اقتباسات كارل تشابك

أنا أفكر في الأشياء التي مضت ولم يكن لها أن تمضي بعد، وكلما فكرت في أي شيء، أرى أنه ما كان له أن ينقضي هكذا سريعًا، كان عليَّ أن أحياها أولًا، أن أعيشها منتبهًا ولوقت طويل، بما في ذلك أسوأ الأوقات. وكأني تركتها جميعًا تفلت من بين أصابعي، قبل أن أدرك كنهها، والأكثر قيمة بينها.

توقفتُ أنا، بينما الأيام ترتفع من حولي كالجدران. يومًا بعد يوم انتصبت بنعومة وبثقل كالجدار.

أنت تنتظر شيئًا واحدًا فقط: نهاية الانتظار، التحرر من الانتظار. وهو صعب لدرجة أن ما تتوق لرؤيته لم يعد ممكنًا أن يكون جميلًا أو مبهجًا، لكنه غريب في حد ذاته، حزين بطريقة أو بأخرى، ومؤلم بعد كل هذا الانتظار.. لا أعرف حتى كيف أعبر عن ذلك؛ فكل خلاص: ليس بسعادة حقيقية.

ليس هناك ما هو أكثر إيلامًا من الحاضر.

أين ذهب كل شيء؟ إلى أين تصعدين، أيتها الغيوم المضيئة، في حركة بلا هدف ولا كلل؟ آه، لو حُملتُ بعيدًا! لا من أجل أي شيء، ولا لسبب آخر غير عِظم اتساع السماء. أن أُحمل بعيدًا هكذا، لأن الأفق كبير ولانهائي!

أكثر جذور الحياة شغفًا تكون خفية وحساسة وصغيرة.

كل فرح يتطلب فائضًا في حيوية المرء؛ من دوافعك يولد فرحك، أما المعاناة فلا تتطلب شيئًا، لا شيء أكثر من أن تخضع لها، يكفيها مجرد الاستسلام، لا أكثر، لا شيء أكثر من ذلك.

أما كشف السر فمسألة تعود إلى الروح. كل لغز يبدو كما لو كان ملفوفًا بأنفاس الروح. فقط عندما يواجه المرء لغزًا، يدرك كنه روحه، إلى درجة استشعار الرجفة والخوف.

المادية خالية من الأسرار، من الخوف، من القدرة على الخوف.

رباه يا رحيم، يا من ترى عيناه همي، وترقب تنهداتي، يا من كنت بي دائمًا رحيمًا، أدعوك اليوم من أعماق روحي، فاسمعْ صوتي، وأجبْ دعائي.

كلّ مفردة في الصّلوات لها سحرها وديمومتها اللانهائية؛ فهي لا تئنّ ولا تشتكي، ولا تفهم ولا تعبّر عن آلام الإنسان، بل تمتدّ إلى ما لا نهاية حاملة معها عذاب الإنسان.

وأنت أيها الألم كيف أصبحت محاطًا بذلك الأفق اللانهائي؟ وماذا عنك أيها الوقت المنفتح من جميع نواحيه على الأبدية؟ وأنت أيها القلب البائس، ماذا تريد في النهاية سوى الرحمة والنجاة؟

تتوالى مفردات الدعاء بشكل رتيب وآلي كحبات المطر أو كدقات الثواني. إنه نداء يستمر في العودة إلى حد الغياب عن الوعي، كما لو كان مقياسًا لعمق الحزن. إنها صرخة ألم تؤدي مع كل تكرار إلى تطابق لا محدود شديد الرتابة للحزن الموشوم على النفس.

وعندما أفكر في حياتي، يبدو لي أنني يجب أن أتعرف على.. الخطوات التي لا تنطلق من مكان ولا تؤدي إلى آخر.

للأديب التشيكيِّ Karel Capek (1938 -1890)، نقلًا عن اللغة التشيكيَّة مباشرة، والتي نُشرت بها لأول مرة عام ١٩٢٠.

[...] فجلس هنا على حجر وراح يكتب غير مبال بالليل بخط يده الصغير الدقيق الساخر على ورقة من دفتر ملاحظاته: "جوهر التنظيم: تحويلك إلى أداة للفعل. أنت جسم منفذ، تدار بإرادة أجنبية عنك؛ أنت جزء.. وبالتالي شيء يعتمد على غيره إلى حد كبير. مع اعترافك بالقائد، تُنقل الدوافع والهدف والإرادة والقرار إليه، وكل ما يتبقى لديك هو روح سلبية تتجسد في إحساسك بالمعاناة ...".

قصة الجبل، صـ43

كارِل تشابِك

طرق مفقودة: نصوص نثرية تشيكية

ترجمة إيمان إسماعيل

"لقد أحببته كما يتقن الأطفال فقط حب أصدقائهم.. لا يوجد شعور إنساني جماله يماثل جمال الصداقة. ببسيط الكلام مثل هذه الصداقة تنبعث من الحماس والإعجاب، من الانغماس في الحياة، من فيض المشاعر والإفراط فيها لحد يجعلك تهديها إلى أحد ما."

"لقد أحببته كما يتقن الأطفال فقط حب أصدقائهم.. لا يوجد شعور إنساني جماله يماثل جمال الصداقة. ببسيط الكلام مثل هذه الصداقة تنبعث من الحماس والإعجاب، من الانغماس في الحياة، من فيض المشاعر والإفراط فيها لحد يجعلك تهديها إلى أحد ما."

"يجب على كل إنسان البحث عن شيء ما، إن لم تكن الطوابع، فلتكن الحقيقة، أو السرخس الذهبي، أو على الأقل السهام الصخرية، أو فليبحث في صناديق القمامة."