اقتباسات من كتاب أمل دنقل: الأعمال الكاملة

إنما العمر هباء‏

‫من سوى طفلة مثلك‏

‫تجلو صدأه!‏

وأسقط بين نهديك‏

‫لتحترق الرؤى‏

‫وأبدل جلدي الثعبان‏

‫وأغرق فيهما بالنار والشكِ‏

‫فتشوي رغبتي شيًّا‏

‫وأغمض عنك عينيا‏

‫وأسند رأسي الملفوح في صدرك‏

‫فقد تترمّد الأفكار في جمرك‏

‫وأحرق جنة المأوى‏

وأنظر نحو عينيك‏

‫فترعشني طهارة حب‏

‫وتغرقني اختلاجة هُدْبْ‏

‫وألمح ـ من خلال الموج ـ وجهَ الربْ‏

وتحرقني اشتهاءاتي.. قريبًا من عناقيدك!‏

أفهمته أن القوانين تُسَنُّ دائمًا لكي تخرق‏

‫أن الضمير الوطنيَّ فيه يُملي أن يقلَّ النسل‏

‫أن الأثاث صار غاليًا لأن الجدبَ أهلك الأشجار‏

‫لكنه.. كان يخاف الله.. والشرطةَ.. والتجار!‏

لكني منذ هجرت بلادي‏

‫والأشواقْ‏

‫تمضغني.. وعرفتُ الإطراق‏

يا وجهها الحلوا‏

‫أمطر.. فإني مجدب السلوى‏

‫ما زلت لا أقوى‏

‫أن أنقل الخطوا‏

‫إن فاتني سَنَدك‏

وأنام!‏

‫تحملني رؤاك لنجمة قصوى‏

‫نترفق الخطوا‏

‫نحكي فأرشف همسك الرخوا‏

‫ويهزني صحوي.. فأفتقدك‏

‫لكن بلا جدوى‏

‫بلا جدوى!‏

ويرحل المطر‏

‫ويذبل الشجر‏

‫ويغمر الغبار النقوش والصور‏

لكنه.. شيءٌ بها.. كأنه اليتمُ..‏

‫كأنه الفرارْ..‏

‫.. لكنني أنزع قلبي من نعومة البدءِ‏

‫ومن ليونة الدفء..‏

‫وأحتمي ـ كالسلحفاة ـ بالغلاف!!‏

كيف ضعفتُ في نهاية المطاف؟‏

‫وارتحتُ في عينيك من عبئي؟‏

‫وكل شيءٍ حولنا يُملي علينا أن نخاف؟!‏

‫ليت «أسماءَ» تعرفُ أن أباها صَعَدْ‏

‫لم يمتْ‏

‫هل يموت الذي كان يحيا‏

‫كأن الحياة أبدْ!‏

‫وكأن الشراب نفدْ!‏

‫وكأن البنات الجميلاتِ يمشين فوق الزبدْ!‏

من للصغار الذين يطيرون ـ كالنحل ـ فوق التلال؟‏

‫ومن للعذارى اللواتي جَعَلْن القلوب‏

‫قَوَايرَ تَحْفظ رائحة البرتقال؟‏

‫ومن سيروض مُهْر الخيال؟‏

‫ومن سيضمد ـ في آخر الصيد ـ جرح الغزال؟‏

‫لا تصالح!‏

‫فما ذنب تلك اليمامة‏

‫لترى العُشّ محترقًا.. فجأةً،‏

‫وهي تجلس فوق الرماد؟!‏

ويجرحني الضوء في كل ليلٍ‏

‫مرير الخطى.. صامت، محزنِ‏.

كيف أقصيك عن النار‏

‫وفي صدرك الرغبة أن تحترقي؟!‏

‫كيف أدنيك من النهر‏

‫وفي قلبك الخوف وذكرى الغرقِ؟!‏

ويهزني صحوي.. فأفتقدك‏

‫لكن بلا جدوى‏

‫بلا جدوى!‏

«إحكِ لي أحجيةً»‏

‫ـ لم يبق في جعبتي‏

‫غير الحكايا السيئه‏.

أترُى حين أفقَأ عينيكَ،‏

‫ثم أثبِّتُ جوهرتيْن مكانهمَا..‏

‫هل تَرىَ..؟َ‏

‫هي أشياءُ لا تشترى:‏