اقتباسات جوزبه كاتوتسيلا

على إحدى الكاميرات التلفزيونية، كنت سأتحدث إلى العالم، بأسره، عن كيفية القتال دون وسائل، من أجل بلوغ الحرية.

كنا حمقى، ونجني ثمار حماقتهم. هذا كان حالنا. حماقة كانت تحلم بالسلام وأمل العيش معاً كإخوة

فأمام قذائف الهاون كان قَدَرُنَا أن نعيش مسجونين في أرضنا، أو - بدلاً من ذلك - أن نخوض مغامرة “الرحلة”.

كنت قد بدأت أصدق أن كلما زادت إنجازاتي في الركض، زادت خسارتي في الحياة.

‫ كانت هودان تقول إن شيئاً ما لم يكن على ما يرام؛ إذ كان أبي يدفعنا دائماً لأن نتبع غريزة الحرية الموجودة داخلنا، بل إنه كان ينمّيها داخلنا، إلا أن هذا جعله أعرج في البداية، ثم أزهق روحه بعد ذلك.

في بعض الأحيان، تسافر القرارات الأكثر صعوبةً فوق خيطٍ رفيعٍ على نفخةٍ بسيطةٍ من الرياح. ونحن معها، مضطربين، غير مثقلين.

كانت السينما تغذّي وتخلق الأحلام، هذا هو السبب الذي كان وراء إغلاقهم لدور السينما.

يوماً ما، ربما نتوصل إلى اكتشاف القوانين التي كانت تدفع البشر إلى الحروب، فنمحوها إلى لأبد. سيكون هذا أجمل يوم في تاريخ البشرية، على الإطلاق.

ثم سألنا أبي عما إذا كنا نعلم أن الحرب ثمرة الكراهية، وأنها تضع غشاوة أمام أعين الناس، وتجعلهم متعطّشين للدماء فقط.

“الشكوى تزيدنا تعاسة في القيام بما لا نحبّ

‫ لم أجبه كالعادة ولكنْ؛ منذ ذلك اليوم، وجدت نفسي تحت إشراف مدرّب لعلّني فقدتُ رفيقاً ألهو معه، بسبب أحمد، لكنني كسبت مدرّباً، أعدّني لاكتشاف نفسي، ولأصير ما كنتُ أحلم به: رياضيةً ‫ كل هذا بفضل عليّ، دون أن يدرك

لم تكن الحرب تخيفنا، بل كانت بمثابة شقيقتنا الكبرى.

‫ “هل يمكن أن يفرّق بيننا شيء؟” كنا نتساءل أنا وعليّ في الأمسيات الحارة، عندما كان يساعدني في تسلق شجرة الكافور؛ كي نبقى منغمسين وسط أوراقها المنعشة طويلاً، ونحن نتحدث عن المستقبل

سلبتني الحرب البحر، إذن. وفي المقابل، وَلَّدت في داخلي الرغبة في العدْو، فباتت قويةً مثل البحر. الجري هو بحري.

لم نكن لنسمح للحرب أن تسلبنا الشيء الوحيد المهم الذي نمتلكه: علاقتنا الودية.

‫ بإمكان الحرب أن تسلب المرء بعض الأشياء، ولكن هذا الشيء بالتحديد ليس بمقدور الحرب

كانت العشيرتان تحرصان على استمرار الحرب. الحرب شقيقتنا الكبرى، كما كان وَالِدَانا يقولان دائماً. شقيقةٌ خبيثةٌ، تعرفك جيداً، وتدرك تماماً كم من السهل إسعادك، أو إتعاسك.

"لا تقولي إنك خائفة، أبداً يا صغيرتي، أبداً، وإلا فإن ما تخافينه، سيتعاظم حتى يهزمك"

‫ “الشكوى تزيدنا تعاسة في القيام بما لا نحبّ”،

‫ كنت قد بدأت أصدق أن كلما زادت إنجازاتي في الركض، زادت خسارتي في الحياة.

بدت ملامح وجهه جادة. “لا تقولي إنك خائفة، أبداً، يا صغيرتي سامية، أبداً. وإلا فإنّ ما تخافينه، سيتعاظم حتى يهزمك”.