اقتباسات زكريا محمد

أما نحن فسوف نحاول ما أمكننا أن نتذكر أعينكم، وأن ننصبها في قلوبنا مصابيح لا تنطفئ أبدا.

لا يوجد موت

‫ هناك فقط سحابة صغيرة ستعبر وتغطي عينيك

‫ كأن صديقا يأتيك من خلفك ويعقد على عينيك بكفيه

الموت يقرأ على طريقة بريل. يحفر بمسمار على جسدك، وأنت تمر بأصابعك على هذه الحفر كما لو أنك ضرير يقرأ كتابا.

للخيبة أفواه كثيرة. وهي تغني بها جميعا.

مشيت بلا اسم. الاسم شأن عائلي يترك في البيت. وأنا غادرت البيت وحديقته.

‫ آه لو كنت حدأة؛ ظلي يمسح المروج، وصرختي تكسر أصلاب الطيور. لكنني خلقت بقدمين معفّرتين. وبهاتين القدمين سأقطع المرج. سأقطع الرحلة كلها. يدي اليسرى على قلبي كي ترد، مثل مرآة، سهام الضوء، ويدي اليمني تقطع الحبل الذي يربطني بكم.

أما الموت فعبر مسرعا على حصانه، ولم يرني.

لكن الله لا يتدخل. يقعد ساكنا مثل مركز الدائرة. يجلس مثل غزال من نحاس على النافذة. وهذا ما يكسرني، ويدفع باليأس إلى قلبي.

الأشياء الفائضة عن الحاجة توجع القلب.

لكن ما هي الحياة إن لم تكن مطالبة دائمة بالمستحيل.

نحن مغازل تدور بلا صوف تفتله وتغزله.

وليس هذا هو الأسى. هذه هي المحبة.

كان الصمت إقرارا عميقا بالموت. كان توقيعا على وثيقته المرّة.

ردت الفاختة بصوت لا رحمة فيه: «ما فُقد لن يعود. لن يعود أبدا».