اقتباسات فهد الجريوي

ليس أكبر من متعة القراءة، إلا متعة الكتابة، تلك المتعة الأعظم والأعمق والأندر، فالكتابة، إذا ما تخلت عن تمنُّعها وانصاعت للقلم، هي تلك الحورية الرائعة، الذاهبة بالنفس في طرقات الجنة ودركات الجحيم، متعة ولا كأية متعة أخرى يعرفها الجسد: فهي

إن متعة المطالعة لا تساويها متعة في الدنيا، ففي هذا وحده مقنع ومغنم🍀

❞ وكون المرء قد نسي شيئًا ليس معناه أنه لم ينتفع به، أو أن هذا الشيء اندثر وانمحى، فإنه يبقى وراء الوعي، وإن كان لا يطفو على السطح، ولا تُلِمُّ به الذاكرة، فلا يسعفها حين تطلبه، والفائدة العقلية تحصل على الحالين، سواءٌ نسي المرء ما قرأ أم تذكَّره، كما تحصل الفائدة من الطعام وإن نسي المرء ما أكل، والمعوَّل على الهضم؛ فإن العقل ليس رفوفًا يُصَفُّ عليها ما يقرأ المرء أو يدرس "

❞ إنما قيمة الإنسان بما ينتج، فلو آمن كل الناس بهذا المبدأ وشعر كلٌّ أن هدفه أن يعمل في اختصاصه، وأن يُقِلَّ الكلام، ويدع الآخرين يعملون فيما يعرفون لقفزنا بسرعة إلى الأمام، هذا المبدأ ليس من ابتكاري، إنه من التراث العربي القديم، من قول علي بن أبي طالب: «قيمة كل امرئ ما يُحسن»، أي: ما ينتج .."

خلقت أحب العمل؛ لأني أحس من أعماقي أن العمل الذكي الإيجابي هو الشيء الوحيد الذي يعطي هذه الحياة شأنًا وقيمة، وهو المقياس الأوحد الذي ينبغي أن نقيس به الناس."

أوصيك يا بني أن تكون محسنًا على قدر يدك، وشفيقًا على مدى قلبك، وليكن ذلك في سبيل الله فقط، غير منتظر جزاءً، ولا شكورًا لئلا تُمنى بخيبة تبغّض إليك المروءة."

اقرأ بتدبر كل يوم صفحات من كتاب جيّد للقدماء أو المحدَثين، وذلك في الموضوعات التي تأخذ من نفسك، فتزيد رأس مالك الأدبي، وتُدْخل السرور والسلوى على قلبك، وتشغل جانبًا من وقتك فيما يفيدك، والأفضل أن تكون قراءتك بصوت عالٍ"

وصايا

‫ كان السيد فخري البارودي الشخصية الدمشقية المعروفة يقول لي بين حين وآخر: دع ربع ساعة من وقتك كلّ صباح لتكتب ما جرى لك في اليوم السابق؛ ليكون لك فيما بعد كتاب تُسرّ به"

في نظري أن أجمل شيء في الوجود هو أن يحس المرء أن لقلبه قلبًا يخفق له، وأن لروحه روحًا تتلهف عليه، وإلاَّ فلا كانت الحياة ولا كانت الأيام"

كانت مقولة زوجتي المخلصة الوفية -التي أعترف بفضلها ونبلها وعونها لي- تتردد أصداؤها في أذني: «طالما أنك مشغول بنفع الناس فالله معك، والله لنا، ولن يخيب الله رجاءنا، والحمد لله أولًا وآخرًا»

فإن هنالك تعريفًا واحدًا على الأقل يجب أن يقر به جميع الناس: إن الرجل العظيم هو الذي يترك بعده أثرًا نافعًا. "

لا يكون القائد حرًّا في قيادة فريقه إلا إذا اطلع على كل ما يحدث حوله في وقته المناسب، فالقيادة تعني الاشتغال بالتعلم باستمرار.

❞ وآرائه القيمة، وعندما انتهى من الحديث أقبل أحد الزملاء الصحفيين يسأله مقالًا لجريدته، ورغم أن الزميل عرض ثمنًا طيبًا للمقال فقد اعتذر توفيق الحكيم بأن ليس لديه ما يقوله في المقال، ودهشت وقلت له: إن الحديث الذي ألقاه علينا يمكن أن يُفصَّل منه عشر مقالات(321).

قد يبلغ به –لولا متعة الحديث وقيمته – حد الثرثرة ‫ وأذكر أنه جلس يتحدث إلينا ذات ليلة في نادي القصة، ولم يكن بيننا غريب يخشى توفيق الحكيم مراقبته فانطلق في الحديث ما يقرب من ساعتين بمنطقه السليم وفكاهته اللطيفة =

مكتشف حتى يصبح منك على حذر ويحيط نفسه بسياج من الصمت والتحفظ ويخفى عنك معالمه ويطمس سماته ‫ فإذا ما جلس إلى أحد خلصائه -وهم قلة تعد على أصابع اليد - زال عن نفسه الإحساس بالقلق وانطلق في حديثه انطلاقًا =

❞ فهو إذا جلس إليك على غير معرفة وجدت منه ميلًا إلى الصمت فإذا تحدث ففي تردد ولجلجة لا يمكن أن تتوقعها من توفيق الحكيم الذي رسمت له من أفكاره ومنطقه وفلسفته وذكائه وفكاهته وسخريته صورة رائعة لا تتفق ألبته مع صورته كمتحدث، فهو لا يكاد يحس أنك تنصت إليه إنصاتَ مراقب محاسب=

❞ فهو إذا جلس إليك على غير معرفة وجدت منه ميلًا إلى الصمت فإذا تحدث ففي تردد ولجلجة لا يمكن أن تتوقعها من توفيق الحكيم الذي رسمت له من أفكاره ومنطقه وفلسفته وذكائه وفكاهته وسخريته صورة رائعة لا تتفق ألبته مع صورته كمتحدث، فهو لا يكاد يحس أنك تنصت إليه إنصاتَ مراقب محاسب=

من أسلم الناس منطقًا وأقواهم حجة وأشدهم تركيزًا وأسرعهم وصولًا إلى الهدف الذي يقصده بشرط ألا يشعر أنه مراقب، وأن الأبصار تتطلع إليه، وأنه محاسب على كل لفظ ينطق به، ومؤاخذ على كل حركة يأتيها=

ولا يمنع حصولَ الفائدة أنه نسي ما قرأ أو أن الكتاب غير موجود(217)."

إن فائدة القراءة كفائدة الطعام، والمرء يأكل ليصحَّ بدنُه، ولو أني نسيتُ اليوم ما أكلتُ في أمسي لما منع ذلك أن الفائدة قد حصلت، وأن جسمي انتفع بما طعمت، وكذلك العقل، يقرأ المرء ليستفيد علمًا ويقوِّي مداركَه وينمِّي ملكاته، =