لأنهم جعلوا ما بينهم وبين كل ما يمت للحاضر بصلة حدًا فاصلاً ، وتعاملوا معه كما لو كان شيئًا بعيدًا عن عالمهم ، يعيشون فيه ولا يعيشون ، لا يخضعون لسطوته ، لا يسمحون له أن يترك فيه بشاعته .

    أحببت فطرية زوربا التي كانت تنطلق منها كلمات غاية في العذوبة تنهال على عقل القارئ النهم بانسيابية ، فيقول عنه كزانتزاكيس : كان هذا الكريتي مماثلا للنثر الجيد : صياغته محبوكة , موجز فى كلمات قليلة , متحرر من الثراء اللفظي والطنطنة التي لا ضرورة لها , قوي متماسك . كما أن صياغته لجوهر الأشياء تتم بأيسر الوسائل, ليس به تلاعب ولا حذلقة , ولا يميل لاستخدام حيل بعينها ولا يلجأ إلى البلاغة والمحسنات البديعية , إنه يقول ما يريد قوله بصلابة رجولية, ولكن وسط ذلك كله تجد اللطف والوداعة والرقة غير المتوقعة , ففي الأخاديد والتجاويف المحجوبة عن الرياح , كان يتضوع أريج أشجار الليمون والبرتقال, وعلى مبعدة من البحر الممتد الشاسع كانت تنثال أشعار لا ينضب لها معين .

    الأحداث التي قد تبدو غريبة وغير مألوفة هي أدعى الأحداث إلفاتًا للنظر ، خصوصًا لو كانت هي الأخرى في أوقات تستدعي حدًا معينًا وشكلاً معينًا من الأفعال ، فتأتي تلك الأحداث الغريبة لتكون بمثابة خرق لحدود العادة

    مثلاً زوربا في أكثر المواقف التي قد يبدو فيها حانق وغاضب ،تجده فجأة ينسلّ من تلك الحالة ليدخل في حالة جديدة من المرح والخفة ، زوربا وهو يرقص بحركات بطيئة تتسارع تدريجياً على نغمات البوزوكي، ثم تشتد وتعلو لتنفجر في فورة من الوثب والقفز. عندئذ، تدوي في رأسه كلماته: إذا طافت الدنيا بالهموم، عليك بالرقص! ارقص! مجنون هذا العجوز حتى يواجه مصاعب الحياة وبؤسها بالرقص! ربما.. يمكن أنه فيلسوف حكيم.

    لم يعجبني في زوربا تلك الشخصية الحيوانية التي كان يجابه بها الحياة وإيمانه بان تلك الطريقة هي الطريقة الوحيدة التي لابد وأن يعيش بها الإنسان ، في حين يؤمن بحتمية وجود الحرية ، ليست الحرية بمفهومها الضيق الخاص باستقلالية الإنسان عن الدولة ، بل بحرية انعتاق الجسد من الشهوات والرغبات العارمة ، وأن يمتثل الإنسان طائعًا لشئ يماي ونبيل ، وأن يكف الإنسان عن التمني والتعلق بأهداب الامل الكاذب .

    من ضمن المفارقات أيضًا ، هو علاقة زوربا بالمرأة ، فمرة تجده يقف إلى جانبه مؤكدًا أنها كائن لا يجب أن يحمل باعباء مثل الرجل ، ولو كان الأمر بيده لما ألزمها بشئ ، لأنها كائن ضيف ، ومرة أخرى بأنها كائن مستغلق عصي عن الفهم وأنه لابد أن يكون الإنسان حذراً منهم ، ونظرته إلى المرأة على أنها أداة جنسية فقط ، عازفًا عن الشئ الأسمى الذي لا بد وأن يتعلق بأهداب الرجل ناحية المرأة ، خاصة علاقته بمدام " أورتانس " التي أحبته ورغم ذلك لم تلق منه أي اهتمام ، حتى عندما أحضرت له دبلة ، لبسها لها على مضض ، وكان الدافع وراء ذلك هو أحساسه بالشفقة عليها ليس إلا .

