اقتباسات أحمد مدحت

معظمنا ننساق خلف الهاجس نفسه، نضمن البشر والأشياء، نتعامل مع وجودها باعتياد الأبدية الوهمي، ناسين أن الأشياء لا تبقى من تلقاء نَفْسها، والعلاقات لا تستمر إلا ببذل الجُهد من أجلها..

أليس سرقة الأحلام والأيام وبسمة الشفاه وراحة النفس أشد فداحة من سرقة الممتلكات؟!

كم تمنت لو أنها تستطيع محو كل ذكرياتها معه من عقلها! بل كثيرًا ما كانت تخلو بنفسها في غرفتها وتتخيل نفسها فتاة يتيمة نشأت دون أن ترى أباها، وتتخيل كم كانت ستحبه لو لم يكن له وجود حقيقي!

أرى أَننا، أبناء النصف الأول من التسعينيات، أكثر إدراكًا إلى الكثير من الأشياء على حقيقتها، بلا تهويل أو تهوين، نتعلم أسرع، بثمن أكبر طبعًا، المهم أن نتعلم ولا تصبح الأثمان المدفوعة من صحتنا الجسدية والنفسية مُهدرة بلا عائد.

هل من المخجل أن يعترف المرء أنه لم يجرّب مشاعر الحب تجاه أبيه، وبالتالي مشاعر لوعة فراقه عند الموت!

مواساتها المفتعلة لصديقتها وعزاؤها المصطنع لم يكن تبلدًا في مشاعرها، صحيح هي تعرف في نفسها قدرًا من العقلانية في إدارة مشاعرها، على عكس معظم النساء اللائي قابلتهن في حياتها، إلا أن هذا الموقف بالتحديد يختلف، كيف تظهر حزنًا لأن صديقة

هناك ألم لا يمكن تجاوزه، فقط يسمح لكَ- بعد جهد منك- بالتصالح مع وجوده. حتى يحين اللقاء مع الأحبَّة، في عالم أجمل، وأكثر دفئًا.

‫ في تلك اللحظة أدركتُ الحقيقة المُرَّة، أنني فقدتُ السند بمعناه الصادق، وأن أمي قد فارقتني.

عندما يخبره أن الألم الذي يشعر به لن يرحل مع الأيام، كما قد يخبره البعض؛ فهذا النوع من الصدمات تحدث ليستمر أثرها ملازمًا لصاحبها، وهذا هو الخبر السيئ، أمّا الخبر الجيد فهو أن الأيام ستساعده على تقبُّل الألم؛ ستجعله يتوارى

علامة مهمة لفقدان الأمان في أي علاقة ارتباط عاطفي أن تفقد القُدرة على الحديث على طبيعتك، أن تفكر فيما تقوله وتفعله كما تفعل مع الغرباء،

تتعلم أنَّ الصديق الطيب الذي لا يتوانى عن نجدتك أهم ممن يجيد الكلام المعسول، ويختفي عندما تصرخ روحك تطلب العون.

يومًا ما، أخبرني صديق متزوج أنه يعتقد أن من شروط الزواج الناجح أن تجد مساحة من الصداقة بينك وبين زوجتك؛ فالصداقة الحقيقية هي ما تجعل تشارك الملل، وهو المسيطر على حياة معظمنا، شيئًا متقبلًا للإنسان دون ضجر

ربما لهذا أجاد الكتابة؟ أرهقته أسئلته.

رفضت دومًا الإقرار بالأمر، حتى لو بينها وبين نفسها، وهو أنّ في داخلها رصيدًا متراكمًا من القسوة ما زال يضغط عليها كلما تمّ استدعاؤه، حتى لو من خلال أبسط الأشياء!

❞ المحبة تطمئن حتى أشد الخائفين ❝

معظمنا ننساق خلف الهاجس نفسه، نضمن البشر والأشياء، نتعامل مع وجودها باعتياد الأبدية الوهمي، ناسين أن الأشياء لا تبقى من تلقاء نَفْسها، والعلاقات لا تستمر إلا ببذل الجُهد من أجلها

لقد نكأ دون أن يشعر جرحًا لم يندمل في قلبها لو ليوم واحد على مدار سنوات طوال. لقد أخرج شبح أبيها من قبره ووضعها أمامه وجهًا لوجه، وبعث دون أن يشعر أبشع مخاوفها.

فأحيانًا ترتبط راحتنا بوجوب مغادرة أكثر من أحببنا!

كلًّا منّا يمتلك نسخة شخصية لذات الحدث، يصمم أنها الحقيقة المطلقة، رغم ما ينطبع فيها من هواه الشخصي.

عندما نتحرر من مشاكلنا وأحزاننا، ونعطي أنفسنا حقها في التعبير عن ذاتها، تصبح أرواحنا أجمل ونستطيع أن نحب بصدق وأن نقدم يد العون بصدق، فإننا لا ننفع أنفسنا ولا من حولنا حين نكبت أحزاننا أو حين نفعل ما لا نحب