هدد أفراد النظام على مدى السنوات القليلة الماضية بهدم سوق الثلاثاء، لكن أصحاب المحلات كانوا يقاومون ويفاوضون؛ حتى صدموا بعد ظهر أحد أيّام الجمعة بالجرّافات تهدم المحلات التجارية.
يقول بن ساسي: كانت جميع البضائع والأموال لا تزال في المحلات، شعرنا كما لو أننا في غزة أو صبرا وشاتيلا أو جنين.
لم يكسب بن ساسي أي أموال منذ العام 2009، لأنه لم يتمكّن من العثور على عمل ولم يتلقّ أي تعويض أو دعم من الحكومة. وبالإضافة إلى خسارته لأحلام وطموحات طفولته وفرصته لكسب التعليم والدخل، خسر بن ساسي ثلاثة عشر عاماً من حياته في خدمة القوات المسلّحة الليبية
المؤلفون > ريم المغربي > اقتباسات ريم المغربي
اقتباسات ريم المغربي
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات ريم المغربي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
-
وفي أحد الأيام تمّ سجني لشهادة أحدهم برؤيتي أستمع إلى الراديو.
فتّشوا منزلي ولم يجدوا شيئاً وبعد مرور عام على سجني برفقة غيري من المتّهمين بنفس الجريمة، اكتشفوا أننا أبرياء وأطلقوا سراحنا.
تولّى قضيتنا آنذاك مجموعة من المحامين وقاموا بتمثيلنا كمجموعة، وكان العناد هو المسيطر على علاقة المحكمة ونظام القضاء بالنظام السياسي، فالعديد من القضاة أخلوا قاعة المحكمة ولم يرغبوا في إصدار أي حكم يخص قضيتنا، لكن طمأننا البعض ممن كان في بنغازي بأنهم سيبحثون في أمرنا. تمّ سجن البعض في طرابلس ولم نسمع عنهم شيئاً مما سبّب لنا القلق لبعض الوقت، لكن المحكمة أعادت لنا الأمل، وأخرجونا.
مرّت سنوات دون أي أحداث إلى أن دخلت قوات النظام منزل الهوني في 19 مارس 1990.
-
عادوا إلى زنزاناتهم الساعة الثالثة صباحاً، وبعد مرور ساعة أو ما شابه طلبوا من سجناء الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة أن يعرّفوا عن أنفسهم.
يقول: اقتادونا إلى باحة وطلبوا منا أن نستلقي على الأرض، وفي الساعة الثامنة والثلث صباحاً دوّى صوت صفّارات الإنذار وسمعنا صوت إطلاق نار متواصل دام سبعين دقيقة، كانت الصفّارات تغطّي على صوت إطلاق النار كي لا يسمعه الجيران في المنطقة السكنية المجاورة.
وبعد ثلاثة أيام تمّ نقلنا مجدّداً إلى زنزانات تضمّ مجموعات من السجناء حيث كنّا نشم رائحة التعفّن .
-
يقول: كانوا كل بضعة أشهر يخبروننا أنه سيتمّ إطلاق سراحنا قريباً، لم أرَ أولادي أو أسمع عنهم لمدّة اثنتي عشرة سنة، توفّيت والدتي دون أن تعلم إذا كنت حياً أم ميتاً .
كان الهوني في سجن أبو سليم خلال مجزرة عام 1996 يقول: كنّا في القسم الثالث من سجن أبو سليم وكانت وجبة الغداء قد وصلتنا للتو، وفيما كان يتمّ تسليم الغذاء بعد ذلك إلى القسم الرابع سمعنا صوت جلبة، بعد نصف ساعة فتح سجناء القسم الرابع باب زنزانتنا وكانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها سجناء من مقسم آخر، كان هؤلاء السجناء الذين يعيشون حالة موت بطيء قد انتفضوا ضدّ ظروفهم.
توجّه سجين من كل قسم للتحدّث مع رجال الحكومة، وكان ممثّلنا الشيخ محمد الجويلي يعود ويخبرنا عن المفاوضات.
كان عبد الله السنوسي قد وعدهم بتحقيق مطالبنا وبقضاء ليلة آمنة.
السابق | 1 | التالي |