    فكرة الخلاص في رأي زوربا ، أحسستها عبثية ومضحكة ، وهو أن يتعلق الإنسان بالشئ حد الإفراط حتى يصل الإنسان بشكل تلقائي إلى أن يتخلص منها ، أضرب مثالاً أظنه سيوضح الفكرة أكثر ، وهو ما قاله العلماء مؤخرا عن مسألة تتعل ببمارسة العادة السرية ، فالإنسان يقوم بها في حياته آلاف بل عشرات الآلاف أو يزيد على مدار حياته ، ورغم ذلك في كل مرة يقوم بها كما لو كانت تجربة جديدة وذلك بدافع الهاجس الأول ، إذا ففكرة الخلاص تلك ليست صحيحة ، الخلاص لابد وأن يخضع لقوة ذاتئة يحاول أن يتغلب فيها الإنسان على نفسه ، والدليل أن زوربا مارس كل شئ حيواني على مدار حياته ولم يقلع عنه ، ومثال اقلاعه عن أكل الكرز أظنه واهي ، لأنه مثال لا علاقة له بشئ يمثل حاجة من حاجاته الأساسية .

    " زوربا رحل مثل الأفراس وأقفًا وأبى أن يأتيه الموت " في الحقيقة أن زوربا رحل مثل الأفراس وآتاه الموت لكنه لم يستطع التغلب عليه والدليل أنه مات .

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    "مِثل الأطفَال، فَهُو يَرى كُل شَيء لِلْمرَّة الأولَى، وَيبْدِي دَهشتَه إِلَى الأبَد، وَيَتسَاءَل لِمَاذَا؟ وَكَيف؟، يَبدُو كُل شَيء مُعجِزة بِالنّسبَة لَه" [195] هكذا يصف الراوي شخصية زوربا الرائعة، ذلك الإنسان غير المتعلم الذي ستجمعه صداقة قوية بالراوي، ليشكلا ثنائيا فريدًا، حيث أن صفاتهما المتناقضة تجمعهما على نحو غريب، فالراوي مولعٌ بالكتب (كأعضاء هذه المجموعة الجميلة)، وأغلب معارفه مكتسبة منها، أما حكمة زوربا فهي مكتسبة من خبراته وتجاربه الكثيرة والمتنوعة، فهو محارب، مغامر، محب، موسيقي ، رئيس، عامل منجم، راوي قصص، راقص ... وغيرها كثير ! لذلك يعبر الراوي في الكثير من مقاطع الرواية عن إعجابه بشخصية زوربا تلك الروح الحرة المتحررة من كل قيد، بل إنه يحسده على أسلوب حياته، فيقول "شَعَرتُ بِأنّي أَحسُدُ هَذا الرَّجُل، لَقد عَاش بِلحْمِه وَدَمِه ! يُحَاربُ، يَقتلُ، يُقبِّل .. حَاولْت أَن أتعَلَّم كُل ذَلك بِوَاسِطة القَلم وَالحِبر فَقط" [287]، ولذلك يقول:"مَا نَحْن المُثقفين سِوَى طُيُور ذَاتَ عُقُول فَارِغَة تُحَلّق فِي الهَوَاء" [82]. إن احتفاء زوربا بالحياة وانغماسه في اللذة يربطه بعالم قد انسحب منه الراوي متّجهَا نحوَ كتبه ! تلك الكتب التي لطالما نصحه زوربا بالتخلي عنها " دَعْ كُتُبكَ وَشَأنَهَا !" [196] يقول، وخلال قراءتك لصفحات هاته الرواية ستجده يصرخ في وجهك، "ضَع كَومَة الأورَاقِ هَاته، وَغَادر كُتبَه وَعَانِق الحَيَاة"، ومع ذلك سترغب في مرافقة الصديقين في رحلتهما على تلك الجزيرة اليونانية الجميلة وفي أن تسير معهما بين أشجارها وتراقب غروب الشمس وأنت جالس على شاطئها تلاعب حبات الرمل بأصابعك، سترغب في أن ترقص مع زوربا رقصته الشهيرة، تلك الرقصة التي يلجأ إليها حين تخونه الكلمات فيعبر بجسده، سترغب في مجالسة الصديقين وهما يتحدثان عن الإيمان، السياسة، النسَاء والحرب وغيرها من المواضيع ... الأكيد أن ستخرج من قراءتك للرواية بالكثير من الأسئلة ورؤية جديدة للحياة، فرغم كونه أميا إلا أن زوربا يملك مواقف مثيرة وأحيانا مستفزة، فلزوربا رؤية خاصة للدين، وموقف سياسي واضح حيث يدرك أن "المُلوك وَالدّيمُوقرَاطيات وَالاسْتفْتاءَات الشَّعْبِية وَالنَّوَاب، لَيسَت إلّا غِشًا وَخدَاعًا" [23]، كما أنه يرى في حسن معاملة المرأة واجبًا أخلاقيا ...

