أخذتِ النُّجومُ المتألِّقة في السَّماء تصطفُّ أعلانا في منظومةٍ قدريَّةٍ وهي تطلُّ على صاحبتها التي تضطجع في حِجري، ظلَّتِ النَّجمةُ ترتعش بين ساقيَّ كأنَّها لمْ تعرف الدَّفء أبدًا، أو لعلَّها تعزِّيني فيمن فقدتُ! لا أدري! تخالط عليَّ الأمران فأوشكتُ أنْ أنجرف نحو فضاء الذِّكرى، وثمَّة دمعٌ يتقاطر على النَّجمة في حجري فتنتفض أكثر كما لو أنَّها تُحيَا مِنْ جديدٍ، كم فقدتُ؟ ليس لي سوى أب يتحايل بأواصر البقاء وقلب انكسرَ برحيل أمِّي!
صلاة الأجنة: أساطير التكوين والفناء
نبذة عن الكتاب
في أزمنةِ الأسطورة، تُبعَث المعجزاتُ، على هيئاتٍ مختلفةٍ، متناقضةٍ أحيانًا، متشابهة، تُبعَث، مِنْ رحمِ اللَّامنطق ومِنْ رحمِ القنوط، تُبعَث. كادتْ قريتُهم تُهلَك، تصبح معدومةَ الذِّكر، لولا الصَّلاة التي لمْ يعرفوا عنها شيئًا. والصَّلاةُ هنا لمْ تكنْ للسَّماءِ، فقط، كانتْ للأرضِ أيضًا، بتداعيات السَّماء عليها، بتجسُّداتِها، الأرضُ الموصولة بالأعلى عبر مسالكٍ إعجازيَّةٍ. والصَّلاةُ هنا ستبدأ معْ الجنينِ الذي سيصلِّي لزوال اللَّعنة، الجنينُ الذي ستصبح تضحيتُه -فيما بعْد- مجهولةً، لنْ يعرفونه أبدًا، هذا الجنين، معْ ذلك سيُبعَث بينهم، على أشكالٍ وأشكالٍ. الصَّلاةُ سوف تبدأ مِنْ رحمٍ يعجز عنْ إيداعِ الحياة في جسدٍ، رحمٍ تسكنُه الآمالُ، بلْ تهجره الآمالُ شيئًا فشيئًا معْ سريان الزَّمن. رحمٌ ومثله أرحامٌ، كلُّها عاجزةٌ، كلُّها لمْ يكتمل لها جنينٌ، والأرحامُ تسكن بيوتًا تبائستْ، والبيوتُ أُغلِقتْ على أوجاعِها. البيوتُ في قريةٍ نائيةٍ، ملعونةٍ، والقريةُ ناءَ بها مصابُها عمَّا يجاورها مِنْ قرى، قريةٌ تحاصرها التِّلالُ. والتِّلالُ تبدو كأنَّما تراكبتْ مِنْ صخورٍ انبعجتْ، تقوَّستْ، اشتجرتْ إحداها في حشايا الأخرى، صخور تجسِّدُ وجوهًا شائهةً، وجوهًا تشظَّتْ ملامحُها بفِعل الطَّبيعة الحجريَّة التي تمحو ولا تخلِّد، لا تحمل تعبيرًا يدلِّلُ على معنى، وجوهًا للقُدامَى ربَّما، لمَنْ عاصروا الأساطير وآمنوا بها، وربَّما لمَنْ لمْ يولدوا ولنْ يكونوا يومًا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 96 صفحة
- كتوبيا للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
30 مشاركة
اقتباسات من كتاب صلاة الأجنة: أساطير التكوين والفناء
مشاركة من Beero Fouad
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
منى سلامة
ساعتين من المتعة الخالصة، تنقل مدهش ومتناغم بين عدة أساطير متضافرة، كل منها تولَد من رحم سابقتها، ركيزتها الأساسية هي الأم بما تمثله من أرض خصبة تتخلق فيها الحيوات، ومن أطراف أناملها ينبت المغزى والحكمة، تبذر بقلبها أشجار الزمن فتطرح مختلف ألوان الخبرات والشعور، وبخيوط الأبدية تخيط قبلها بقلوب أبنائها، فيكون في فراقها لأحدهم ألم انتزاع عضو من جسد.
قراءة موفقة لليلة عيد رائقة.