وفي أحد الأيام تمّ سجني لشهادة أحدهم برؤيتي أستمع إلى الراديو.
فتّشوا منزلي ولم يجدوا شيئاً وبعد مرور عام على سجني برفقة غيري من المتّهمين بنفس الجريمة، اكتشفوا أننا أبرياء وأطلقوا سراحنا.
تولّى قضيتنا آنذاك مجموعة من المحامين وقاموا بتمثيلنا كمجموعة، وكان العناد هو المسيطر على علاقة المحكمة ونظام القضاء بالنظام السياسي، فالعديد من القضاة أخلوا قاعة المحكمة ولم يرغبوا في إصدار أي حكم يخص قضيتنا، لكن طمأننا البعض ممن كان في بنغازي بأنهم سيبحثون في أمرنا. تمّ سجن البعض في طرابلس ولم نسمع عنهم شيئاً مما سبّب لنا القلق لبعض الوقت، لكن المحكمة أعادت لنا الأمل، وأخرجونا.
مرّت سنوات دون أي أحداث إلى أن دخلت قوات النظام منزل الهوني في 19 مارس 1990.