    رواية زوربا إحدى روائع الأدب العالمي التي يجب أن تضيفها إلى قائمة كتبك !  وهذا رابط الرواية.

    ****

    ملاحظات على هامش التقديم المقتضب للرواية:

    1- تم تحويل الرواية إلى فيلم من طرف المخرج مايكل كاكويانيس، حيث مثل دور البطولة كل من أنتوني كوين وآلان بيتس، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا وبفضله اشتهرت رقصة زوربا !

    2- شخصية زوربا شخصية حقيقية، قابلها المؤلف، نيكوس كازانتزاكيس، فأعجب به وبأسلوب عيشه فألف هذه الرواية الرائعة التي تحمل إسمه.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ما أمتع الحزن الذي يملأ النفس من مرأى المطر الهادئ المتصل! إن جميع الذكريات المريرة، الراسبة في أعماق النقس تطفو حينئذ فوق السطح، ذكرى الاصدقاء الذين ذهبوا، والابتسامات الحلوة التي ذبلت، والآمال العزيزة التي فقدت اجنحتها ..

    أنا لا أؤمن بشيء . لو كنت أؤمن بالإنسان لآمنت أيضا بالله ، و لآمنت أيضا بالشيطان ..

    هذه هي الحرية. أن تهوى شيئا ما ، و فجأة تتغلب على هواك و تلقي بكنزك في الهواء . أن تتحرر من هوى ، لتخضع لهوى آخر أكثر نبلا منه.

    انني لا أؤمن بشيء ، ولا بأي شخص آخر ، بل بزوربا وحده. ليس لأن زوربا أفضل من الآخرين ليس ذلك مطلقا مطلقا ، انه بهيمة هو الآخر ، لكنني أؤمن بزوربا لأنه الوحيد الذي يقع تحت سلطتي ، الوحيد الذي أعرفه، و كل الآخرين انما هم أشباح . عندما أموت أنا ، فكل شيء يموت . إن كل العالم الزوربي سينهار دفعة واحدة.

    “إن لكل انسان حماقاته ، لكن الحماقة الكبرى في رأيي هي ألا يكون للإنسان حماقات ...

    أن الله يغفر كل الذنوب والخطايا .. إلا أن تترك امرأة تنام وحيدة ..

    إنّ الحسابات الطيبة تخلق الأصدقاء الطيبين ..

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية زوربا اليوناني

    رجل له فلسفته في الحياة (عمل وخمر وخبز ونساء) قد يحكم عليه البعض بأنه جاهل والبعض الآخر حكيم وآخرون يروه مجنون أو زير نساء ولكن هو كل هؤلاء . هو حر بمعنى الكلمة وشجاع ويخشى جرح قلوب الآخرين خصوصا لو كانوا من الجنس اللطيف. لا يفكر في ماض أو مستقبل فحين يعمل فهو يجيد في العمل وحين يأكل لا يفكر سوى في الطعام وحين يجتمع بامرأة لا يفكرإلا بها. لا يسمح بأن يقيده هواه فحين يشعر انه تعلق بشئ او قيده شئ يفعله كثيرا حتى يكرهه وقال إنه حين حب الكرز اشترى الكثير منه حتى اتعبه اكل الكرز فلفظه ومن حينها لم يعد يحبه كما ايضا حكى عن ابيه أنه أثناء عمله خلص منه التبغ فثار كالمجنون وترك العمل وذهب ليشترى تبغ ولكنه في وسط الطريق خجل من نفسه وتوقف عن التدخين مرة واحدة . فكان زوربا يرى إن تلك هي الرجولة والحرية . اتفقت أم أختلفت معه لن يقلل ذلك عن كونه شخصية مميزة ومختلفة .

