اقتباسات روضة الحاج

لذلك ‫ ‏

كنتُ أخافُ انكسارَ الذي بيننا ‫ ‏

دائماً ‫ ‏

كنتُ أخشى تهشُّمَه ‫ ‏مثلَ كوبِ الخَزَفْ ‫ ‏

سيصعُبُ لمُّ النثِارِ الشتيتِ ‫ ‏

ستصعُبُ جداً ‫ ‏

إعادتُه مثلما كانَ ‫ ‏

يا صاحبي للأسفْ! ‫

لذلكَ ‫

كنتُ أقيه الرزايا بعينيَّ !

وأرى كُلَّ شيءٍ ورائي

‫ نِثارا

‫ أراهُ

‫ وقد دلَّ كُلَّ الجراحِ

‫ على مخبئِي

‫ وتوَارَى!

‫ أقد جُزتُ كلَّ الذي مرَّ وحدي؟

كم تضيقُ الحياةُ بمن ليس يملكُ

‫ أجنحةً كي يُحلقَ

‫ منفلتاً من حدودِ الزمانِ

‫ ومنفلتاً من حدودِ المكانِ

وصبرتُ

‫ حتى أنَّني

‫ ما عُدتُ أعرفُ

‫ كيف قد لا أصبِرُ!

وقد كنتُ أستأنِسُ الحزنَ

‫ ‏أنزعُ عنهُ التوحُّشَ

‫ ‏بالأُغنياتْ!

وأمدُّ حبلَ الصبرِ

‫ لكنْ ذات يومٍ

‫ يقصُرُ

تُنبتُ ما تُنبتُ الأرضُ

من بقلِها فُومِها

إنما ظل أعظمَ ما أنبتَته

‫ كرامُ الرجال!

ومن إذا ضاقتْ به هذي الحياةُ

وخيَّرته بقسوةٍ باعَ المجرَّةَ واشتراكْ!

لا يستحِقُّكِ مَنْ

‫ إذا جُرحِتْ بروحِكِ وردةٌ

ما راعَه‫ شيءٌ تغيَّرَ في شذاكْ

لا يستحِقُّكِ من إذا مرَّتْ

ملامحُه‫ بقلبكِ

أجفلتْ شرفاتُه

‫ وحزنتِ‫ وانكسرتْ رؤاك!

لا يستحِقُّكِ

‫ من يراكِ ولا يراكْ!

كنتَ اعتذاراً من الدنيا تلقَّفَه

‫ قلبٌ يتيمٌ جريحٌ يشتهي عِشقا

وظللتُ مؤمنةً‫ بحبٍّ ناقصٍ

وأنا التي أنفقتُ عمراً ‫ للكمالِ أُحاربُ!

أطفاتُ أسئلتي التي كانت تُضيء مجاهلي

عمداً لننجوَ‫ وابتدعتُ مهارباً تُفضي لهنَّ مهاربُ!

أعطيتُ حتى لم يعُدْ لي ما أُقدِّمُ

وكأنَّما سرُّ الحياةِ

‫ هو الحنينُ إلى أحَدْ!

وحدي أراوغُ غربتي

وشحوبَ مدفأتي

‫ وشوقي المستبدَّ

‫ للا أحَدْ!

بل ليت جرحاً‫ كنتُ قد طبَّبتُه بدمي‫ ليبرأَ

لم يمُتْ!

ليظلَّ توقٌ ما بهذي الروح منتظراً أحَدْ

فقط أدري‫ بروحٍ غادرتْ روحي إلى روحِكْ

وقلبٍ فوقَ ما وسِعتْ قلوبُ الناسِ قد شالَكْ!‏

ولا أدري هل الأقسى هو الترحالُ مُعتذراً

‫ أم العذرُ الذي قد سُقتَه لتُجيزَ ترحالَكْ!