اقتباسات روضة الحاج

هذي الأكاذيبُ الصغيرةُ حيلتي

‫ لأُجنِّبَ القلبَ الجوى قد تنجحُ!

‫

ماذا ستشرحُ ما الذي قد يُشرحُ؟

‫ بعضٌ من التبريرِ نصلٌ يذبحُ

‫ دعْ لي غموضاً كافياً ليُضلَّني

‫ أظننتني سأُسرُّ حين تُوضِّحُ؟

جعلتُ سقفَ رجاءاتي السما حُلُماً

‫ مدَّ اشتهاءاتِ قلبٍ خائفٍ وجِلِ

‫ فلم أطُلْها لأنَّ الحبَّ ليس سوى

‫ وهمٍ جميلٍ ولكنْ غير مكتملِ!

لعلَّني خِلتُ كوناً لا وجودَ له

‫ حين اختصرتُ جميعَ الناسِ في رجلِ!

لكأنَّني غادرتُ نفسي

يومَ أنْ قلبي تخلَّى!

وكأنَّ روحيَ لم تعُدْ روحي

‫ كأنِّي صرتُ (شيئاً) ما

‫ غريباً ليس إلَّا!

قد تُحسنُ التأويلَ نفسٌ أدركتْ

‫ معنى الحيادِ وذاك مما عاقَنِي

‫ فأنا التورُّطُ في الذي رغِبتْ به

‫ نفسٌ هَوَتْ فهوَتْ …هوايَ أعاقَنِي!

والآنَ‫ ها أنا ذي أسيرُ إلى غدي

جُرحي معي‫ لكنْ يقيني أنَّني

‫ قدَّمتُ أقصى ما استطعتُ

‫ وكلَّ ما ملكَتْ يداي!

ووقفتُ رغمَ مرارةِ الخذلانِ

‫ كالرُمحِ الجنوبيِّ‫ استندتُ عليَّ

واستمسكتُ بي فانظرْ‫ أتبصرُه مداي؟

وحدي‫ أخذتُ بكفِّ روحي

‫ واعتمدتُ عليَّ واقفةً‫ فلا أحدٌ سواي

وكبوتُ ثم كبوتُ ‫ ثم كبوتُ

‫ لكنِّي‫ نهضتُ فصدَّقتْ عزمي قواي!

وكفرتُ بالحُبِّ الذي أمَّنتُه عمري

‫ وبل آمنتُ بِهْ‫ وأمِنتُ لَهْ وجعلتُه مِنِّي كما جُعلتْ أناي

أأقولُ إنِّي لم أخَفْ؟ ‫

قد خِفتُ ‫ والتبستْ رؤاي ‫

أأقولُ لم أحزنْ؟

‫ حزنتُ ‫ وضاقت الدنيا بعيني

‫ وانكسرتُ من الجوى ‫ كأنينِ ناي ‫

يا كيف لم تتغيَّري؟؟

‫ ما زالَ عزمُكِ ناضحاً

‫ ما زالَ وجهُكِ صادحاً

‫ ما زالَ قلبُكِ واضحاً

‫ لم يلتبِسْ

يا بنتُ‫ من أين اشتريتِ الصبرَ؟

‫ كيف شربتِه‫ مُرّاً مِراراً

‫ واحتملتِ توحُّشَ الطُرُقِ‫ التي ألِفتْ خطاكْ؟

يا بنتُ‫ لستِ نبيةً

‫ كي تزرعي الغفرانَ في فلواتِهم

‫ غيماً يسُحُّ ولا ملاكْ

تمضينَ‫ لم تكِسرْ خطاكِ قيودُهم

‫ لم تعتقلْكِ حدودُهم

‫ ما نالَ منكِ جحودُهم

‫ تمضينَ واثقةً من المعنى

‫ لسدرةِ منتهاكْ

فكأنَّما الدنيا لسانٌ ساخطٌ

إياكِ أن…

إياكِ أن…

والكونُ محضُ صدىً

‫ يُرِّددُ خلفها

فكأنَّها تعني سواكْ!

يا بنتُ! كيف اجتزتِ

ما نصبوه يومَ تراهنوا

وعبرتِ أوديةَ الهلاكْ؟

كيف انتصرتِ

يداكِ خاليتانِ

والصحراءُ ليلٌ موحشٌ

‫ والغربتانِ تُعرِّشانِ

على مداكْ؟

‫ والغدرُ

والصحبُ الرماديونَ

والطرقُ المليئةُ بالشِراكْ

يا بنتُ!

‫كيف عبرتِ هذا التيهَ وحدكِ

مَنْ هداكْ!؟