اقتباسات ماسيمو جارميلليني

كانت تقول إننا حينما نرغب في تغيير أمر لا يروقنا، فعلينا تغييره بطريقة تروقنا أولًا.

أحيانًا ما تحدد الحياة مصيرنا في لحظة، وسرعان ما يضمحل الحد الفاصل بين البطل والخسيس حتى يصعب التفريق بينهما..

همس قائلًا:

‫ - لا تبدو حقيقة الأشياء دائمًا كما نراها.

‫ - دائمًا ما رأيته..

‫ - ناضجًا؟

‫ - .. واحدًا من أولئك الرجال الواثقين بأن الالتزام يكمن في أخذ كل شيء على محمل الجد. يسقط الآخرون في الفخ ذاته ويطرحون عنهم أحمالهم في مقابل أمور أخرى.

أذكر مبدأ ضمن أهم المبادئ الوجودية المحببة إلى قلبي يقول: “تنمو فقط تلك الأشياء التي ينكبُّ اهتمامك عليها” لكن الحياة تُجبرنا بتحديد أولوياتنا باستمرار، ومن ثم، ينتهي المرء بأن يتجاهل جميع المواقف الأقل ضرورة والأكثر ضيقًا ليضعها في ركن مبهم ❞ غير مرئي، وفي منأى عن نور الوعي الذاتي. ❝

‏

ميلانو، ديسمبر، ٢٠٨٠

عجبتني فكرة ان الكاتب ختم القصة بتوقيع سنة ٢٠٨٠ يعني الولد يبقي عنده ٦٩ سنة وقتها

بفضل الفيروس ازداد الأغنياء ثراء والفقراء تعاسة. هذا هو التباعد الاجتماعي بحق

اكتشفت أن الحب قد يكون تلك العصا التي نتكئ عليها، ولكنه سيبقى، وقبل كل شيء، سيفًا نغزو من خلاله وعيًا جديدًا لقدراتنا الدفينة. لعدة سنواتٍ رأيته كغايةٍ، ولم أعلم أنه وسيلة نصل من خلالها إلى الآخرين.

الحب لا يكفي لجعل البشر سعداء. فالعالم لا يُنجب السعادة، وإنما نجدها نحن من خلال طريقة تعاملنا مع العالم من حولنا.



‫ منذ ذلك الحين الذي تحوَّل فيه الواقع إلى طاغية مُستبد، فررت إلى ملجئي الخيالي.

ألن أرى أُمِّي أبدًا وعلى وجهها تلك التجاعيد؟ لعلَّها ستبقى شابَّة إلى الأبد، كالصورة التي على أحد رفوف المكتبة؟ ستتمكن من الانتصار على الشيخوخة، مرتدية ذلك القميص، وحول رقبتها عُقد من اللؤلؤ ستظل محتفظة بشبابها بعينيها الزرقاوين الصافيتين، وابتسامتها العذبة التي مازالت تدهش جميع الناظرين إليها.

من المؤلم ألا تكون محبوبًا، ولكنَّ الأكثر ألمًا أنك لم تعُد محبوبًا كما كُنتُ من قبل. فالحب من طرف واحد تضيع أهدافه، بل إن الشعور الوحيد الذي يمنحه إيَّاك؛ هو الشعور بالحرمان.

شعر أولئك الذين تم هجرهم بأنهم مذنبون بلا سببٍ، وكأنهم حلوى سيئة المذاق، ينفر منها كل من تذوقها ‫ كانت تلك هي مشاعري التي لم أتمكَّن من استيعابها بمفردي لعلَّ أُمِّي ذهبت بحثًا عن طفلٍ يجعلها أكثر سعادةً.

من المؤلم ألا تكون محبوبًا، ولكنَّ الأكثر ألمًا أنك لم تعُد محبوبًا كما كُنتُ من قبل. فالحب من طرف واحد تضيع أهدافه، بل إن الشعور الوحيد الذي يمنحه إيَّاك؛ هو الشعور بالحرمان.

شعر أولئك الذين تم هجرهم بأنهم مذنبون بلا سببٍ، وكأنهم حلوى سيئة المذاق، ينفر منها كل من تذوقها ‫ كانت تلك هي مشاعري التي لم أتمكَّن من استيعابها بمفردي لعلَّ أُمِّي ذهبت بحثًا عن طفلٍ يجعلها أكثر سعادةً.

علمت حينها أن الموتى يتقلّصون حجمًا، كما لو أن العظام المُخبَّأة في أجسادهم تقلُّ تدريجيًّا عندما تتركها الروح. فالموتى ينقصون حجمًا، والأحياء يزدادون تعاسةً

أخذت قرارًا حينها أنه إذا أردت رسم العالم بداخلي، فسأرسمه بالكلمات.

ثم اختتم حديثه قائلًا:

‫ - إذا لم يعد العالم الخارجي يحبنا، لسوف نخترع عالمًا آخر بداخلنا، أجل، بداخلنا فقط. حينها، لن نعود بحاجة إلى أحد.

يتطلب التغيير تركيزًا وطاقة، لكن هذه المرحلة من الرواية لم يتمكن البطل خلالها من تحقيق مبتغاه، وآثر الاستقرار على خط المقاومة الأدنى، والأقل تكلفة. يظل هكذا حتى تظهر هوة تحت قدميه تُجبره على الحركة والقفز،

كالعادة، تأتي لحظة لا يجد البطل أمامه حينها سوى التخلي عن صُحبة عاداته الآمنة لمواجهة عالم لم يكتشفه من قبل. ثمة شخص أو شيء يدفعانه للمغامرة، لكنه ما زال يقاوم، واقفًا على عتبة المجهول. كان يخاف الموت، والقيامة أيضًا.يريد البقاء حيثما يكون

...

كلما تمنَّعت الحياة عن إجابتي بطريقة مرضية، خشيت أن أطرح عليها مزيدًا من الأسئلة.

كل شيء يسير إلى الأسوأ، بل إن الأسوأ ربما لم يأتِ بعد. ليس علينا اختلاق الأكاذيب لاسترداد شجاعتنا المسلوبة.

ليس كافيًا أن يحبنا الآخرون، ولكن الأهم أن «نشعر» بذلك الحب.