اقتباسات مصطفى جمال البربري

بدت ليلة النجوم فى عينيه مثل كسوف لشمس، وبزوغ لأخرى، خاصَّة حين مدت فريدة يدها إلى مروة كأنَّها تسلمها راية سباق لم تعد قادرة على الاستمرار فيه، مريم نفسها نظرت إليهما خائفة مترقبة،

المرض الذى يقهر كل البشر ولا يفرق بين شريف ووضيع، أو ثرى وفقير..

لم تنس فريدة لحظة واحدة من أحداث ذاك اليوم، اليوم الذى وهبها الله فيه ابنة من دمها مثلما ردَّ موسى لأمه بعد أن ألقته فى قلب اليَمِّ، حرم على مريم كل السبل، وسلبها أبويها ليقودها طواعية إلى أحضانها.

لوحة لفان جوخ، وتلبى عهدًا مرَّ نافذًا عبر الأفئدة، تحسستْ شفتاها حلمة الثدى للحظات، ثم قبضت عليها بفكيها لتمتص غذاءها فى نهم.

أسبلت مريم أجفانها مستكينة ورفعت ذراعها داخل جبيرتها صوب السماء كأنها ترجو مرامًا لا تفهم أبعاده، تحلق فى درب النجوم داخل

روح يا برد طوبة، للدبة الدبدوبة، وابعد عن حبيبى، وكل اللى فى سنه.

ظهر بلوحاتها نوع غير معتاد من الإبداع لا يوائم عمرها مطلقًا، مزيج عجيب من الشوق والألم، من الحلم والعذاب، إطار واحد يضم الماضى بعذوبة الطفولة والأنس بالأحباب،

يقولون أن بعض الأطفال يولدون وفى أفواههم ملاعق من ذهب، ينشأ الواحد منهم مدللًا، مستهترًا، لا يبالى بقواعد أو يحترم أعراف.. يعزو علماء النفس تلك الظاهرة إلى عيب فى طريقة التربية، مشكلة فى الأبوين وفى أسلوبهما المتساهل وقتما يكون الحزم هو السبيل المطلوب.. يصفون (متلازمة الطفل المدلل) باعتبارها الخطر الأكبر فى حياة الطفل الأول، خاصة إذا لم يكن له أشقاء من عمره، إخوة أصغر، يشدون انتباهه، ويصرفونه عن التركيز على نفسه ونزواته الطفولية.