اقتباسات جليل البنداري

وفي لندن رقصت دولت سليمان عارية، أمام قصر بكنجهام، ونشرت صورتها وهي عارية في مكان بارز من الصفحات الأولى في جميع أنحاء العالم! وعند عودتها إلى ألمانيا، قامت أزمات بين قنصل مصر العام في فرانکفورت، وبين حكومة ألمانيا بسبب دولت

سوى قطعة من الحصير البالي وكرسي من الخيزران بثلاث أرجل، وحتى هذا الكرسي الوحيد لا يستطيع الوقوف، إلا إذا أستند إلى الحائط!. في هذه الغرفة الحقيرة من المنزل رقم ۸ بعطفة المغربل بحي باب الشعرية، يعيش عباس سليمان عمر الشهير

ذاك استبدلت بالمسرح «كباريه» لجنود الحلفاء.. وفي سنوات الحرب العالمية استطاعت أن تجمع هذه الثروة التي قدّرت - بعد خروجها من مصر - بمائتي ألف جنيه!.

‫ ودارت عَجلة الزمن مرة أخرى!..

ودارت عَجلة الزمن بسرعة. ‫ ففي أكتوبر سنة ١٩٣٩. أنشأت مَلكة الليل كازينو أوبرا بستة آلاف جنيه. وبعد شهرين من افتتاح هذا الكنز. كانت أرباح بديعة مصابني قد وصلت إلى ألف جنيه في الشهر! ‫ وإذ ذاك استبدلت بالمسرح «كباريه»

‫*** ‫ إن بديعة مصابني، وهي طفلة، كانت تتحلى بطقم كامل من الذّهب والفضة. من «الكردان» إلى القرط إلى الخلخال. وعاشت ولوعة باقتناء القطع الذهبية والماسية، وعندما خرجت من مصر، كانت تتزين بمجوهرات قدّرت بعشرين ألف جنيه! ‫ وقد ذاقت

إلى أن التقت بـ نجيب الريحاني في القاهرة، وتعاقد معها، ثم هربت منه إلى الشام، وفي اشام تعاقد معها مرّة أخرَى. ولكنه في هذه المرّة وقّع معها عقدين: عقد التمثيل وعقد الزواج! ‫*** ‫ … وننتقل الآن إلى بيت الزوجين!

لم تكن بديعة جميلة الصوت، ولا راقصَة ممتازة. ولكنها كانت تتمتع بجاذبية وسرعة بديهة وخفة دم. هي كل رأس مالها في الحياة! ‫ وبهذا «الرأس مال» المتواضع. نزلت إلى سوق الجواري والتمثيل. ولكنها لم تبدأ في القاهرة؛ لأن ملاهيها كانت

وفي «صَبَاحيّة» الزّار.. يحضر المطربان عبداللطيف البنا وصالح عبد الحي.. ويزفان «كرسي العوافي» الذي تجلس عليه عروس الحفلة، بَمبَة كشّر، ويدوران حولها وهما يتغنيان بهذه الأغنية المشهورة:

‫ كرسى العوافي نصبوه لك

أول فيلم قامت سامية جمال بالدور الأول فيه، هو فيلم (من فات قديمه) بأجر أربعين جنيهًا. وهو أول فيلم مصري، يستقبل الجمهور أبطاله ومخرجه بالبيض والطماطم!. ‫ وأول مائة جنيه تقاضتها سامية جمال في حياتها، كانت من شركة أفلام عبدالوهاب

خذ هذه الفتاة بدلًا منها! ‏

‫ ‏وأشار المخرج إلى سامية جمال، فأخذها المساعد إلى غرفة الماكياج… وعندما أخرج بدرخان فيلم «على مسرح الحياة» رشحها لدور قصير، تقاضت عنه خمسة جنيهات!‏

