رواية شدتني منذ بدايتها ، فقد قرأت وصف أحد الأصدقاء على موقع جوود ريدز لهذه الرواية وصفا شدني للبحث عن هذه الرواية لقراءة هذه الرواية ، فعلا وجدتها في مكتبة الجامعة وقمت فورا باستعارتها لقراءتها.
البداية كانت بوصف الحياة قبل مولد غرينوي في واحدة من أكثر الحقب شناعة وفقرا، ثم كيف ان بولادته كتب نهاية والدته،، هذا الطفل الشنيع والذي لا رائحة له كرائحة بقية الأطفال، كان موضع نبذ ورفض كثير من المرضعات وذلك لنهمه الشديد للحليبإلى أن قامت بتربيته مرضعة اكتشفت انه هذا الولد الغريب والمميز بطريقة ما يجب أن لا يبقى معها وذلك لأنه يرى كل شيء – بأنفه- حتى اماكن تلك الاموال التي اعتادت على تخبئتها.
أعجبني جدا الكم الهائل من المعلومات التي لم يبخل بها زوسكيند عن العطارة وفنها وعالم الروائح من عطور وزهور ولّد لدي احساس جميل جدا بهذا الفن القديم الجميل ، فقد أبحر بنا بطريقة رائعة وبكم وبفيض جميل عن هذا العالم وكنت أقرأ وصفه للعطور والصيغ والمزيج بسعادة بالغة.
لا أدري كيف أصف هذا الغرنوي ،، فهو شخص ناقم حاقد على البشرية جمعاء منذ اللحظات الأولى لولادتــه
شخص كان يحب الانزواء والانطواء يعمل من أجل تحقيق هدف في نفسه، يعمل بلا كلل ويستنشق الروائح من كل مكان ويخزنها في نفسه،، انسان منزوي لدرجة أنه بقي وحيدا بعيدا منعزلا عن العالم بأسره مدة سبع سنوات ،، يشرب ما تبقى من الجليد ويأكل الافاعي وحتى الحيوانات الميتة!
في هذه الفترة المنعزلة تكونت فكرة غروني العظيم في نفسه ، دائما فكرة العظمة والخلود تتربع في نفوس الأشخاص، فيقرر أن يصنع عطر وهالة من العبق تجعل الجميع يبجلوه ويعظموه ويحبوه وكل ذلك على حساب الفتيات الصغيرات اللواتي قام بقتلهن ليتنشق ويأخذ عبق أجسادهن وشعرهن
لتكون له فقط ولا لأحد غيــره.
الرواية من حيث طرح هذا الموضوع أعتقد ان زوسكيند سبّاق في اختيار هذه الفكرة
فلا يخطر في بالنا كثيرا الاهتمام بحاسة الشم ، بل قد تكون من ناحية الأهمية في الحواس هي الاقل أهمية
لكن اسلوب زوسكند جعلنا نعيد النظر في هذه الحاسة
رواية أكثر من مميـــزة