من قال أنّ الشجاعة تولد مع المرء، فقد كان مخطئًا.. إن كثرة التجارب تُعلِّم الإنسان كيف يكون شهمًا، يَكسِرُ المواقفَ والمواقفُ لا تكسرهُ..
حينًا كان مفيد المنتوف، وحينًا مفيد الوحش.. وبين هذا وذاك إيمان داخلي أنك تقدر..
انت يا مفيد تقدر.. أنتِ يا نفوسنا تقدرين..
عندما تتحدى الإرادة الخوف.. هكذا تصبح انسانًا جاسرًا قاهرًا لا يُقهر.
حدّثتُ نفسي عندما انتهيت من القراءة، أوصيتها وأوصيتكم " لا تجعل اليأس يسيطر عليك ساعة الغضب".
كانت الروايةُ أقرب إلى القصة منها إلى الرواية.. وكأنما أُسميت رواية بسبب طولها لا محالة! هذا النوع الادبي لا يغريني كثيرًا. (وأقصد بذلك النص القصصي لا الرواية). إلا أنه قد عرّفني على طبيعة الميناء والبحر. وعلى بعض من الفاظها السوقيّة البذيئة أيضا! مما يجعل الرواية منفرة مقززة في بعض المواضع 0-0
عشتُ التجربة بلسان مفيد، وحاوَرَنا بما يدور في خلده، ولقلما يتكلم الرجال ويبوحون بانفعالاتهم.
يمكنك ملاحظة تجربة الكاتب الحياتية الكبيرة، لصدق وَقْعِ الأحداث. يصورها كما لو كان متواجدًا في المكان الذي يصفه.. يدفعك لتخيل جوّ الضيعة، شوارع اللاذقية، مغامرات الميناء، بانياس وطرطوس. تجد نفسك عملتَ في الفرن، وقضيت سنوات في السجن، ذهبت الى الريجي والى حي العوينة، وبحثت هناك عن لبيبة. كل هذا من خلال أفكار مفيد.
في الختام " ليست سيئة وليست مبهرة؛ إنما بين البينين".