ولم تستطع الطفلة، وقد أصبح عمرها 14 سنة، أن تصبر على هذا الذل؛ ففي ساعة مبكرة من صباح أحد الأيام - سنة ۱۹۳۸ - هربت السيدة زينب من الواسطى إلى القاهرة ونزلت ضيفة على شقيقتها الكبرى

سنة 1917 رقصت شفيقة القبطية في باريس، بحذاء من الذهب المرصع بالماس!.. وفي سنة 1950 رقصت سامية جمال «حافية» في دوفيل!..‏

‫ ‏وسامية جمال اسمها الحقيقي «السيدة زينب»، وهي ابنة شيخ معمم اسمه الشيخ خليل إبراهيم، كان متزوجًا من اثنتين

على مدينة الإسماعيلية كانت بين المتطوعات، وشهدت بعينيها القنبلة التي سقطت على بيت أبيها فأحالته أنقاضًا. وانكفأت تحية كاريوكا على إحدى الجثث، وأخذت تبكي بحرقة، لقد كانت جثة أخيها الأكبر الذي كان يلقي إليها ببقايا الطعام!‏

2500جنيها! ولكنها لم تيأس، واستطاعت أن تقف على قدميها وتتحدى الزمن، حتى جاءها عقد من ستوديو مصر، لتقوم بالدور الأول في فيلم البيت الكبير، وقبضت خمسمائة جنيها عربونًا دفعتها لشركة الفنادق، وتعهدت بأن ترقص بما تبقى عليها من مبالغ؛ فكانت

وكيل أعمالها الذي قدمها إلى المخرج والممثل الكبير أورسون ويلز - زوج ريتا هيوارث السابق – فعرض عليها دور أميرة هندية في مسرحية «75 يومًا حول العالم»، ولكن وكيل أعمالها رفض هذا العرض!.‏ ‫ ‏وفي هوليوود عرضت عليها بعض الشركات

إليه بالنوتة الموسيقية برقصة الكاريوكا. ووصلت النوتة، فقدمتها لمعلم رقص ألماني ليدربني عليها في نظير مائة وخمسين قرشًا… أما البذلة فلم تكلفني أكثر من جنيهين! ومن اليوم الأول الذي رقصت فيه هذه الرقصة، أطلقت علي الصحف والمجلات اسم: "تحية كاريوكا"!!.‏

لنوع الذي يمكن وصفه ب (الفاجومي) الذي يحيا بلا حسابات، وقد أدي هذا لأن يخافه الفنانون وأن يحترموه في نفس الوقت، كانت تحية كاريوكا نجمة الخمسينات بلا منازع، وكان ينتقدها بقوة، ولكنها كانت تقول ضاحكة ده (جليل) الأدب و(بنداري) عليه،

٩

‫دولت سليمان

‫ راقصة مصر الرسمية

‫ «عاشَت حائرَةً.. تَرْقُصُ لِتَعيشَ.. وتَعيشُ لِتَرْقُصَ.. وهِيَ تَحتفظ بثلاثة أشياء: الذّكريات من برلين.. والعَواطف من باريس.. وجَواز السّفر من القاهرة»!!

٨ ‫سامية جمال ‫ الجارية التي رقصت ‫ حافية في دُوفيل! ‫ «كانت حتّى سِنّ العشرين. لا تقرَأ ولا تكتب. ولا تَحفظ من اللغة العرَبية؛ سِوَى الحروف التي يَتكوَّن منها اسْمُها! أمَّا اليَوم؛ فهي تتحدّث بثلاث لغات. الإنجليزية والفرنسية والإيطالية»!!

‫تحية كاريوكا ‫ الباحثة عن زوج! ‫ «وَصَلتْ في يوم من الأيّام إلى أقصَى ما تَصل إليْه راقصَة في مصر… ولكن مَطامعها لم تقف عند حَدّ. فاشترت «الجَواز» اليهودي؛ ليكون جَواز سَفر إلى هوليوود!. وثارت عليها الجَمَاهير. فلمْ تَعْبَأ.