اقتباسات كريمة الشريف

فكما ذكرنا آنفًا، هذه نزعات طبيعية في المرء يمكنه التحكم بها بنفسه وتحويلها من لون الجريمة الدامي للون لطيف، هادئ، ناعم، يسير في طريق السواء وقبول الذات.

فالسادية والمازوخية لا يمكن أن يطلق عليهما أمراض نفسية بحتة.

فلكل شيء درجات متفاوتة، قد نجد سادية لطيفة محببة يشكلها الفرد في ميوله للقيادة وتوجيه الآخرين، أو إخراج عمل متميز يتفوق به على الجميع.

وربما يكون السبب في نجاحك أو هدم حياتك فكرة ما غرسها أحدهم في رأسك أو فكرة ما قمت أنت بغرسها في رأس أحدهم.

تخيل كذلك أن أحدهم قام بفتح رأسك أثناء نومك أو في لحظات استرخائك وسرحان عقلك ثم قام بوضع عدة أفكار جديدة؟

فكلما ازدادت درجات السادية للفرد، ازداد احتمال ارتكابه للجريمة.

في الماضي تم تصنيف السادية بأنها اضطراب سلوكي ونفسي ولكن مع تقدم الزمن، ومحاولة فهم السادية، يمكن الإشارة إليها بأنها جانب مظلم من الشخصية أو أنها الشخصية المظلمة التي تمتد ما وراء تفسيرات الطب النفسي والسريري.

فارتكاب الجريمة بغرض المتعة لهو من أخطر الأمور التي يمكن لعقل الإنسان التَّعرُّض لها.

فقد يحمل الشخص الصلب شيئًا من الرقة والرحمة والحنان والرومانتيكية ما لا يمكن أن يوجد في نفس رقيقة بفطرتها، تميل للفضيلة.

فلنتخيل نفس الإنسان منزل ضخم، قد يكون قصرًا، أو بيت فقير، عالم رحب، أو مساحة ضيقة، هناك عدد من الغرف في هذا المنزل، غرف مفتوحة، ترحب بالآخرين من الخارج، وغرف مغلقة يفتحها صاحبها من حين لآخر، أو لا يفتحها، حدائق..

إن الرب لم يخلق شخصًا واحدًا يحمل الكمال في ذاته، ولو كان كمال الشر!

كتب عبيد بوملحة، (2018) كيف اشتق مصطلح المازوخية من اسم الروائي النمساوي ليوبولد فون ساشر مازوخ بعد أن قام الطبيب ريتشارد فرايهر فون كرافت إبينج بنشر كتابه العلمي المُسمى: "الطب النفسي الجنسي"، وأشار لغريزة جنسية انتقائية تجمع بين عدة أنماط سلوكية وضعها جميعًا بجرأة تحت مصطلح المازوخية نسبة لمازوخ ونشر كتابه في عام 1886م.

وفي الحقيقة لا يوجد رجال أساطير ولو ظهر للبعض ذلك، فلا بد للمرء من أوقات يكون فيها ضعيفًا محتاجًا، تلك طبيعة بشرية، لا بد للمرء من لحظات -ولو كان رعديدًا- يهدأ بها ويتحدث ويثرثر، ورُبَّما يبكي.

النساء، ذلك اللغز الذي لا حل له.