اقتباسات هدى فخر الدين

انا الانثي التي تاهت مع الأشواق ما عبأت تفتش عن قسيم الروح لا ثابت ولا هدأت وما انهيت ترحالي ولكن رحلتي بدأت💟

كل العالم: صباحات وشموس، تعب ثقيل وانتظارات، كتب، أكياس خضار، كلام عن حب، والكثير الكثير من القهوة ‏ ‫ ‏.21‏ ‫ ‏نفذ السكر لأول مرة انتبهت فجأة إلى مرور الوقت، وكأني كنت آمنُ منه بالعودة إلى علبة السكر نفسها يوماً بعد يوم.

جدي لا يتضرع ولا يستكين، جدي في صلاته يؤكد، يعلن للأشجار التي ما زال يرنحها الوسن في الفجر، يعْلن لها أن الله أكبر فتنتبه الجوزة والسروة وتحاولان جاهدتيْن أن تنتصبا خلف زجاج النافذة وحين يسجد تسجدان، لا من شيء إلا التعب.

عندما يصلي جدي، تتمدد السماء فوق العريشة وتنتظره ليخرج وفنجان قهوته. يجلسان، جدي والسماء، في الصباح يتحدثان. هو يتكلم وهي تنصت. وحين يفرغ من شرب قهوته يُطْلِقُ السماءَ من العريشة، فتشرق الشمس، تنهض كائنات الحديقة.‏

جلبت من لبنان كتاب شرح المعلقات السبع للزوزني جئت به إلى أنديانا كمن يحمل معه ذخيرة من الشوق والشغف والذكريات علمت قبل أن أصل إلى هنا أني سأحتاج إلى هذا الزاد إنه شوق عظيم لأماكن لم أزرها، وأسماء ووجوه لم أرها

يجاهدون للفظ الضاد والعين والقاف، يتمسكون بأقلام الرصاص ويهيمون بين الكسرة والضمة والفتحة تحيرهم الألف وتقلقهم الهمزة وأحوالها ولكنهم لا ييأسون هناك ما يدفعهم ولكنه ليس مجرد فضول ولا فتنة ‏ ‫ ‏لا، ليسوا مفتونين، أنا المفتونة وهم جاؤوا إلى صفي يبحثون عن فريسة. وأنا أصحو كل يوم وأحضر لهم حرفًا عربيا ليفترسوه.

لم أجد الشرق في دائرة الشرق الأوسط، ولم أجد شعرا في غرفها المعتمة ليس إلا خيالات ملفات وصفوف وطرائق ومناهج وبرامج كفيلة بأن تحول اللغة العربية إلى جداول ضرب، والشعر العربي إلى صوت خافت مستوحش يمشي أبو تمام في الأروقة باحثًا عن نهار خجول مقمر فلا يجد.

شعرت بالزمن ثقيلاً وكثيراً، وبخطواتي صغيرة صغيرة. لقد عبرت نحو عمر جديد في الرواق بين رفوف الملح والسكر. عبرت إلى حيث سأصبح وحدي، أنا وبيتي ووقتي، وسيصبح علي أن أنتبه متى ينفد الملح والسكر.‏

ففي لبنان تأتي الأمكنة إليك وتذهب معك وليست الجهات إلا تحيات.‏ ‫ ‏الشاب إلى جانبي مدَّ يده وقال شيئاً لم أفهمه صافحته واعتذرت لأني لم أسمعه جيداً، فأعاد ما قاله ولكني لم أفهم أيضاً فقال: هذا اسمي أنا من قرغيزستان .