من بعيد ناداني أبي «يا ولا» فلم أرد؛ وانشغلتُ في تتبع الخطوط في جلبابي الكستور العيالي الذي يكسو جسمي، الذي صغر، واستمر أبي يهتف من مكانه: «استعد لتسوق الحلوفة قبل أن تضيع نوبة الري، وتعطش الأرض؛ ونجوع!». أخذت الفرقلة المعلقة على شجرة التوت، ودرت خلف البقرة، أزعق: «عاااه.. عاااه!»، وأفرقع بها في الهواء «طرااق.. طرااق.. طرااق»، أدور وأدور، وعيني معلقة بالسماء، أرى ابن شوقية يطير حرًا؛ أو يلهو بنجمة بين كفيه ينظر إلينا من هناك ويضحك.
المؤلفون > حسين منصور
حسين منصور
06 مراجعة