تحت ظلال الزيزفون هي رواية للأديب الفرنسي ألفونس كار(1808-1890) .. وقع تعريب هذه الرواية تحت يد الكاتب العربي مصطفى لطفي المنفلوطي فأعجب بها فقام وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص .. ونشرها المنفلوطي بعنوان ( ماجدولين)
كُتبت هذه الرواية من قبل ألفونس كار تحت تأثير المدرسة الرومانسية التي كانت مسيطرة على الأدب في تلك الحقبة من تاريخ فرنسا.
الرواية كلها تدور في وسط ريفي ويبدو هذا ما شد الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي إلى تعريب هذه الرواية ، إذ أن الريف دائماً يحمل قيماً جميلة رائعة تكون قد اندثرت في المدينة كالجمال والحق والخير والصدق والإخلاص والعفوية والبساطة ويشبه كثيراً الريف الذي عاش فيه المنفلوطي.
عدم معرفة المنفلوطي بالفرنسية جعلته يخرج أحياناً عن النص الأصلي ويقوم بالإستطراد ميناً براعته في استخدام الألفاظ والتعابير البيانية الجميلة.
استخدم أسلوب المراسلة في كتابته للرواية إذ أنك تتقلب بين رسائل كانت ترسل ما بين استيفن وماجدولين وأصدقائهما وأيضاً خواطرهما التي كانت تكتب ، إذ تشعر بهذه الطريقة أنك أمام نص مكتوب بطريقة درامية من الدرجة الأولى يكون لك الخيار في تخيلاتك كيفما أردت، ومن وجهة نظري أن الرواية التي تجعلك تدخل في عالم من الخيال معقد ومركب هي رواية تستحق القراءة والتأمل فيها ..
القصة تبدأ باختصار حول شاب ريفي بسيط اسمه استيفن أحب فناة صاحب المنزل الذي كان يسكن فيه فيرفض صاحب المنزل هذه العلاقة لتبدأ معها الرواية ، قد يقول البعض هنا أن هذه من الحكايات والبدايات المستهلكة قد يكون هذا صحيح لكن الحكايات التي ستدور في خضم هذه الرواية والأحداث والشخصيات التي سوف تظهر جديرة جداً بالتأمل فيها خاصة وأنها تحمل الكثير من المبادئ والقيم الجميلة والأحداث التي تشدك وتجعلك تواصل قراءتك حتى نهاية الغلاف ، وفوق هذا كله أسلوب المنفلوطي الرائع في اختيار كلماته التي يصف بها الأحداث.