    لا يفضل قراءة الرواية لمن لا يستطيع تجاوز موروثه الثقافي وتقبل الإختلاف

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    آآه يازوربا .. يالعالمك البسيط والجميل ..

    آه لتجاربك العنيفة في الحياة لاتعرف معنى للشيخوخة ولا لهم ..

    قال زوربا " لا أؤمن بأي شيء ولا بأي إنسان إلا بزوربا ؛ ليس لان زوربا أفضل من الاخرين .. أبدا إنه وحش مثل الاخرين ؛ لكنني أؤمن بزوربا لانه الوحيد الخاضع لقوتي، والاخرون مجرد أشباح، أرى بهذه الاعين وأسمه بأذاني وأهضم بمعدتي ؛ وكل مابقي مجرد أشباح .. عندما أموت سيموت كل شيء ؛ وعالم زوربا بكامله سينحدر إلى الاعماق .."

    لقد عشت جو لن أعيشه مع باقي الشخصيات الاخرى ..لماذا؟ ببساطة لان زوربا عاش بجهل وبساطه وغير مهتم بالتفاصيل العميقة ..

    أخيرا أريد أن أخبرك أن"نيكوس" أصبح أفضل الروائيين لدي فهو متميز بأسلوب لن تجده في الكتاب الاخرين💜

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لا أحبّ كتابة مراجعة عن رواية ما؛ أشعر بأنّ النص السردي، يحتاج إلى مراجعة سرية، وأنا لا أحسن هذا.

    كنت قد قرأت هذه الرواية قبل تسع سنوات، وكنت أنقل للآخرين الاقتباسات المميزة (والمعروفة!). كان هذا قبل أن أصل إلى قناعة بأن أهم نصوص الرواية هو ما لا يمكن اقتباسه! تغيرت قراءتي هذه المرة، واستفزتني أفكار الرواية لنقدها، بقدر إعجابي القديم بسردها، والذي تأكد بترجمة أسامة إسبر للرواية.

    سأناقش هذه الرواية قريبًا مع بعض الأصدقاء، هذا ما أفضله في التعامل مع الروايات.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    عمل جيد، فيه نظرة خارجة عن المألوف، ونظرات فلسفية في شؤون الحياة، كمّ الكفر فيها مقزز، ولكني لا أستطيع إنكار قدرة الكاتب الفائقة على التعبير، وبلغة سلسة عذبة.. تعكس مرحلة فكرية في حياة مثقف يعايش الكتب ولكنه مليء بالتخبط فيصاحب زوربا لينهل من حكمته، وهو الذي له أسلوبه المختلف في الحياة.. والذي لم أرَ حكمته في الكثير من الأشياء حقاً، إنما أحسست بنظرته المختلفة للأشياء فحسب

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    "فليذهب الجمال إلى الججيم، فالجمال بلا قلب ، فهو لا يشعر بألم البشر"

    هي رواية تحاول إيجاد أجوبة لأسئلة وجودية بأسلوب مبطن... وترى زوربا البسيط يحاول فهم الحياة فلا يصل إلى مبغاه... ورغم ذلك فإنه يحب الحياة ويعيش الحياة بكل تطرفاتها... لا بل هو يستمتع بالحياة على طريقته... وكم نحن بحاجة إلى السير على طريق زوربا الآن... رواية تطرح الفلسفة بأسلوب ساخر...

    قراءة ممتعة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رائعة و غير متوقعة في كل نقطة منها..تغير افكارك عن الحب و الوطن و التعلق بالأشياء.. لغتها و ترجمتها رائعة و طريقة وصف الاشياء ساحرة خاصة فيما يتعلق بالمناظر الطبيعية .. احببت ايضا كثيرا النقد الديني فيها و كسر هالة القداسة عن الاشياء . . رائعة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أعتقد أنّ فاتني الكثير عن قراءة هذا العمل الرائع..

    من الكتب المدهشة التي تأخذ القارئ في رحلة فلسفية عن الحياة والوجود من زاوية ثانية التي يزخر فيها عمق الحكمة والتساؤلات المبثوثة في ثنايا الصفحات

    ( كتاب ثري وعميق ويستحق القراءة أكثر من مرة )

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون