اقتباسات صفاء متولي

كنا نتشارك الآراء ونتشارك الضحك كتشاركنا الطعام، أما الآن فقد أصبح ما نتشاركه هو الصمت والفراغ ولا شيء آخر، ذهبت حياتنا القديمة وتآكلت تحت ضغوط الحياة وتقلباتها كما يأكل الصدأ الحديد، لم تستطع العائلة السعيدة أن تنجو من طوفان الحياة،

أحنِ رأسي يومًا، ولن أجعل أسرتي تفعل ذلك يومًا ما بسببي أو لأي سبب آخر.

لا نستطيع تقييم حقيقة الأمور إلا بعد هدوء أجوائها وخروجنا من إطار دائرتها، أو عند مرورنا بظروف أقسى وأصعب منها

ففي الغربة لا سبيل لدى أحد سوى الصبر والتحمل، في الغربة الوحدة والفراغ جبر وليس خيارًا حتى وإن حاولنا، ومَن ذا الذي يرتاح بعيدًا عن وطنه وأهله ويشعر بالونس والود!

وعلى الرغم من وجود أشخاص في حياتها، وفي محيطها، فإنها دائمًا تشعر بالوحدة والفراغ،

والآن فقط عرفت الجواب، الصور خادعة، والابتسامة زائفة، والسعادة وهمية، والحقيقة قاسية مخيفة، نعم ليس كل ما يلمع بذهبٍ، وليس كل ما يُرى يُصدَّق، وما خفي أعظم وأجل، وخلف الأبواب تسكن الكثير من القصص،

ما فائدة الحياة إذا ما كانت تعيسة؟!.

«هكذا هي الحياة؛ يوم لك ويوم عليك، يوم سعيد وآخر حزين، في الأيام الحزينة نتذكر أيامنا السعيدة لنمر منها بسلام»

فالأفراح أكثر صخبًا وضجيجًا وألوانًا، أما الأتراح فهي دائمًا قاتمة وهادئة وساكنة وذات لون واحد هو الأسود.

إنها إحدى ألاعيب الحياة؛ تقرب منا أناسًا عندما لا نحتاجهم، وتبعد عنا أناسًا عندما نكون في أمسِّ الحاجة إليهم، إنها الحياة مَن تعلمنا كيف نثمن النعم ونحمد ونشكر عليها، وتؤدبنا وتعطينا دروسًا ربما بعضها بعد فوات الأوان.

ففي الغربة لا سبيل لدى أحد سوى الصبر والتحمل، في الغربة الوحدة والفراغ جبر وليس خيارًا حتى وإن حاولنا، ومَن ذا الذي يرتاح بعيدًا عن وطنه وأهله ويشعر بالونس والود!

كم أكره الغربة! وكم يحزنني بشدة عدم معرفة ابنتي لجدودها وخالاتاها! كم يدمي قلبي معرفة أنها صباحًا في مدرستها تحيي علمًا غير علم بلادها، وأنها باتت تتحدث لهجة غير لهجة أهلها التي لا تسمعها سوى في المنزل! بتُّ أشعر بغربة ابنتي عني وأنا أمها لعدم تربيتها في المكان الذي تربيت فيه وعلى العادات نفسها،

أصابتني الغربة بأمراضها من خوف وقلق وجفاء في بعض الأحيان، فسيطر عليَّ الخوف من كل شيء، أصبحت أخاف من أناس لا أعرفهم في بلد لا أعرفه، أخاف التحدث والتعبير عن رأيي

إنه فقط ضجيج يملأ عقلي وأوهام بائسة تهاجمه وأحلام وردية تغازله، إنه ضجيج التفكير في شيء ولا شيء،

كنت مشغولًا بالعمل ليلًا نهارًا عن أسرتي، فأصبحت مشغولًا بالصمت والفراغ عن الونس، كان اختياري الذي أُجبرت عليه،

أصبحت هي على هامش الحياة، يبصرونها ولا يرونها، يسمعونها ولا يصغون إليها، وقد اعتادت هي هذه الحياة الجافة، وتأقلمت على هذا التحول المحزن الذي أثر في صحتها كثيرًا، حتى بات جميع الأطباء يخبرونها بأن تفاقم مرضها ليس سوى نتيجة لحالة نفسية،

السعادة تأتي بوجود الأحبة حولنا

نظر إلى بناته الثلاثة وهن يعانقن بعضهن بعضًا، كنَّ ثلاثة اتحدن في جسد واحد والدموع تنزل بغزارة من أعينهن،

تمنى لو أنها ترى هذا بعينيها، بناتها متعانقات غير متفرقات

حب الأم لأطفالها يبدأ منذ غرس البذرة بداخلها، ويكبر مع معاناتها في أثناء الحمل وبعده، أما حب الأطفال لأمهم فهو يأتي مع الوقت على مدار السنون، هو حب مكتسب بالأفعال وبمرور الأيام،