اقتباسات عزة سلطان

الحب لا يعيش في عالم مثاليٍّ، بل في عالم مليء بالتناقضات. التحديات التي تواجهه ليست سوى انعكاس لتعقيدات الحياة ذاتها. لكن عندما يُصبح الحب هو المحرك الذي يدفع الحبيبيْن لتجاوز هذه العقبات، يتحول إلى قوة تُلهمهما بناء عالمهما الخاص، حيث تكون الأحلام أكثر واقعية، والواقع أكثر رحمة.

الحب ليس في محو المسافات، بل في إدارتها بحكمة. المسافات الآمنة هي الوعد الذي نقدمه لأنفسنا ولمن نحب، بأن نبقى دائمًا أوفياء لذواتنا، وأن نمنح الآخر فرصة للبقاء بذاته كما هي. إنها الفضاء الذي يتيح للحب أن ينمو دون أن يختنق، وأن يستمر دون أن يبهت.

المسافة الآمنة ليست حاجزًا، بل هي نافذة تطل منها العلاقات على أفق جديد. إنها ضمانة للحب، ومساحة للتأمل، وحدود تحفظ لكل طرف حريته واستقلاله.

فاعتماد طريقة واحدة للتعبير عن الحب- هو أمر يهدد الحبَّ واستمرارَهُ. التنوع يخلق شغفًا، ويزيد الترابط، وهذا هو ما نحتاج إليه؛ كي يستمر الحب.

العلاقات العاطفية هي رقصة متوازنة بين القرب والاستقلال، بين الحاجة إلى الشريك والرغبة في الحفاظ على هويتنا الفردية.

فالنقد البناء يعني التركيز على المشكلة، وليس مهاجمة الشخص. وهو يحمل في طياته رغبة صادقة في تحسين الأمور وليس خلق توترات إضافية؛

، بينما الواقع أنه في العلاقات الصحية يجب أن يحترم كل طرف استقلال الآخر. وعندما يُدرك الحبيبان أنَّ قضاء الوقت مع الآخرين أو الاهتمام بالأصدقاء لا يُقلل من الحب تتراجع الغَيْرَة إلى حد كبير.

العلاقات التي تصمد ليست تلك الخالية من الصعوبات، بل التي تُدار بحب وحكمة.

حين نتكلم عن الحب فإننا نسعى لإيجاد أسباب للحياة، ومصدر للطاقة يدفعنا للمضيِّ قُدمًا لتحمل المشاق، وهدفًا لكوننا نحيا، كل منا يُعرّف الحب بطريقته، وكلٌّ يرى في تعريفه للحب تعريفًا جامعًا شاملًا، يقول الواقع في الحب عنه كل ما يفتح الشهية، ينبِّه الحواسَّ لإيجاده والانغماس فيه حد الغرق، ولن نستمع لمن تكسر قلبه، فالمحطمون والمنكسرة قلوبهم لن يروا في الحب شيئًا حلوًا، إنهم يسعون نحو التعافي.

وتُظهر جوانب جديدة من شخصياتنا. الوقوع في الحب ليس مجرد لحظة عاطفية، بل هو عملية متكاملة تشمل مراحل متعددة، محكومة بأخطاء شائعة وتوازن دقيق بين العاطفة والعقل.

الحب، ذلك الشعور الذي يعصف بالقلب والعقل معًا، ويضعنا في مواجهة أنفسنا قبل الآخر. هو تجربة إنسانية خالصة تُشعل فينا الرغبة، وتحفّز أحلامنا،

«إذا أردتَ شيئًا بقوة فأطلق سراحه، واترك باب القفص مفتوحًا، فإن عاد إليك فقد كان دائمًا لك وإن لم يعد. فإنه لم يكن لك من البداية».

«نحن لا نقع في الحب مع من يحبنا، بل مع من يحبنا بالطريقة التي تعالج جراحنا القديمة»

التقدير ليس مجرد رفاهية، بل هو أساس الحب الذي يبني الجسور بين القلوب، ويُبقي العلاقة حية ومليئة بالمعنى. هو الحكاية التي تُكتب بلا نهاية، واللغة التي تُفهم حتى دون كلمات، حيث يصبح كل يوم جديد فرصة أخرى للتعبير عن الامتنان والمحبة العميقة.

يقول محمود درويش: «الحب أن أكتفي بك، ولا أكتفي منك».

التفاهم بين الحبيبين هو تلك الموسيقى التي لا تُسمَع، لكنها تُحَسُّ. هو الحوار الذي يجري في صمت، واللغة التي تُفهم دون كلمات. في كل لحظة يُبنى التفاهم تتجدد العلاقة، وتزهر المشاعر كأنها ربيع دائم.

وكما قالت غادة السمان: «الحب هو أن أجد فيك أمان العالم»،

فالحب لا يعني أن يُصبح شريكك نسخة منك، بل يعني أن يكمل كل طرف منكما الآخرَ، و يحتاج التفاهم أيضًا ألا يكون أحد الحبيبيْن محمَّلًا بأحكام مسبقة، تلك التي تطغى على وعيه وتجعله لا يسمع ولا يستوعب ما يقوله الحبيب/ة، فالأحكام الْمُسْبَقَة قاتلة لأي فكرة تلي بعدها.

الوقوع في الحب ليس مجرد لحظة عاطفية، بل هو عملية متكاملة تشمل مراحل متعددة، محكومة بأخطاء شائعة وتوازن دقيق بين العاطفة والعقل.

الحب، ذلك الشعور الذي يعصف بالقلب والعقل معًا، ويضعنا في مواجهة أنفسنا قبل الآخر.