اقتباسات هادي هيكل

أنا الغارق في الحياة، وسفني ليس لها مرسى!

أشبه بنجمةٍ فارغةٍ في سماء مظلمة، حيث لا يعكس وجودي سوى العتمة المطلقة، ولا يمتد إليَّ سوى الفراغ الشاسع..

حاولت من قبل أن أوقفها، إلا أن تلك العاصفة التي تتلاطم في رأسي تعود من جديد لتعلن عن حرماني من النوم.. تعوَّدتُها منذ سنين.. أعيش عليها الآن وإلا سأجد نفسي محاصَرًا في شباك الأرق. والأصعب من ذلك أنها في الفترة الأخيرة يبطل مفعولها معي.

فمن منا ليست لديه معاناة! كلٌّ منا يعاني.. بعضنا يعاني في صمت.. بعضنا يعاني ويتكلم مع الآخرين، وبعضنا من قصمت ظهره المعاناة، وجعلت روحه جافة ولسانه عاجزًا عن الوصف، فقرر أن يكتب عنها!

أصبحت قليل الكلام، بل وأخاف منه من الأساس.. أنا لا أتكلم مع أحد إطلاقًا، لولا كلامي مع نفسي وكتبي لنسيت كيف يُقال الكلام واللغة العربية تمامًا.

ولكن الأمل دائمًا يوجد.. قد لا يكون ملموسًا لك الآن أو واضحًا، ولكنه قادم بالتأكيد.

أصبحت أحزن على أقل الأشياء، وتنبض دقات قلبي كالبندقة خوفًا عليَّ وعلى روحي الهشة.. لم أعد قادرًا على الكلام في أي شيء، ولا أستطيع وصف أي شيء، وكأن كل شيء بداخلي يأبى الخروج إلى العالم.. سيبقى معي إلى الأبد.. يموت بداخلي.. وينهش جسدي تدريجيًّا.. يأكله مثل الجائع والتواق لهذه الوجبة.. روحي منهكة إلى أقصى حد.. أتدري! يقتلني عدم مقدرتي على شرح ما بداخلي ووصفه لك جيدًا، لقد فقدت القدرة على ذلك.. سأعيش صامتًا من الآن.. سيتغذى الصمت عليَّ من الآن فصاعدًا.

يا دموعي أرجوك تحرَّري من عيني.. لقد جاء وقت ولادتك وانتفخت عيناى إلى حد الانفجار.. لماذا ما زلتِ بداخلهما.. أنا فقط أريد البكاء لا أكثر وسأكون ممتنًّا لك كثيرًا، وأعدك سأتألم في صمت ولن أشكو لك ظلمك!

أريد أن أبكي كثيرًا، فقط أريد البكاء.. أرجوك يا عيني ادمعي، أريد أن أرتاح.

- الكلمات لا تنتهي في حضرتها!

وجدت الرمال بعدها مُبللة، فأيقنت أنها دموعه وليست مياه الأمطار.. أنا أعلم هذا جيدًا.. هذه دموع الوجع.. وليس مياه الأمطار.

إذًا! عِش بلاءك دون أن تتلوى هكذا واصمت..

أنت لا تريد نسيانها.. صدِّقني.. أتدري على الرغم من هذا الألم الذي يحيطك، فوجودها في حياتك -حتى إن كان في خيالك- يجعل حياتك مريحة أكثر.. يكفي وجودها في أحلامك! يكفي وجودها في أحلامك صدِّقن

«بحر الاشتياق يلتهمني بمدى لا يعدُّه الزمن،

‫ أمواجه تحملني لشواطئك، حيث يسكن الحنين».

هي كالتي أخدت معها الشمس عندما بعدت عني، ولذلك غربت حياتي! أصبحت لا أرى النور بها.. تحاوطني رائحة الألم من كل اتجاه.. أتفهم ما أعني يا غريب.. هي أخذت شمسي معها.. هي أخذت شمسي معها!

كانت كلماته تتلاشى في زحام الأفكار.. يسكن الألم في كل حرف، وتتشابك الأحزان في كل جملة؛ هو يرسم صورة مأساوية لحياة مريرة، تغمرها الوحدة واليأس، ويعكس حالةً من الإحباط والانكسار..

في لحظات التلاشي بين الناس أجد نفسي دائمًا وحيدًا كطائر ضائع في سماء لا ينتمي إليها

كم هو وحيد هذا الصديق! وحيد إلى الدرجة التي بدأ يتأكد أنه لا شيء يريده.. كم كان خائفًا، ينظر إلى نفسه بدونية شديدة.. إلى الحد الذي تعجب به من تقبُّل الأرض له إلى الآن!

يقولون لكي تخرج

‫ من الوحدة لا بد من التقرب ممن يشبهك! مَن قائل هذه الجملة العجيبة؟! فإذا الجميع يعاني

‫ من الوحدة، فكيف إذًا سنجد بعضنا بعضًا، وكيف سنتعرف إذا كان كلٌّ منا يعاني من

حقًّا ماذا تعني كلمة صديق؟! فهذه كلمة لا أعرف معناها إلى الآن.. بحثت كثيرًا عن معنى هذه الكلمة في قاموسي فلم أجده! فقط وجدت بعض السخافات مثل أن الصديق هو مَن لا يجعلك تشعر نفسك وحيدًا أبدًا.. تأملت في هذه الجملة قليلًا.. إذًا أهذا يعني أن وحدتي هي صديقي، فهي لا تتركني على الإطلاق!