اقتباسات حسن أكرم

... فهمت أنّني إن كنت أُريد إنقاذ العالم عليّ أن أكون مخادِعاً وشرّيراً أيضاً، الطيّبون لا يمكنهم إنقاذ العالم.

ولأنّنا لا ننتهي من الحرب أبداً صار علينا أن نفعل كلّ شيء بوجودها.

أشعر بأنّني تعرّفت على الكثير من الأشياء بعدما ابتعدت عنها. الرؤية هنا أوضح بكثير من ذي قبل، وأشعر بأنّ لديّ رغبة بقص الحكايات، الحكايات التي ستأتيك من الأعلى، أنا الذي أقطن فوقك، نعم فوقك، لا تنظر للسقف… أقصد إلى السماء.

فهمت من صوته البعيد أنه يسأله عن عدد أفراد العائلة؟ ‫

أبي يجيب بصوت واضح «يبدو أنّه الأقرب لمكان المسجِّل من موظف الدولة» ‫

ــ تسعة أفراد.

‫ يسأل الموظف، ولم أتمكن من سماعه بشكل واضح، كأنه يطلب البطاقات الشخصية لأفراد العائلة التسعة.

ثم أسمع صوت والدي من جديد، يعدّ من واحد إلى ثمانية، يقول يبدو أنّني أضعت واحدة، لمن هذه يا ترى؟ هذه لزوجتي وهذه لأختي الكبيرة وثلاث للأولاد وهذه لأختي الصغيرة، هذه لابنتها وبطاقتي، من بقي؟

ثم يجهش بالبكاء، إنّها بطاقة الصافي لقد أخذوها منّي في المشفى وأعطوني بدلاً عنها شهادة وفاته.

‫ في الشريط رقم «8» راح صديقه ضياء بعد أن زارنا في البيت لتقديم العزاء، يسرد علينا قصة عن كرم عمّي، حين اشترى قميصاً وبنطلوناً لأحد رفاقه من المُعسرين عندما كانوا جميعاً زملاء في كلية الهندسة.

[...]

في الكاسيت رقم «10» تقول عمّتي لصديقتها إنّ أخاها الصافي تبرّع بحذاء رياضي من ماركة «ريبوك» مع قميص أبيض وبنطلونين من أجود أنواع الأقمشة لزميله في الجامعة، وكان يخصص له مبلغاً شهرياً ليعينه في حياته.

«أنّ الدجاجة تفهم في الفلسفة أكثر من البشر، إذ إنّها قادرة على تخطي المشاكل دون اكتراث، لم يحدث مرّة أن دخلت دجاجة واحدة على الأقل في أزمة اكتئاب.»

وجهة نظر مُغايرة للسائد، رغم أنها لا تبدو لي منطقيةً جدًا لمّا يُعرف عن الدجاج من خوفٍ وفِرار وإن من صغائِر الأشياء. أعتقد أن الدجاجة طافحةٌ بالكآبة.

كانت الدولة تستنفر كلّ فرد فيها لمقاومة المحتل، حتّى الأطفال.

في الحرب يفسد كلّ شيء حتى رأس المعلم.

كنت عندما أشعر بالجوع، أذهب إلى المطبخ وفي يدي إصبع من الطباشير وأكتب على جدار المطبخ بخط واضح وكبير «جوعان»، وأحياناً أكتفي بحرف الجيم وحده. لا أعرف كيف كانت تصبر عليّ وتخبرني أنّ الأكل سيجهز بعد دقائق، ومن ثمّ تقوم بتنظيف الحائط من الجوع.