اقتباسات من كتاب صلاة الأجنة: أساطير التكوين والفناء

أخذتِ النُّجومُ المتألِّقة في السَّماء تصطفُّ أعلانا في منظومةٍ قدريَّةٍ وهي تطلُّ على صاحبتها التي تضطجع في حِجري، ظلَّتِ النَّجمةُ ترتعش بين ساقيَّ كأنَّها لمْ تعرف الدَّفء أبدًا، أو لعلَّها تعزِّيني فيمن فقدتُ! لا أدري! تخالط عليَّ الأمران فأوشكتُ أنْ أنجرف نحو فضاء الذِّكرى، وثمَّة دمعٌ يتقاطر على النَّجمة في حجري فتنتفض أكثر كما لو أنَّها تُحيَا مِنْ جديدٍ، كم فقدتُ؟ ليس لي سوى أب يتحايل بأواصر البقاء وقلب انكسرَ برحيل أمِّي!

الإنسانُ يا بني يشبه النَّجمة أكثر ممَّا يعرف، نحن نولد كشراراتٍ صغيرةٍ، نكبر ونلمع، لكنَّنا دائمًا نحمل في داخلنا بذرةَ سقوطنا، وعندما يحين وقتُنا، نتحوَّل إلى نورٍ، نترك هذا العالم ونبحث عنْ ملاذٍ جديدٍ، ربَّما في النَّهر، وربَّما في السَّماء.

النَّهرُ ليس ماءً فقط، إنَّه مرآة السَّماء، أحيانًا، تحمل النُّجومُ في أعاليها أثقالًا لا تُطاق، وعنْدما تنكسر أرواحُها، تسقط مِنْ السَّماء لتجد ملجأها في قلب النَّهر.