اقتباسات عفاف سعيد

عقَّب محمد:

‫ - حتى لو كان الوطنُ كومةَ رماد؟!

‫ قال بسطة:

‫ - الرمادُ سيُكسَح، والأساسُ سيُبنى، والبناء سيعْلو طالما جذورُنا متشبِّثة به، لكن مِن أين نأتي في الغربة بالجذور!

هل تشكّكين في ميزان العدالة؟

‫ - ليس الميزان، ولكنّ القائمين عليه، الميزان رمز مبصر لعميان، كلّ ما عليك أن تختبئ في الظلام بعيدًا عن كفّتيه، يقولون المجتمع لا يعاقب مَن يخطئ؛ بل مَن يعجز عن إخفاء أخطائه.

الرماد لا يخشى الاحتراقَ يا سيدي؟ ونحن بنات الرماد بامتياز، لن تشتعل في عظامنا نارٌ بعد احتراق.

لكن مِن أين نأتي في الغربة بالجذور!

والأرضُ الباردة لا تسمى وطنًا

لتعلموا أنَّ عيبَ الأجساد يضمد، وعيبُ النفوس لا علاج له.

مِن قمَّة المعاناة يأتي الفرج، وعند شدَّة ظلام الليل يولَدُ الفجر.

وإن التفتَّ في سباقك لألسنة الناس وعقولهم الغبيَّة قد تتعثر، وعثرةُ الجواد الماهر مُهلكة يا قلبي.

❞ سمِع عن انكسار القلب لكنه لم يستشعرْه إلّا تلك اللحظة، ينشقُّ داخلُه ولا حيلة له في إنقاذه، تتمزَّق شرايينُه دون نزيف، ابتلعَه زلزالُ كيانه فعاد ليسقطَ في فراشه وهو لا يدري مَن قد يرفعه، هوى وحيدًا وهو بين كلِّ تلك الأجساد، استسلمَ لغيبوبة لا يرجو منها عودة، ولمَن سيعود!

إيّاك أن يقتل حزنُك عليَّ حلمَك، بل احْمِلني في قلبك وهَرْول نحوه.

وعثرةُ الجواد الماهر مُهلكةٌ

فالساحة تكتظُّ اليوم بأسرابِ النمل الأبيض البشري التي تحفرُ الأنفاق أسفلَ البيوت المسلمة لهدمِها،

لوْ علمَ الرّجالُ ما تزرعه التّعاسةُ في نفوس زوجاتهم ما حبَسوا عطاءً وما بخلوا بحبٍّ أو حنان، لو علموا كمّ الذّئاب الذين يطاردهنّ بكلمةٍ لم تسمعْنَها منهم، أو بنظرةٍ لم تريْنَها من عيونهم لأصبحوا أسودًا بحقّ يعرفون كيف يحْمون عرائنهم.

يبقى الشعورُ بالأمان هو الوحيد الذي يستحق أن يتربّع على عرش الحبّ دون أي شعور..

يترسّخ في النفوس فتعبر المحنَ والصعاب دون أنْ تتفرّق الأيادي.. يملأ القلب فيطمئنّ ويهدأ.. يُغذّي الروح فتنعم وترضى.

ما أجملَ أن يكون هناك مَن نفتح جراح قلوبنا أمامه بلا أدنى خوفٍ أو شك في أنه سينظّفها قبل أن يغلقها.

غريبان، غريبان، سنبقى نبحثُ عن زمان ومكان لحبّنا، نخشى أن يخاف اللقاء منّا؛ فنفترق.

عندما تزداد الضغوط تنحني الأكتاف وتخرّ راكعة لحياةٍ قد تشقى بها..

الحبّ الحقيقي ذلك الشبح الذي نطارده ويطاردنا، لم نلتقِ به، لكنّنا نسمع أنّه موجود، ما زال قلبي يحدّثني أنّه سيأتي يومًا ليتلبسني، وحتى يأتي ذلك اليوم فأنا بخير.

الحرمان اختبار النفوس، المرآة الصافية التي نرى فيها ذواتنا الداخلية بعيدًا عن أيّ زيف أو تلوّن، بعيدًا عن الشعارات والمثاليات، تجربة الحرمان الشاقة هي التي تصهر معادننا ليبقى الذهب ويحترق ما عداه.

هل رأيتِ أسيرًا لا يريد الحرية! أنا لا أريدها، أريد أن أظلّ أسيرك، وأقابل الله بأغلالك التي تلتفّ حول قلبي وأصبعي.