اقتباسات شهاب الدين الهواري

وفي رائعة فروزن، نجد أولاف وهو يذوب يقول: «بعض الأشخاص يستحقون أن نذوب لأجلهم» وبالطبع لا يعني التعاطف التأذِّي بل أن يجد الآخر صدى أنينه في قلبي.

وهو: «هل لنا الحقُّ في التفاهة؟!» هكذا طرحته على أحد مرضاي، والذي كان مثالًا للجد والاجتهاد لدرجة أنه نسيَ أنْ يستمتعَ بشيءٍ من التفاهة! وأعني بالتفاهة هنا: الأنشطة التي لا تهدف لشيء سوى الحصولِ على قدرٍ من المرح والبهجة،

«كل راحة تبدأ مع التسليم. ودونَ التسليم لا يحدث شيء!»، هكذا يرى المدمنون المجهولون معنى التسليم، لكن للتسليم عدة معانٍ، وما يعنينا هنا هو أن نسلّم رغباتنا وشهواتنا وإرادتنا لإلهٍ محبٍّ عطوفٍ يديرها لنا.

أنت الراحل والرحلة؛ فسر منك إليك، وأنا أعلم الليالي الليلاء التي جعلتك تتساءل عن كل شيء أجبته هنا بين ثنايا هذه الصفحات؛ ولذا فرسالتي على هذه الطريق زلِقة أن هاك يدي؛ فتوكأ عليها وليكن لك منها مآرب أخرى!

إن تمسكنا بأننا أشخاص خيّرون وأن الأشرارَ هم الآخرون قد حَرَمنا أيَّ فرصة لإدراك الشر ومعالجته. بقدر ما فينا من الخير نحمل الشرَّ معه؛ الشرُّ الذي قد لا يظهر لكوننا في ظروف خيِّرة.

يوجد طريقةٌ للتعافي حتى من أكثر تجاربنا المخزية، والجواب هو التعاطف، التعاطف هو ترياق الخزي، كما لو أنه أشد أنواع السموم، يجب إبطالُ مفعول سُميّة الخزي بمادةٍ أخرى إن كنا هادفين لإنقاذِ المريض، إن التعاطفَ هو الشيء الوحيد القادرُ على إبطال مفعول الخزي.

ترى ماريون وودمان M. Woodman أن الوظيفةَ الوالدية لا بد أنْ يلعبَها المرءُ لنفسه أولًا حتى يتمكَّن من القيام بها لآخر.

لكننا اليومَ أمامَ سؤالٍ مختلف وهو سؤال الماهيَّة: «ما أنا؟» وهي: ما، وليس: من، لأنّ «من» تشير إلى شخصِ متماسك فاعل، لكنّ الكثيرَ من أبناء هذا الجيل يقفون في حيرة من الماهيَّة لا الوظيفيّة.

‫ أنت هنا الآن، أنت معك، لست نفسَك الذي تركت خلفَك، لا تخف نجوت من الأذى! اللحظةُ ملكك، ما لم يكن معك بالأمس أنت تمسكه الآن، الآنَ وليدٌ جديد اغسله من دم المخاض وعلائق الخروج…

لا أعدك أن اليقظة ستغيِّر الواقع، لكنك من خلالِها ستدرك أن الواقعَ ليس بالسوء الذي تظن!

أيمكن أن يكون الحنينُ والشوق إلى الله هو شغفًا نابعًا في أعماق طبيعتنا البشرية وأشدِّ غرائزنا وظُلماتنا؟ شغف لا يدَ للعالم الخارجي فيه، ولا سلطان له عليه، ربما أعمق وأشد من توقنا وانفعالنا بالحب لأيِّ مخلوق!

تقتلني لتغسلَ يدك، لكنّ يدك ستتسخ مرتين؛ بذنبي إن صدقتَ وذنبك.

كان من دُعاء النبي: «وأسألك الشوقَ إلى رؤيتك من غير ضراء مضرَّة ولا فتنة مُضِلَّة»(41) أي أن يكونَ التوقُ الروحيُّ توقًا سويًّا لا اضطرارًا نفسيًّا

فأنت تعرف هذا اللحن جيدًا. ذلك الاضطراب الغريب الذي تشعر به في جسدك، وتلك الخواطر التي تراودك لمعاودة إدمانك، ولا يمضي إلا وقت قليل لتجدك تسير نحو السلوك السلبي وكأنك تحت تأثير منوِّم، تدرك في موضع بعيد أنك تدمر نفسك، لكنك لا تستطيع التوقُّف!

الظلِّ الشخصي بأنه ما ليس أنا؛ الجزءُ الذي لا أقرُّ به من نفسي، وبهذا فهو يختلف عن الازدواجية وفيها يكون لديك صورتان شخصيتان؛ واحدةٌ لدى الناس تحمل ما يرغبون رؤيتَه أو ترغب لهم -أنت- رؤيته، وأخرى لديك تحمل ما تُخفيه عن الناس. أمّا الظلُّ فيحمل ما تُخفيه عن نفسك! فهو كمكبِّ النفايات الشخصي

يئنُّ تحت وطأة هذا الجوال الثقيل؛ كأطلس يحمل الأرض على كتفيه، لكنّ صاحبَنا يحمل نفسه مثقَلًا بها!

وينيكوت: «سينظر الطفلُ إلى وجه الأم ليرى انعكاسه عليها، فإن لم يجد هذه المرآةَ متاحةً له ولصالحه سيظلُّ يبحث عنها طوال العمر

في حياة الرُّشد عليك أن تنهض إليك لتحتضن ذاتَك، لهذا السببِ ترى ماريون وودمان M. Woodman أن الوظيفةَ الوالدية لا بد أنْ يلعبَها المرءُ لنفسه أولًا حتى يتمكَّن من القيام بها لآخر

«المشاعر التي [نستقبحها] ونكبتها لا تموت، بل ندفنها عميقًا في الداخل إلى أن تُطلّ علينا بصورةٍ أشدّ قبحًا».

الاستخراج(Externalization):

‫ يختلف الاستخراج عن الإسقاط بكونه الانتباهَ الانتقائيَّ لعثرات الآخرين وعيوبهم المشتركة معي؛ فعثراتُ الآخرين المشتركة معنا تجذب انتباهنا لنقدنا وإظهارِها فوقَ غيرها.