اقتباسات زكريا محمد

وأنا أيضا حجر سقط في البئر، وسقط من عين الله

‫ ولم يعثر أبدا على يد تحمله، وتقذفه في السماء

‫ كي يتبع سرب اللقالق المهاجرة.

قطعتُ علاقتي بالرغبة. قطعتها بالحب والكره معا.

«بيدي، لا بيد عمرو»، قالت الزباء، ثم جرعت السمّ من خاتمها الفضة.

‫ لا مفر: إما يدك وإما يد عمرو.

‫ أمامي على الطاولة نموذج لقلب من بورسلان ويفترض أن هناك قبضة دموية مثله في صدري ‫ كما يفترض أن الحب يقيم في هذه القطعة الغريبة ‫ لكنني لا أحس بهذا فحين أفكر بمن أحبهم لا ترجف حتى عضلة واحدة

الحب هو «خانة اليَكّ».

‫ أتقدر أنت أن تأخذني وتدور بي؟

‫ لا، أنت لا تقدر. لذلك ليس من حب.

الزمن شوكة في القدم. لو استطعت أن أخلص منها لمشيت بلا ألم.

ومنذ البدء لم يكن لكلماتنا معنى. يصير لكلماتنا معنى فقط حين نعلّق على الصليب. فعلى الصليب نصير آلهة. لكن حتى ونحن آلهة فإن شفاهنا العطشات لا تفعل سوى ترديد تمتمات قصيرة: إلهي، إلهي، لم تركتني؟

الخريف أصلا خلق مِن فقدان الأمل، ومن أجل مَن فقدوا الأمل.

وأضحك أيضا لأن التعاسة كبيرة عليّ.

وأغرب ما حصل لي أنني ما زلت هنا. لم يكن هذا متوقعا بالمرة. كان يجب أن أمضي منذ وقت بعيد.

أنا أضأل الجميع ذنبا، في اعتقادي. لكنني أطوّف مثلهم، في نهاية الأمر، حول الكعبة ذاتها.

وكل ما عملته كان بفعل اليأس. الأمل لم يكن دافعي أبدا. إن كان بين يدي شيء، فأنا مدين به لليأس.

وأن الروح جميلة حين تصير نقطة في سرب العدم.

كانت الدنيا تخذلني، وتتخلى عني. فلم ألوح لك بيدي حتى.

كانت الدنيا كلها تطاردني كأنني لص، وكان مستحيلا أن أتوقف.

وكل ما في جيوبي وضعته على منضدة الله، وقلت: خذ، هذا كله لك يا رب التجربة كلها لك: الصح والخطأ، حبة المشمش والطلقة معا، النار ومن أطفأها فأعطني شهادة براءة ذمة، أعطني اسما جديدا كي أدبر نفسي في كون جديد لا أعرفه.

ما أسهل موت الإنسان.

وقد فهمت من أحدهم مرة أن الموت الحقيقي هو الخروج من الذاكرة.

وليس هناك سوى ورقة وحيدة على الغصن الذي يدعى المحبة. أقول لك هذا وأنا أعلم أنني أضعكَ على بعد خطوتين من اليأس. لكن عليك أن تعرف أيضا أن اليأس أكرم من الأمل.

لدي وحشة عظيمة تأكلني مثل قطة تأكل أولادها.