اقتباسات عبد الحليم جمال

نحن، العيون، أكثر الأجزاء درايةً بشعور القلب حين يقع محبًا وبشعور القلب حين يقع منكسرًا.

ظلوا يتساءلون وينه أبو علاء وما من إجابة، لم يبتاعوا العلقم لأنَّهم بالفعل يعيشونه، لم يصبر قومٌ كما صبروا، لكنهم جزعوا؛ انتظروا الكثير كي يصلوا وما وصلوا. ذهبوا إلى مصيرهم وما من إجابة، وما من وصول.

ما جدوى أن يحتفل المرء بذكرى اليوم الذي جاء فيه إلى هذا العالم؟ السبب الوحيد المعقول والمقبول هو اقتراب موعد الرحيل.

«لا مناص، فرائحة اللوز المر كانت تذكِّرها دومًا بمصير الغراميات غير المواتية»

أنا لا أكف عن التفكير، عقلي ترسٌ لا يتوقف، في حين أنَّ كثيرين منهم ذووا عقولٍ خرِبة لم تدرْ منذ دهر، ورغم ذلك هم هنا وأنا لست هنا.

الآن أعمل في أغنيةٍ جديدة، مشيت أدندنها في شوارع المدينة وسط ضحكاتهم الساخرة:

‫ أنا الذي لم يظفر بشيءٍ

‫ أنا الذي لا يحبه أحد.

❞ الحب يُضعِف الأقوياء أنفسهم، فما بالك بالضعفاء من الأساس؟ ❝ عامر وثراء:")

كفانا ذكريات، كفانا آلامًا. الآن هو الوقت المناسب للهروب، من نحن؟ نحن عينا الإمبراطور اللتان لطالما رغبتا في التحرر، وها نحن الآن نتحرر. نحن عينا الإمبراطور اللتان سئمتا الحزن وملَّتا الكدر.

أريد مساعدتكما.

‫ قلت في دهشة:

‫ نحن؟ نحن لا نملك أي شيء، سوى حزننا.

أرهبتهم فكرة أنني الوحيد المبصر وسط قرية الشموع العمياء.

وهذا ما توارثته الشموع كلها، فجدي الأكبر قال لابنه إنَّه لا أفضل من أن تكون شمعة، أنت على الأقل أفضل من أعواد الثقاب، وتوارثت هذه الفكرة أجيال الشموع كلها، لكنهم تغافلوا وجود مصابيح.

لم يكن كأي نهارٍ ولم تكن كأية صبيحة شهدتها مملكتنا، ليتني لم أشهد ذلك اليوم، ليت قبس الفجر لم يستسلم لقرص الشمس وسمح ببدء يوم جديد، ليته لم يرفع الراية البيضاء، ليتها ظلت معتمة! لم نر في الضياء إلا هلاكنا.

«ألتهم أصابع المحشي، ألعق أصابعي بلذةٍ وانتشاء، لا أعتقد أن هناك طعامًا أشهى من محشي الكوسة. يذهب بعقلي بعيدًا، يسافر بي عبر الأزمنة، يجعلني ملكًا للعالم في لحظة، وفي اللحظة الأخرى يعيدني لواقعي»

من يصغِ للمدينة لن يهنأ يومًا واحدًا، وأنا أريد أن أهنأ بأيامي كلها، أنا وهي.

ظلوا يتساءلون وينه أبو علاء وما من إجابة، لم يبتاعوا العلقم لأنَّهم بالفعل يعيشونه، لم يصبر قومٌ كما صبروا، لكنهم جزعوا؛ انتظروا الكثير كي يصلوا وما وصلوا. ذهبوا إلى مصيرهم وما من إجابة، وما من وصول.

قصة مؤلمة، ولم أتخيل أن تكون نهايتها هكذا. تعكس الكثير والكثير مما نعيشه حاليًا.

⁠‫«يلا علْقَم طازة.. في المحلات هيقولك بتلاتين وعشرين.. العرض النهاردة يا حضرات علْقَم طازة اتنين بخمسة وأربعة بعَشَرة، أوكازيون أوكازيون، مُرْ بلدنا يا ناس، دوقوا ومش هتنسوا طعمه».

أرهبتهم فكرة أنني الوحيد المبصر وسط قرية الشموع العمياء، وكأنني سقراط وكأن حكومتنا الجليلة أصبحت فجأة حكومة أثينا الديمقراطية!

‫ ظلام، إظلام، دجى، دَجْن، سواد، اسوداد، عمى، عتمة، دياجير الليل كلها تجتمع أمام عيني، لا أرى شيئًا، ولو فتحت عينيّ. يقيدون عينيّ بعصابة سوداء، أسير على مهلٍ وكأنني عاصٍ يعبر الصراطَ المستقيم، الأغلال السادية تعيق حركتي فتجعلني أبدو كمهرجٍ لا يعرف كيف يؤدي حركاته

وشرعت أعقد المقارنات بين الشموع والمصابيح، وتذكرت اعتقاد الشموع بأنه لا أمة تضاهينا تقدمًا ورفاهية، نحن خيرٌ من قرية الظلام التي بجوارنا، نحن أفضل من قرية الرماد التي يتضور أهلها ظلمة وعتمة. وماذا عن مدينة المصابيح؟ وماذا عن مدينة السناء؟ وماذا عن مدينة الأقمار؟

«كل المناطق تصلح لزراعة الكوسة، أراضينا كلها صالحةٌ للكوسة رغم أنفكم أيها الحاقدون، أراضينا كلها! أتفهمون؟»