اقتباسات شيرين شحاتة

لا تغربي يا شمس حبيّ الحزين

‫ اُنثُري في أرضي الجرداء حب السنين

‫ نرتوي سويًّا فنغدو آمنين مُحلِّقين

عصافيري؟

‫ فنرقصُ سويًّا لغدٍ تُنيره قناديلي

‫ تمتزج ألوانُهم مع حمرة ورودي

‫ فتتهلل أساريري

شعاعُ نورٍ يضيء فجري

‫ قطرة ماءٍ تسقط في صحرائي

‫ تنبت برعم الغد وسط دمعاتي

‫ هل ستنجو يومًا نفسي من كل صرخاتي؟

‫ وتنعم بقيلولةٍ من كل آناتي

‫ ويدور كوكبي في فَلكِ فضائي

‫ وهل سأعود مرَّةً أخرى لاستنشاق هوائي؟

‫ وهل ستعود لسمائي إحدى نجماتي؟

‫ تُنيرُ ظُلمة الليل فتعود لي إشراقاتي

‫ فيسقي الندى ورداتي

‫ فتخضبُّ أرضي وترتع أغنامي

‫ هل سأستيقظ يومًا على زقزقةِ

متى ستنكسر سهام قوتك؟

‫ متى ستخبو قوَّة نارك؟

‫ ومتى سأقتلع شمس نهارك؟

‫ وأحطِّم عندها باب دارك

‫ فأمزق في أثنائها أحرف كتابك

‫ عندها ستُعلِن يوم انتحارك

‫ فتختفي عندها كل صفحاتك

فتطفئي ألمي

‫ وتوقدي فرحي

‫ تؤنسين روحي

‫ وتثبطين حزني

‫ تضمّدين جرحي

‫ وتُنيرين ليلي

‫ وتُطاردين شبحي

‫ وتهللين لضحكي

‫ أهواكِ أمي

‫ وكيف لا؟

تضحك مع ضحكاتهم

‫ تبكي مع دمعاتهم

‫ تقفز فرحًا مع نجاحاتِهم

‫ يحرمها النوم اللقاء مع مرضهم

‫ تتألم فتسقط مع أوجاعهم

‫ فهي لهم وتحيا بهم

‫ وتتنفس الهواء المُقترِن بسمائهم.

‫ أهواك أمي

‫ وكيف لا؟

‫ فمعكِ طفولتي

‫ وورد عمري

‫ انكسارة ظهري

‫ وسقوط دمعي

قلبي وكل جوارحي.

‫ أَفيقي مُنايا وحبيبتي

‫ فلا تكوني سببًا لدمعي ولوعتي

‫ فهل تراني واهمًا

‫ إذا طلبتُ من الأرض مطلبًا

‫ بأن تُعيد لي حبيبتي

‫ فتكون إليها وجهتي

فليغادرني قمري

‫ وتغيب شمسي

‫ وتقبلي كل اعتذاراتي

‫ فلتسقط أسلحتي

‫ وتلفظني أرضي

‫ وتقبلي كل اعتذاراتي

‫ فلأكون كائنًا منسيًّا

أين أنتَ يا صغيري؟

‫ أين أنتَ يا أمين؟

‫ لا تقل أني قد أضعتك

‫ أضعتك بأنانيتي المُفرطة

‫ آهٍ وآهٍ من طعنات اللسان

‫ فجرحاه كثرٌ في وادي النسيان

‫ يتساقطون واحدًا تلو الآخر

‫ ولا عزاء لكَ أيها الإنسان

‫ قتلتك كلمةٌ بلا استئذان

‫ اندفعت هاربةً من اللجام

وأنتِ في الفؤاد خليلة

‫ ولم أشتكِ؟

‫ فلن أكون لغيرك رهينًا.

تُثيرين غيرتهن جميعًا

‫ كلٌ بمَن على الأرض أسيرًا

‫ فليس لحُسنكِ مثيلًا

‫ وليس لهواكِ بديلًا

‫ فأنتِ أنتِ

‫ والشوق منكِ وإليكِ

‫ فلا تسألنَّ المُحب عن حبيبه

‫ فإنَّ فراقه قد ازداده أنينًا

‫ فاتركوه وقلبه في غيمات الليل حزينًا

‫ أهواكِ من بينهنَّ

‫ والعُمر يشتاق لطي آلام السنين

‫ وأهواكِ وهل أشتكي؟

فوق هذا الكون الجسيم

‫ أرتشف من الأزهار الرحيق

‫ وأعدو نحو العبير

‫ أتمايل هنا وهناك

‫ أُلقي الأحزان من هذا القلب الجريح

‫ أتراني سأطير يومًا؟

‫ وأفرُّ باكيًا من أسر السنين

‫ أستلاحقني دموعي؟

‫ أم تراني سأتركها تبكي من هرب السجين؟

‫* * *

إنني هنا الأسير لأحزان السنين

‫ فهل سيأتي يومٌ وينتهي هذا الأنين؟

‫ أتراني سأُحلق يومًا؟

‫ فوق هذا الجسم الأليم

‫ وأغدو عصفورًا يطير بجناحيه

سبحانك ربي رب العطاء

‫ تهبُ عبيدك وقتما تشاء

‫ فإليك إلهي حُبِّي ورجائي

‫ بأن تغفر لي ما مضى من حياتي

سجينٌ أنا في هواكِ

‫ أحمل في هذا القلب خُطاكِ

‫ أطير من سماكِ وإلى سماكِ

‫ أناشد الأمواجَ بالنظراتِ

‫ والأحلامَ بالعبراتِ

‫ بأن أرسو في ميناء عيناكِ

أنا المجهول الهويةِ في البلادِ

‫ أسير الخُطى مُشتاق الفؤادِ

‫ لنظرةٍ.. للمسةٍ

‫ لعلَّه ينجو من ساعات العتابِ

‫ تؤنبني عيوني في غياب رؤياكِ

‫ ويُعاتبني شوقي وكيف أنساكِ

‫ وأنساكِ وأنساكِ

‫ وإذ بي أنسى كل ملامحي وكل أيامي

أنا المجهول الهويةِ في البلادِ

‫ أسير الخُطى مُشتاق الفؤادِ

‫ لنظرةٍ.. للمسةٍ

‫ لعلَّه ينجو من ساعات العتابِ

‫ تؤنبني عيوني في غياب رؤياكِ

‫ ويُعاتبني شوقي وكيف أنساكِ

‫ وأنساكِ وأنساكِ

أخشى أن يبادر إلى خاطركِ يل مليكة الروح، أنني نسيتك أو أنساكِ، يا قاطنة الفؤاد، فأنا ما زلتُ وسأظلُّ أسير أسوارك، أعدو مُستنشقًا عبير أزهاركِ، تقتلعني شمسك، فأُرسم بين أغصانك، فمنكِ كل ابتساماتي وكل آناتي ومعكِ كل أوقاتي، وإليكِ كل اتجاهاتي وذكرك كل إشراقاتي وغيابكِ كل ظلماتي، وأنتِ كل عقلي وهفواتي.

الله أكبر كُن معي يا خالقي

‫ فعبدك يقف بين يديك ظمأنًا

‫ أتوسل منك سكينةً تحيل الدمع أزهارًا

‫ أعدو لعظمتكَ ساجدًا

‫ فقير النفسِ، مُغترب المكانِ

الحب والألم مُرادفان لكلمة واحدة، ألا وهي الحياة، طرفا خيطٍ يتصارعان سويَّا على اجتراره، لمَن منهما ستكون الغلبة؟ ولمَن منهما ستكون الهزيمة؟ لمَن ومتى وكيف؟ أم سيأتي هذا الرابض بابتسامته الساخرة «الموت» ويفر به منهما